إلزام أصحاب البنايات في مصر بطلاء واجهاتها.. فما السبب؟

ألزم رئيس الحكومة المصرية المحافظين بتنفيذ برنامج صارم لطلاء واجهات البنايات، في خطوة قال إنها تهدف إلى القضاء على مشاهد البنايات غير المتناسقة خاصة في المناطق القريبة من المتاحف والمزارات السياحية.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه بطلاء واجهات جميع المباني وعدم تركها على الطوب، على أن تكون ألوان هذه الواجهات موحدة، بدلا من ذلك "المشهد غير الحضاري المنتشر"، على حد تعبيره.

وقال مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن الحكومة تسعى لإنهاء الصورة "غير الحضارية" في بعض المناطق خلال مهلة محددة، أو اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحاب البنايات، لافتًا إلى أنه سيكون هناك متابعة دورية للوقوف على أخر المستجدات.

انتقادات

ويطمح المشروع أيضا، في مراحل لاحقة، إلى توحيد ألوان واجهات البنايات في المحافظات طبقا لمواقعها الجغرافية فيما يتوقع أن يتم البدء بالأماكن السياحية وأن تشمل المرحلة الأولى الطريق المؤدي للمتحف المصري الكبير قبيل افتتاحه للزائرين.

وأثارت الخطة، الكثير من ردود الفعل الناقدة، خاصة وأنها تأتي في مرحلة تمر فيها معظم العائلات المصرية بصعوبات اقتصادية.

وقال أحمد زعزع، الباحث والمصمم العمراني، إن هذا المشروع يمثل استباقا لأولويات تنمية الأحياء الفقيرة والارتقاء بخدماتها.

وأوضح "لا بد أن تتعاون الحكومة مع سكان المناطق العشوائية، دون أن تلجأ إلى تجريم سلوكياتهم، إن هذه المناطق تمثل 65 بالمائة من سكان العاصمة لأن الزحف السكاني يتجه نحوها بحثا عن فرص عمل".

ويضيف "كان من الأجدى أن يكون تجميل الواجهات تتويجا لمراحل من العمل الشاق لتطوير المناطق غير الرسمية. هناك مناطق في مصر حتى اليوم تعاني من أزمة مياه وصرف صحي ولا أعتقد أن الأولويات هي الاهتمام بالراحة البصرية قبل معالجة هذه الأمور".

"صرامة"

لكن خالد قاسم، الناطق باسم وزارة التنمية المحلية، أكد لبي بي سي أن هذا القرار سيجري تطبيقه بصرامة ومعاقبة المخالفين طبقا لقوانين البناء المعمول بها، وقد تم تكليف المسؤولين في كل محافظة لتحديد كيفية التنفيذ بصورة لا مركزية.

وقال قاسم "من المعروف أن المدن تقيَّم بمدى التناسق الجمالي فيها، ويجب أن يتوفر لدى المدن والقرى المصرية الشكل الحضاري وسوف يجري تنفيذ هذا البرنامج بصورة جدية، كما سيتم التعامل مع غير الملتزمين بما يقتضيه القانون".

ولم يفصح المتحدث باسم وزارة التنمية بطبيعة هذه العقوبة على وجه التحديد، لكن وسائل إعلام محلية نقلت عن مسؤولين محليين تأكيدهم بأن العقارات التي لن تمتثل لهذه التعليمات ستحرم من المرافق.

وقال الناطق باسم وزارة التنمية المحلية لبي بي سي ردا على سؤال إذا ما كانت العقوبات ستنفذ أيضا على السكان غير القادرين بقوله "بالتأكيد في هذه الحالات ستشكل لجان لبحث هذه الأمور وسيتم معالجتها في حينها".

وبحسب سيد عمر الذي يعمل في مجال طلاء الواجهات فإنه باستخدام الأساليب الحديثة في الطلاء فإن واجهة واحدة لبناية متوسطة الارتفاع قد يكلّف طلاؤها عشرة آلاف جنيه مصري (نحو 550 دولارا).

وأضاف لبي بي سي " أصحاب البنايات في بعض المناطق دأبوا على عدم طلاء الواجهة رغم ما يمثل هذا من أذى بصري للمارة، كما أن بعض الواجهات تحتاج إلى تجديد طلائها بفعل العوامل الجوية".