والدة الانتحارية التونسية: ابنتي كانت فريسة للإرهاب

كشفت النيابة العامة التونسية الثلاثاء عن مزيد من التفاصيل حول منفذة الهجوم الانتحاري بشارع الحبيب بورقيبة الاثنين. وأوضح الناطق باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب أن الانتحارية منا قبلة كانت في الثلاثين من عمرها وتحمل شهادة جامعية في الأعمال باللغة الإنكليزية، لكنها عاطلة عن العمل. من جانبها، اعتبرت والدة قبلة أن ابنتها كانت "فريسة للإرهاب"، بينما اتهم والدها قادة البلاد "بالمسؤولية بسبب المحاباة وتهميش الشباب".

قالت النيابة العامة التونسية لمكافحة الإرهاب الثلاثاء إن الشابة التي فجرت نفسها الاثنين بالقرب من دورية أمنية في وسط العاصمة التونسية الاثنين، تحمل شهادة جامعية إلا أنها عاطلة عن العمل.

للمزيد: عندما يكون الانتحاري... امرأة

وأصيب 20 شخصا بينهم 15 شرطيا ومراهقان اثنان، بجروح في هذا الاعتداء وهو الأول منذ 2015 في العاصمة التونسية، لكن لم يصب أحد بجروح بالغة، حسب ما أفادت السلطات التونسية.

وأوضح الناطق باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليتي أن الانتحارية منا قبلة التي كانت في الثلاثين من عمرها كانت تحمل شهادة جامعية في الأعمال باللغة الانكليزية إلا أنها ليست معروفة على أنها متطرفة من جانب القضاء.

وأفادت وسائل إعلام تونسية أنها لم تجد يوما عملا في هذا المجال لكنها كانت تعمل أحيانا كراعية غنم لمساعدة عائلتها.

وأشار السليتي إلى أن الانتحارية هي من منطقة المهدية في شرق البلاد مضيفا أنه لم يتم توقيف أي شخص حتى الآن في إطار التحقيق الذي فتح حول الاعتداء.

والدة الانتحارية: "ابنتي كانت فريسة للإرهاب"

من جانبها، قالت ذهبية والدة الانتحارية إن ابنتها كانت فريسة للإرهاب، الذي أعدها لتكون أول انتحارية في تاريخ تونس.

وبدت والدة الانتحارية منا قبلة بحالة صدمة وهي محاطة بجاراتها ولا تكاد تصدق أن ابنتها (30 عاما) انتحرت. وكانت منا تعيش مع أسرتها في قرية زردة في منطقة ريفية مهمشة بولاية المهدية (الساحل الشرقي).

وأضافت ذهبية وهي تخبط بيديها على رجليها جالسة على بساط من البلاستيك مخاطبة ابنتها "لماذا فعلت بنا هذا؟ ماذا فعلنا لك لتجعلينا نعيش هذه الكارثة؟".

واعتبرت الأم أن ابنتها البكر قامت من خلال التفجير في الشارع الرئيسي بالعاصمة "بتدمير كامل أسرتها وخصوصا شقيقتها وشقيقيها".

ولا يفهم الوالدان الأميان كيف أن ابنتهما التي كانت تمضي الكثير من الوقت على حاسوبها ولا تغادر إلا قليلا المنزل المتواضع، تم تجنيدها لارتكاب الاعتداء.

وقالت الأم بحسرة "لقد أوقعوا (الإرهابيون) بها لأنها ساذجة وهشة، رغم أننا عملنا كل شيء لتنهي دراستها. وكانت مدللة".

وأضافت الأم "حتى أنني بعت أرضا فيها شجر زيتون لكي أشتري لها كما طلبت حاسوبا قبل أربع سنوات".

وبحسب الأم فقد كانت تخصص وقتها "لإعداد دكتوراه. ولذا، كانت تنعزل كثيرا في غرفتها للتركيز على دراستها أو إرسال طلبات عمل".

وقال الوالدان إن لاشيء كان يوحي أنها تتطرف. وتابعا "لم يكن هناك أي تغيير في طبعها (...) لاشيء كان يشير إلى أنها اعتنقت أفكارا متطرفة". وأضافت الأم "حتى حجابها كانت ترتديه منذ نيلها البكالوريا وكانت تصلي مثل الجميع دون تقوى مميزة".

وكانت منا أبلغت الجمعة أمها وخالتها التي تعيش في المنزل أيضا، أنها تنوي التوجه السبت لقضاء بضعة أيام في سوسة للبحث عن عمل.

وعلمت الأسرة بمقتل ابنتها الانتحارية من الشرطة التي أوقفت شقيقيها لاستجوابهما.

والد الانتحارية يتهم قادة البلاد بالمسؤولية بسبب "المحاباة وتهميش الشباب"

واعتبر الوالد محمد المريض من الصيف بعد تعرضه لجلطة دماغية ويلزم الفراش منذ شهرين إثر كسر في الساق، أن ابنته "لا يمكن أبدا أن تؤذي أحدا، وقد تم بالتأكيد التلاعب بعقلها".

واتهم والد الانتحارية قادة البلاد بالمسؤولية بسبب "المحاباة وتهميشهم للشباب" عن "المصير الحزين" لابنته التي قال إنها "مثالية ووردة الأسرة وألطف أفرادها".

ورأى المحلل السياسي سليم الخراط أن الانتحارية "تجسد نموذج الشبان المتطرفين وأغلبهم من مناطق مهمشة خصوصا ريفية ومحبطين وبلا أفق رغم دراستهم".