السعودية تُحذر كندا وهولندا من قرار دولي بشأن اليمن

هددت السعودية دولا اخرى بشأن قرار مقترح في الهيئة العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة والذي من شأنه ان يرسل محققين دوليين ومستقلين الى اليمن للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة.
 
ومن المنتظر ان تصوت يوم الخميس الدول في الأمم المتحدة حول ما إذا ستنشئ لجنة تحقيق دولية بشأن اليمن، بحسب ما افاده مصدر اممي لوكالة "خبر".
 
وفي الأسابيع الأخيرة، حثت 67 منظمة غير حكومية دولية وإقليمية ويمنية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إجراء تحقيق مستقل في الادعاءات الخطيرة بانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني، وهي دعوة وجهتها كندا وهولندا والصين.
 
وتكشف رسالة سعودية حصلت عليها وكالة انباء "اسوشييتد برس" ان الرياض حذرت من ان "تبني قرار كندا وهولندا في مجلس حقوق الانسان يمكن ان يؤثر سلبا على علاقاتهما التجارية والدبلوماسية مع المملكة الغنية ذات النفوذ". واكد دبلوماسيان غربيان ان بلادهما تلقت هذه الرسالة.
 
وكشفت هولندا وكندا النقاب عن مسودة قرار يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لضمان "محاسبة مرتكبي الانتهاكات والتجاوزات بما في ذلك الذين ربما يرتكبون جرائم حرب وجرائم في حق الإنسانية". وأيدت دول كثيرة المسودة التي تقع في ثلاث صفحات عندما التقى الدبلوماسيون لبحث إجراء تعديلات.
 
وأشارت الصين في 13 سبتمبر/ايلول 2017، إلى استعدادها دعم إجراء تحقيق دولي في الفظائع التي تحدث في اليمن مثلما طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ولكن كلا من السعودية والولايات المتحدة قالتا إنهما لا تؤيدان هذه الفكرة.
 
وقال مصدر اممي لوكالة "خبر"، إن بريطانيا تسعى جاهدة في مجلس حقوق الانسان باستخدام موقفها لعرقلة انشاء لجنة تحقيق دولية بشأن الانتهاكات في اليمن.
 
في السياق تساءل بنيامين هورتن، وهو خبير ومحلل وكاتب امريكي شهير: "لماذا يستمر السعوديون التهرب من التحقيق؟ وما الذي يخافونه؟ موضحا "الجواب واضح: إن الحرب السعودية على اليمن المروعة استمرت لفترة طويلة، وقتلت الآلاف والآلاف من الناس ودمرت البنية التحتية والاقتصادية للبلاد وتسببت في أسوأ تفش للكوليرا وخلقت أسوأ كارثة انسانية في العالم.
 
وأضاف في حديثه لوكالة "خبر" عبر البريد الالكتروني": "وعلى وجه التحديد لأن المملكة العربية السعودية استطاعت الإفلات من العقاب. ويمكن للتحقيق الدولي المستقل أن يغير ذلك ويفضحها امام العالم".
 
وقال: "وهذا يتسق مع جهود السعودية الرامية إلى اغلاق مطار صنعاء ومنع دخول الصحفيين الدوليين والناشطين في مجال حقوق الإنسان من توثيق جرائم حربهم. وهذا لان السعودية تعلم ان هؤلاء لن يرووا القصص التي تريدها السعودية".
 
من جانبه، قال بروس ريدل، وهو مستشار سابق لأربعة رؤساء امريكيين وضابط استخبارات سابق ومدير معهد "بروكينغز" الاستخباراتي، لوكالة خبر: "لقد طال انتظار تحقيق دولي مستقل في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن".