المبعوث الخاص: فرصة الوصول إلى السلام في اليمن لم تضع بعد

عقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 12 يوليو/ حزيران 2017، جلسة خاصة حول الأزمة في اليمن، في حين قدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة على اليمن، إسماعيل ولد الشيخ إحاطة إعلامية.

 

وقال ولد الشيخ، في الإحاطة، إن الحالة في اليمن ما زالت خطيرة للغاية وتزداد حدة الصراع يوما بعد يوم, وما زالت الحالة الانسانية الماساوي تزداد سوءاً.

 

وجاء في نص إحاطة المبعوث الدولي: "في السنة الثالثة المتتالية, شهد اليمنيون شهر رمضان المبارك الذي تحول من شهر التسامح والسلام الى شهر من العنف واليأس. وقد شهدت اليمن زيادة في معارك الاستنزاف بين اطراف الصراع, وقد ازدادت وتيرة العمليات العسكرية في عدة محافظات".

 

اقرأ المزيد: مجلس الأمن يعقد جلسة حول اليمن.. وولد الشيخ يدعو لاستئناف الرحالات المدنية

 

وأضاف: "ومنذ 10 حزيران / يونيه, تصاعد القتال ايضا بدرجة كبيرة في تعز ومناطق شرق المدينة. وقد تكثف القتال من اجل السيطرة على القصر الرئاسي في المدينة بالتوازي مع القصف العشوائي في المناطق السكنية, مما ادى الى زيادة عدد القتلى والجرحى, والى مزيد من التدمير للهياكل الاساسية المدنية المتبقية في المدينة. وقد وقعت اصابات عديدة في محافظة مارب, وبخاصة اثناء المعركة للسيطرة على مقاطعة صرواح".

 

وقال ولد الشيخ: "وما زالت الهجمات الجوية تضرب العديد من المواقع في محافظات: صعدة, تعز, و مارب, وصنعاء. ضربت غارات جوية سوق في قرية المشنق في صعدة في 18 حزيران / يونيه ومدينة المخا في 4 تموز / يوليه. واسفر كل من هذه الحوادث عن عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال".

 

وأعرب ولد الشيخ عن بالغ القلق لاستمرار استهداف اطراف الصراع للمدنيين والهياكل الاساسية المدنية. وقد دأبت على حث الاطراف المتحاربة على احترام التزاماتها بموجب القانون الانساني الدولي. ان استهداف المدنيين والهياكل الاساسية المدنية امر غير مقبول على الاطلاق, ويجب ان يتوقف على الفور.

 

اقرأ المزيد:  ولد الشيخ يستبق جلسة مجلس الأمن حول اليمن بلقاء بن سلمان

 

وقال: "وبالاضافة الى ذلك, ما زال الامن يقوض جراء نشاط الجماعات المتطرفة, بما في ذلك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وفي 7 حزيران / يونيه, استهدف جهاز متفجر بواسطة المركبات قافلة رئيس الامن في ابين, وقتل اثنين من حراسه".

 

وتابع المبعوث الخاص احاطته: "وكما ذكرت هنا مرات عدة كلما طالت مدة الصراع كانت الجماعات الارهابية اكثر توسعا وتهدد مستقبل اليمن".

 

وقال ولد الشيخ: "سيدي الرئيس, ان الحالة الانسانية في اليمن مروعة. ويعاني الشعب من الحرب والجوع والكوليرا, التي انتشرت اكثر خلال الاسابيع القليلة الماضية. فالبلد لا يعاني من حالة طوارئ واحدة ولكن عدد من حالات الطوارئ المعقدة, التي اثرت على اكثر من 20 مليون شخص, والتي ستشعر بحجم تأثيرها بعد انتهاء الحرب لفترة طويلة. وهناك 14 مليون شخص يعانون من انعدام الامن الغذائي, ومن بينهم 7 ملايين شخص تقريبا معرضون للمجاعة. وسيقدم زملائي مزيدا من التفاصيل عن الحالة الانسانية في الاحاطات الاعلامية".

 

وأشار إلى أن الكوليرا تنتشر بسرعة, وهي تصيب الاطفال والمسنين وغيرهم من الفئات الضعيفة في العديد من مناطق البلد، واضاف "وهناك الان اكثر من 300,000 حالة مشتبه فيها واكثر من 1,700 شخص قد توفوا نتيجة للوباء. ولم يدفع لعشرات الالاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية منذ عدة اشهر, وان اكثر من نصف المرافق الصحية للبلد قد اغلقت, وما زالت امدادات الادوية والمعدات الطبية محدودة للغاية".

