«أردوغان».. راعى الإرهاب.. كيف أصبح الرئيس التركي الشريك الأول للجيش الإسرائيلى؟

سلسلة من المغالطات والأكاذيب يعيش عليها نظام أردوغان، فهو يصدر خطابا إعلاميا تدعمه جماعة الإخوان، يقوم على أنه حليف وداعم للشعب الفلسطينى، وأنه على خلاف دائم مع إسرائيل، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فالمعلومات عن حجم التعاون الأردوغانى مع جيش الاحتلال الإسرائيلى، صادمة لكل من لا يعرف حقيقة هذا النظام، الذى يتشح بوشاح الإسلام، بينما هو يواصل الليل بالنهار لخدمة أعداء المسلمين، فما حدود التعاون العسكرى التركى -الإسرائيلى لقتل الفلسطينيين فى غزة وغيرها من الأراضى الفلسطينية المحتلة؟ وما أسماء القواعد العسكرية التركية التى يتدرب فيها الجيش الإسرائيلى لقصف الأراضى العربية المحتلة؟

البداية عندما اعترفت تركيا بإسرائيل فى مارس 1949، وبذلك تصبح أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل، ومنذ ذلك التاريخ تعمقت الصداقة بين إسرائيل وتركيا، من خلال دعم العلاقات السياسية والتجارية والعسكرية بين البلدين، وقدمت تركيا مساعدات عسكرية لإسرائيل فى كل الحروب بين الدول العربية وإسرائيل، وفتحت تركيا مجالها الجوى للطائرات العسكرية الإسرائيلية للتدريب والمناورة للاعتداء على مصر والأردن وسوريا، خلال حرب عام 1967.

وهو الأمر الذى تكرر خلال الحروب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ودعم أردوغان العلاقات العسكرية مع إسرائيل بعقود تسليح ضخمة، واستعان بخبراء عسكريين إسرائيليين فى جميع أفرع القوات المسلحة التركية، كما يتدرب ضباط وجنود أتراك داخل النقب فى إسرائيل على استخدام طائرات تعمل من دون طيار، تستخدمها إسرائيل لتعقب مسلحين فلسطينيين فى غزة، ووقعت تل أبيب مع أردوغان اتفاق تعاون عسكرى فى العام 2006، أعطى إشارة الانطلاق لما وصف بأنه شراكة إستراتيجية، مما أدى إلى حصول إسرائيل على عقود بيع أسلحة وصيانة تجهيزات لتركيا.

وكلفت تركيا شركات إسرائيلية بتحديث نحو 100 مقاتلة من نوع إف-4 وإف-5 تركية فى عقد بلغت قيمته نحو 700 مليون دولار، كما باعت تركيا صواريخ وتجهيزات إلكترونية، وفى عام 2002 فازت الصناعات العسكرية الإسرائيلية بعقد بقيمة 668 مليون دولار، لتحسين 170 دبابة من طراز إم -60، ووقعت عقودا أخرى بشكل سرى، فيما قدر خبراء فى مجال الدفاع بأن عقود الأسلحة فى العام 2007 فقط شكلت 69 % من قيمة التبادل التجارى بين البلدين البالغ 5.6 مليار دولار.

وقدمت تركيا من جهتها للطيران الإسرائيلى فرصة التدرب فى صحراء الأناضول الشاسعة فى إطار مناورات مشتركة، كما قامت بحريتا البلدين بمناورات مشتركة، وينص الاتفاق على وضع آلية مشتركة لمواجهة الأخطار المشتركة، من خلال منتدى أمنى للحوار الإستراتيجى بين الدولتين، ومن خلال أنشطة استخبارية مشتركة ونصب أجهزة تنصت فى جبال تركيا. كذلك نص على مناورات مشتركة يسمح فيها باستعمال أجواء الدولتين عسكرياً، وعلى تدريبات مشتركة للجيشين، وعلى حق المقاتلات الإسرائيلية باستعمال القاعدتين الجويتين التركيتين قونية وإنجرليك، وتضاف ذلك إلى صفقات التسلح الضخمة التى زودت بها إسرائيل، الجيش التركي، ما جعل تركيا السوق العسكرية الكبرى للصناعة العسكرية الإسرائيلية.

والمعروف أن تركيا وإسرائيل عقدتا اتفاقا سريا وإستراتيجيا، عرف بـ» الميثاق الشبح» فى خمسينيات القرن الماضي، وقد ظل طى الكتمان عقودا من الزمن، ويتضمن تعاونا عسكريا واستخباريا ودبلوماسيا، وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب، واعتمدت تركيا طويلا على اللوبى الإسرائيلى فى أمريكا، لعرقلة إقرار أى تشريع يعترف بإبادة الأرمن، واستمر الأمر مع تولى حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان، وساعدت إسرائيل الأتراك فى عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستانى عبد الله أوجلان عام 1999 فى كينيا.

