الانتفاضة في العراق واهتزاز أركان نظام خامنئي في إيران

استمرت الانتفاضة العراقية لليوم الثامن على التوالي يوم الاربعاء الموافق 7 أكتوبر 2019، حيث عرّض الناس الذين يعانون من الفساد والفقر والإرهاب والسلب والجرائم أنفسهم للأعيرة النارية التي أطلقها عليهم عناصر نظام الملالي حسب قولهم. ومن جانبه، يظهر نظام الملالي معاداته للشعب العراقي سواء في أجهزته الدعائية علانية، أو بقيادة عمليات القمع والقتل في العراق على أيدي عملاءه وميليشياته سرًا. وقالت وزارة الداخلية العراقية إن هذه الأحداث قد أسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 6000 على أقل تقدير.
 
سمات الانتفاضة العراقية
 
ليست هذه هي المرة الأولى التي يعاني فيها الشعب العراقي بسبب العديد من المشاكل الإقتصادية والاجتماعية وينهض للانتفاضة والاحتجاج. إلا أن سمات هذه الانتفاضة تميزها عن الانتفاضات السابقة.
 
* السمة الأولى هي أن الثوار يطالبون بالإطاحة بالنظام الحاكم في وطنهم منذ البداية.
 
* إن هذه الانتفاضة شعبية تمامًا ولم يقم بها أي من الأحزاب والتيارات السياسية المعروفة التي فقدت شرعيتها لدى الشعب العراقي في كثير من الأحيان، وبناء عليه لا تخضع هذه الانتفاضة للمعاملات السياسية السائدة في العراق.
 
* منذ البداية، هاجم المتظاهرون الغاضبون مظاهر نظام الملالي في العراق ومن بينها مكاتب مجموعات الميليشيات التي زرعها هذا النظام في العراق، وكذلك مكاتب عناصر جبهته السوداء وأشعلوا فيها النيران رافعين شعار "إيران بره بره".
 
ويدل رفع الشعارين الرئيسيين للمظاهرات، "فليسقط النظام" و " إيران بره بره" جنبًا إلى جنب، على أن الشعب العراقي يدرك جيدًا أن تغيير الحكم وتحديد مصيره أمر مستحيل دون الإطاحة بالنظام وعملائه.
 
* ساهمت هذه الاحتجاجات في عرقلة الامتداد الهائل الذي أنفق خامنئي عليه مليارات الدولارات لكي يستعرض سخافاته في مراسيم الأربعين الحسيني بالعراق. بحيث نصحت وزارة الخارجية للنظام أولئك الذين عقدوا العزم على زيارة الأضرحة بالامتناع عن السفر.
 
ولا يخفي الملالي الجشعون في المحافظة وأجهزتهم الدعائية أن الغرض من هذا الكرنفال المثير للاشمئزاز هو أن يحققوا بهذه الطريقة ما فشل خميني في تحقيقه بالحرب، وتوسيع سطوته في العراق.
 
* من حيث المبدأ، تركزت هذه الانتفاضة في بغداد والمحافظات الجنوبية من البلاد، وباستثناء بغداد، ذات النسيج السكاني المزدوج، فالمحافظات التي حدثت فيها الانتفاضة هي في الأصل محافظات شيعية، وهذا دليل قاطع على كذب إدعاء نظام الملالي بأنهم يسيطرون على الشيعة في العراق، إضافة إلى أنه ليس هناك شك في كراهية السنة العراقيين للنظام أيضًا.
 
وتجدر الإشارة إلى أنه عندما ذهب ظريف إلى السويد في رحلة دون دعوى في أواخر أغسطس الماضي كشف عن أصله الجلاد عندما تظاهر الإيرانيون وأنصار المقاومة الايرانية احتجاجًا على حضور هذا المجرم.
 
وقال في إشارة إلى المتظاهرين: "لو كانوا في العراق لأكلهم الشعب العراقي". والآن يرى الجميع بأم أعينهم مدى غضب وكراهية الشعب العراقي لنظام الملالي. وبالمناسبة، هؤلاء هم ملالي الحكومة الذين يقولون إن المقاومة الايرانية هي من تسببت في انتشار الانتفاضة العراقية.
 
