مصر تحقق نجاحا رياضيا وسياسيا بحصولها على تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2019؟

حصلت مصر الثلاثاء على شرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخها، لتحقق بذلك فوزا رياضيا لا يخلو من أبعاد سياسية، إذ أن صورة البلاد تراجعت منذ ثورة فبراير/شباط 2011. لكن العنصر الأمني يمكن أن يعيق استضافة المنافسة القارية العريقة.
 
حققت مصر الثلاثاء فوزا رياضيا بارزا في العاصمة السنغالية داكار بحصولها على شرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2019 لكرة القدم خلفا للكاميرون، بعد أن تقدمت على منافستها الوحيدة جنوب إفريقيا بـ 16 صوتا مقابل صوت واحد.
 
وقال رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة أحمد أحمد في حوار حصري مع فرانس 24 إن الدعم الحكومي، بمعنى السياسي، ساهم بشكل كبير في نجاح الملف المصري، لأنه يؤكد رغبة الدولة المصرية في تنظيم أبرز تظاهرة رياضية في القارة السمراء.
 
المدن المصرية المستضيفة للمنافسة
 
وأوضح مراسل فرانس 24 في مصر تامر عز الدين أن المنافسة، المقرر إجراؤها من 15 حزيران/يونيو إلى 13 تموز/يوليو، ستجري على الأرجح في أربعة مدن: هي القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد، مشددا على أن الملاعب جاهزة لاستضافة المبارايات.
 
وللمرة الأولى منذ تأسيس "الكان" في 1957، سيتنافس على اللقب 24 منتخبا بينهم "فراعنة" البلد المضيف بقيادة محمد صلاح، الفائز بجائزة أفضل لاعب إفريقي للمرة الثانية على التوالي خلال حفل أقيم مساء الثلاثاء في داكار بحضور نجوم أفارقة، حاليين أو سابقين مثل الإفواري ديديه دروغبا والكاميروني صامويل إيتو فضلا عن (رئيس ليبيريا وصاحب جائزة "الكرة الذهبية" في 1995) جورج ويا.
 
وقال صلاح (26 عاما) بعد التتويج: "أتوجه بالشكر لأبناء وطني مصر، وأهدي هذا الجائزة إلى وطني مصر".
 
ثقة الاتحاد الأفريقي في الملف المصري؟
 
فنجاح الملف المصري، الذي قدمه الاتحاد المحلي في وقت ضيق، معناه أن الاتحاد الإريقي يثق في قدرة مصر على تنظيم حدث رياضي بارز، كما قال تامر عز الدين. وأشار الصحافي في جريدة "الأهرام الرياضي" طارق رمضان خلال حوار مع فرانس 24، إلى أن هذه الثقة تتعلق أيضا بالبنى التحتية والمنشآت التي تملكها البلاد.
 
وأكد مراسل فرانس 24 من جهته أن مصر حققت من خلال ترشحها لتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2019 أهدافا رياضية وسياسية على حد سواء. وقال إن الأهداف الرياضية ترتبط بجاهزية الملاعب المصرية وبنيتها التحتية، فيما الأهداف السياسية متعلقة بالأمن والاستقرار. وختم قائلا إن "كان 2019" ستكون بداية "لعودة الرياضة المصرية إلى طبيعتها" لاسيما عودة الجماهير إلى الملاعب بعد غياب فرضته الأوضاع الأمنية وظاهرة الاحتكاك والعنف بين المشجعين.
 
وشدد طارق رمضان على أن بلاده قادرة على تنظيم هذه المنافسة القارية في سلام، مشيرا إلى أن التهديد الإرهابي لا يقتصر على مصر بل يهدد مختلف البلدان عبر العالم.
 
وتعود آخر مرة نظمت فيها مصر كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم إلى عام 2006، وقد فاز "الفراعنة" باللقب سبع مرات آخرها في 2010 بأنغولا.
 
يذكر أن مصر تعاني وضعا أمنيا مزريا منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في 2014. وتوالت العمليات الإرهابية ضد الأهالي أو السياح. فقد أسفر اعتداء استهدف حافلة سياح في منطقة الجيزة قرب الأهرام نهاية 2018،عن مقتل 3 سياح ومرشدهم السياحي المصري.