علاقات عسكرية خاصة

فالتعاون العسكرى التركى - الإسرائيلى وصل لأعلى نقطة، وبلغت المعاملات العسكرية بين البلدين خلال العام الماضى 2.9 مليار دولار، وتقدم تركيا منذ سنوات أجواءها لتدريب الطائرات الإسرائيلية، نظرا لضيق المجال الجوى الإسرائيلى، الذى لا يسمح للطائرات الإسرائيلية بعمل المناورات على مساحة واسعة، لذلك فالطائرات الإسرائيلية التى تضرب غزة والأطفال الفلسطينيين، تتدرب على دقة القصف والتصويب فى الأجواء التركية، كما أن تركيا هى الضامن الأول لتوريدات النفط والغاز لإسرائيل، ولعب أردوغان دور الوسيط فى توريد الغاز الذى تهربه داعش من سوريا والعراق لميناء أشدود الإسرائيلى، وذلك وفق خدمة تتبع السفن الذى تقدمها وكالة رويترز، وهو ما يعنى أن الدبابات الإسرائيلية التى تجتاج شرق غزة تدور محركاتها بالبترول التركى القادم من ميناء جيهان.

شكلت إسرائيل المنفذ الوحيد لتركيا، بعد فرض عدد من العقوبات الأوروبية - الأمريكية على تركيا، جراء غزوها شمال جزيرة قبرص عام 1978، حيث قامت إسرائيل بتحديث الجيش التركى، وكانت الشركات الإسرائيلية لاعبا أساسيا فى الحقل العسكرى التركى، ورغم إعلان تركيا تعليق التعاون العسكرى بين البلدين، فى أعقاب الهجوم الإسرائيلى على قافلة المساعدات التركية إلى غزة عام 2010، ومقتل عشرة أتراك على متن السفينة «مافى مرمرة» التى هاجمتها البحرية الإسرائيلية، فإن تقارير عدة أشارت إلى استمرار هذا التعاون، من خلال اتفاقات موقعة بين البلدين يزيد عدد العسكرى منها على 60 اتفاقية.

وعقدت تركيا وإسرائيل سلسلة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العام الماضى فى المجال العسكرى، حيث زود عدد من الشركات العسكرية الإسرائيلية تركيا بمعدات لازمة لها، كما أن شركة «إيلتا» الإسرائيلية تحديدا، سلمت تركيا أجهزة إلكترونية بقيمة 100 مليون دولار لأربع طائرات، مزودة بنظام الإنذار والمراقبة المحمول جوا (أواكس).
المؤكد أن أدق بنود معاهدات التعاون المشترك بين إسرائيل وتركيا، بدأت تعلن فى الفترة الأخيرة، وعلى سبيل المثال وقعت تركيا وإسرائيل منذ قرابة الأعوام الثلاثة، على معاهدة تقوم إسرائيل بمقتضاها بتقديم المساعدات الفنية العسكرية إلى تركيا، وهى المعاهدة التى تقضى بتزويد تركيا إسرائيل بعشر طائرات تجسس مقاتلة بلا طيار من طراز «هارون» إسرائيلية الصنع، بالإضافة إلى الاتفاق على تحديث طائرات «فانتوم» التركية المقاتلة فى مصانع شركة سلاح الجو فى تل أبيب، وتحديث دبابات تركية قديمة، وتعاون أمنى واسع بجانب إجراء تدريبات مشتركة على القتال، جوا وبحرا وبرا، فضلا عن إجراء تدريبات مشتركة على الإنقاذ وتزويد الجيش التركى بأجهزة اتصال ذات تقنية إلكترونية حديثة.
وتمثل تركيا كنزا معلوماتيا لإسرائيل، خصوصا فى الـ10 سنوات الأخيرة، حيث إن العلاقات التركية - الإسرائيلية بدأت قبل 60 عاما، لكن فى الـ50 عاما الأولى كانت محدودة جدا، وكانت إسرائيل فى كل مناسبة تسعى إلى تطوير وزيادة هذه العلاقات، والعلاقات الإسرائيلية - التركية التى يبلغ عمرها 60 عاما تضاعفت عشرات المرات خلال حكم أردوغان فى السنوات العشر الماضية، فقد قام أردوغان برفع التأشيرات للإسرائيليين من جانب واحد، وقامت ببيع مياه نهر منافجات الذى يصب فى المتوسط، ومنحت الشركات الإسرائيلية تحديث طائرات مقاتلة تركية قديمة.

وبجانب كل هذا أيضا قامت تركيا بشراء طائرات دون طيار من إسرائيل، الأهم من كل هذا أن تركيا سعت إلى خدمة إسرائيل وبناء قواعد خاصة لها، وأشارت صحف تركية إلى إنشاء قاعدة للإنذار المبكر فى كوراجيك بمدينة ملاطيا، وهى القاعدة التى يعتبر حماية أمن إسرائيل هو أحد وأبرز أهدافها.

إسرائيل تحدث الأسطول التركى

وأخيرا قامت حكومة أردوغان بدفع مبلغ 900 مليون دولار للشركات الإسرائيلية، لتحديث أسطولها الحربى من طائرات «فانتوم إف 4 واف 5»، ودفعت أيضا 500 مليون دولار لتحديث 170 دبابة من طراز إم 60، كما يوجد اتفاق على شراء صواريخ «دليلة» التى بلغ مداها 400كم، كما أن الكونجرس الأمريكى، وافق لإسرائيل على بيع تركيا صواريخ «أرو» مشتركة الصنع بقيمة 150 مليون دولار، كما أن تركيا لا تزال تنتظر بقية صفقة طائرات «هارون» دون طيار، وهى عشر طائرات بلغت تكاليفها 183 مليون دولار .