دوي الانتفاضة العراقية داخل نظام الملالي
 
إن الانتفاضة العراقية، مثلها مثل كل الأحداث والضربات السياسية، أدت إلى مزيد من الانقسام في نظام الملالي وتصعيد صراع الاجنحة في هذا النظام. وعلى الرغم من أن العصابات المختلفة في نظام ولاية الفقيه تتفق في مواقفها بشأن سياسة تصدير الرجعية وتوسيع هيمنتها الشيطانية في المنطقة، إلا أنهم الآن يتبنون مواقف متناقضة بشأن الانتفاضة العراقية ويشعرون بالرعب من عواقبها.
 
الرعب من تأثير المقاومة الايرانية على المجتمع العراقي
 
وتحدث أئمة الجمعة الخمينيين في عدة مدن عن الانتقاضة العراقية وأبدوا رعبهم من أن تشبه هذه الانتفاضة انتفاضة يناير 2018، وأفرغوا حقدهم ضد المقاومة الايرانية واتهموهما بالوقوف وراء الانتفاضة العراقية.
 
وبناءً على التجارب السابقة، عندما يشير نظام الملالي إلى المقاومة الايرانية يشعر بطريقة أو بأخرى بالتهديد بالإطاحة لأن المقاومة بالنسبة لهذا النظام مرادف لكلمة الإطاحة به.
 
فيما يتعلق بالانتفاضة العراقية، بصرف النظر عما يقوله مسؤولو النظام والملالي في الحكومة، فإن الحقيقة هي أن وجود المقاومة الايرانية في العراق لسنوات طويلة له تأثير كبير على المجتمع العراقي، وأن بذور الوعي والمعرفة التي نثرتها في الأراضي العراقية على مدى هذه السنوات ودفعت ثمنًا باهظًا لنثرها؛ قد أثمرت الآن.
 
وبعداحتلال العراق، عندما بات من الواضح إهتمام الوطنيين العراقيين الكبير وغضبهم تلقائيًا تجاه المحتلين، بذلت المقاومة الايرانية جهودًا دؤوبة ومستمرة للفت إنتباههم للعدو الاستراتيجي لوطنهم والمنطقة بأسرها، أي ولاية خميني المخزية والإجرامية والملالي الذين يتبعون نهجه. هذا وقد جعل الوعي بالتجارب المريرة والكوارث الناجمة عن هيمنة الملالي وعناصرهم الإجرامية في العراق؛ الأمر أكثر عمقًا.
 
وكثيرًا ما كان لهذا الوعي أبعادًا وطنية بتوقيع القوائم المليونية، بما في ذلك قائمة 3 ملايين شخص من الشيعة العراقيين وبيان 5 مليون و 200000 شخص من الشيعة والسنة العراقيين. وكان محتوى هذه البيانات، بعد عقد اجتماعات شعبية ضخمه، هو دعم مواقف منظمة مجاهدي خلق MEK في مواجهة نظام الملالي والإعلان عن الحقيقة الجلية؛ وهي أن العدو المشترك للشعب الإيراني والعراقي هم الملالي الحاكمين في طهران.
 
كما يرى الشعب العراقي اليوم أنه يُقتل على أيدي هؤلاء البربر الذين قصفوا خلال السنوات الماضية مجاهدي خلق MEK في معسكر أشرف وليبرتي في العراق بالقنابل والصواريخ. ويدرك الشعب العراقي الآن بشكل غير مسبوق أن نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران وراء بؤس الشعب العراقي مثلما حدث مع الشعب الإيراني. وأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار طالما لم يتم استئصال هذه الغدة السرطانية، بيد أن انتفاضة الشعب العراقي تبشر مثل انتفاضة الشعب الإيراني بأنه قد حان الوقت ليوم الحساب واقتلاع الرجعية الخمينية من جذورها.