 

وأردف ولد الشيخ: "ان سرعة ونطاق انتشار الكوليرا في اليمن يسلط الضوء على العواقب التي تترتب على انهيار نظام القطاع العام. ودعا المانحين الى تقديم المزيد من المساهمات في اسرع وقت ممكن.

 

ووصف ولد الشيخ عدم دفع مرتبات العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من الموظفين في القطاع العام مسالة ملحة. واذا لم يتم التصدي لهذا الوضع, فان الحالة الصحية ستستمر في التدهور, وستتوقف مؤسسات الدولة الرئيسية عن العمل.

 

وقال انه من المتوقع ان يصرف برنامج التحويلات النقدية الممول من البنك الدولي اول دفعة ربع سنوية لاكثر الاسر المعيشية ضعفا في جميع انحاء البلد في اب / اغسطس, حيث يستفيد منها حوالي ثمانية ملايين من اليمنيين. وما فتئت المفوضية تعمل بشكل مستمر مع الشركاء لضمان نجاح هذه المبادرة, ودعم القوة الشرائية للاسر المعيشية, وتجنب انتشار الفقر المدقع, وتحسين الحالة العامة, واعادة الامل. وامل ان يستجيب المجتمع الدولي لهذا النداء وان يدعم هذه المبادرات.

 

وقال ولد الشيخ: "وعلى مدى العام الماضي, دعا المنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية مرارا وتكرارا لاستئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء. وقد ادى الافتقار الى الرحلات الجوية التجارية الى وضع عبء غير ضروري على السكان وتفاقم حالة انسانية بائسة بالفعل. وانني اناشد التحالف والاطراف في الصراع دعم اقترابنا لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة على وجه التحديد للافراد الذين يحتاجون الى رعاية طبية, والطلاب الذين يدرسون في الخارج, ولم شمل الاسر".

 

وأضاف ولد الشيخ انه يخطط لدعوة ممثلي أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي الى استئناف المناقشات حول هذه الافكار في اسرع وقت ممكن، مضيفا انه في الايام القليلة الماضية, "كنت على اتصال مباشر مع انصار الله, والذي هو سبب التفاؤل. وانني ممتن للجهود التي تبذلها جمهورية الصين الشعبية لكي تضطلع بدور اساسي في هذا الصدد".

 

وتركز الاتفاقات المقترحة على ميناء الحديدة والمنطقة المحيطة به, وتهدف الى ضمان استمرار تدفق الامدادات الانسانية الاساسية والسلع التجارية من خلال الميناء وتنفيذ برنامج لجمع الضرائب وغيرها من الايرادات بحيث يمكن استخدامها لدعم المرتبات وما الى ذلك, وذلك من اجل ضمان استمرار تدفق الامدادات الخدمات, بدلا من دعم الحرب.

 

وقال ولد الشيخ انه يأمل أن يلتقي مع وفد المؤتمر الشعبي وانصار الله في القريب العاجل لمناقشة الاتفاقات المحتملة.

 

وأضاف: "يجب على القيادة السياسية ان تدرك ان استمرار الحرب لا يمكن ان يؤدي الا الى خسارة بشرية ومادية اكثر, ويعقد المسائل الحاسمة بشان مستقبل البلد, بما في ذلك مظالم الجنوب. وفي هذا السياق, فان المسألة الجنوبية تتطلب حلا عميقا, وانني ادعو اليمنيين الى معالجة هذه المسألة من خلال الحوار والوسائل السلمية.

 

وقال المبعوث الأممي: "أود ان اشير الى ان التاريخ لن يحكم بلطف على القادة اليمنيين الذين استخدموا الحرب لتعزيز نفوذهم او الربح من الاموال العامة, ولن يدوم صبر اليمني. ويتعين على الشعب ان يكون بديلا عن الساسة الذين يعملون من اجل مصالحهم الخاصة وليس من اجل بلدهم, الذين يدمرون ولا يبنون, ومن يستخدمون الموارد المالية للشعب والدولة لاثراء انفسهم, بدلا من خدمة الشعب"..


ودعا جميع الاطراف الى العمل من اجل السلام. فهذه الاعذار غير مقبولة ومبرراتها غير مقنعة, وبخاصة عندما تكون الحلول على مرأى من الجميع". 


واختتم بالقول: "ان فرصة الوصول الى السلام لم تضع بعد".