حين تصبح أجسامنا بطارية لشحن الهواتف الذكية

توصل فريق من الباحثين البريطانيين إلى وسيلة جديدة لتشغيل الجيل القادم من الأجهزة الذكية عن طريق مولدات متناهية الصغر لتوليد الطاقة الناتجة عن الاحتكاك بين مادتين أو أكثر سواء إن كانت مواد هجينة أو عضوية أو غير عضوية.
 
يبدو أن المثل العربي القديم "مَا حَكَّ جِلْدَكَ مِثْلُ ظُفْرِكَ" يمكن أن يُطبق أيضاً على هواتف وأجهزة الثورة المعلوماتية التي تجتاح العالم، فقد توصل باحثون في بريطانيا إلى وسيلة مبتكرة لتشغيل الجيل القادم من الأجهزة الذكية عن طريق مولدات متناهية الصغر لتوليد الطاقة الاحتكاكية. ويُقصد هنا بوسائل توليد الطاقة الاحتكاكية نوعية الأجهزة التي تستخدم الاحتكاك بين مادتين أو أكثر سواء إن كانت مواد هجينة أو عضوية أو غير عضوية لتوليد تيار كهربائي.
 
وتستطيع هذه المولدات إنتاج الكهرباء عن طريق الاحتكاك مع جسم الإنسان أثناء الحركة، كما يمكنها أيضاً الاعتماد على مصادر أخرى لتوليد الطاقة مثل الرياح والأمواج واهتزازات الماكينات. ويقول الباحث رافي سيلفا من معهد التكنولوجيا المتقدمة في مدينة سري البريطانية: "نشعر بحماسة بالغة بشأن فكرة وجود عالم تتوافر فيه الكهرباء بشكل مجاني ومتجدد"، مضيفاً أن "الكهرباء الاحتكاكية هو وسيلة مثالية لتغذية الأجهزة الإلكترونية التي يتم ارتداؤها وأجهزة الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية المختلفة".
 
وذكر البروفسير إيشارا هارماشينا الباحث الرئيسي في المشروع: "إنني متحمس للغاية حيال هذه الدراسة التي تعيد تعريف مفهومنا لتوليد الكهرباء"، مؤكداً أن الوسيلة الجديدة التي تم تطويرها هنا سوف تساعد الباحثين في مختلف أنحاء العالم لاستغلال الإمكانيات الحقيقية لمولدات الكهرباء الاحتكاكية متناهية الصغر، وتصميم وحدات تعمل بكفاءة عالية لتوليد الطاقة من أجل تشغيل مختلف التطبيقات". وأكد رافي في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني "فيز دوت أورغ" المتخصص في الأبحاث التكنولوجية أن "مولدات الطاقة الاحتكاكية يمكنها أن تلعب دوراً في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة".