كورونا في إيران.. محاكاة علمية تكشف "الوضع الحقيقي" والرعب في السجون

كشف باحثون كنديون أن أرقام المصابين بفيروس كورونا في إيران تتجاوز بكثير ما تفصح عنه السلطات، والتي تقدر حاليا بـ 18 ألف شخص وفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني لراديو "فاردا"، فيما تدعي السلطات أن الأعداد لا تتجاوز الـ 140 شخص.

وفي الوقت الذي تقول فيه السلطات أن أعداد المتوفين بسبب المرض وصل إلى 19 شخصا، قال نائب في البرلمان يمثل مدينة قم إن الأعداد تتجاوز 50 شخصا، وطالب بفرض حظر على المدينة التي أصبحت بؤرة المرض.

ودرس باحثون كنديون معطيات وأعداد المسافرين من وإلى إيران واعتماد أرقام ما كشفت عنه دول الشرق الأوسط وكندا حول المصابين بالفيروس والقادمين من إيران، وبعد استخدام نماذج محاكاة علمية، فإن النتيجة تكشف عن انتشار واسع للمرض أكبر مما تدعيه السلطات.

وقال تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء إن وجود كورونا المستجد في إيران يعد أشبه بوصفة لتفشي الفيروس كتهديد عالمي مصدره إيران، حيث يعاني هذا البلد من نظام صحي متهالك، وحركة مسافرين نشطة تضم حجاجا وعناصر ميليشيات.

كورونا يهدد سجناء إيفين

ويتخوف سجناء في سجن إيفين في إيران من نقلهم إلى جناح يعتقد أنه كان يضم مصابين بفيروس كورونا المستجد خاصة بعد أن أصبحت قم بؤرة للمرض في منطقة الشرق الأوسط، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان.

ويتخوف السجناء وأهاليهم من مخاطر هذا الأمر خاصة مع الوضع المرعب الذي تعيشه البلاد، حيث نقص الأدوية وضعف الإدارة الصحية، وشفافية غائبة بعدم مكاشفة الشعب بحقيقة ما يحصل في البلاد.

ويحتج السجناء الذين من بينهم مواطن بريطاني الجنسية ضد نقلهم إلى الجناح رقم 4 في سجن إيفين، حيث تواصلت شيري عاشوري زوجة أنوش (65 عاما) مع الخارجية البريطانية لتحذيرهم من قيام السلطات الإيرانية نقل زوجها وغيره من السجناء من الجناح رقم 12 إلى جناح آخر كان به ثلاثة أشخاص مصابين بفيروس كورونا المستجد.

وأخبر أنوش زوجته الذي يقضي حكما بالسجن 12 عاما، أنهم قد يجبرون إلى الانتقال إلى ذلك الجناح رغم أنهم رافضين لذلك.

وقالت الخارجية البريطانية إنها تواصلت مع سفير المملكة في طهران روبرت ماكاير، ولكن حتى الآن لا يوجد أية تأكيدات تتعلق بنقل السجناء إلى جناح آخر.

من جانبه أبدى ريتشارد راتكليف زوج الناشطة البريطانية نازنين مخاوفه أيضا من احتمال نقل زوجته إلى جناح يضم مصابين بالفيروس، وقال "نأمل أن تكون تقارير غير صحيحة".

وثارت مخاوف السجناء بعدما سمعوا أن حارسا ثار غضبا عندما توقفت سيارة نقل السجناء عند أحد مستشفيات طهران لإنزال مصاب بفيروس كورونا كان مقيدا معه من دون إبلاغه بذلك.

ودعا نواب إصلاحيون في البلاد إلى ضرورة إطلاق سراح السجناء السياسيين مؤقتا حتى يتم السيطرة على المرض.

المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام حسين إسماعيلي قال إنه تم وضع حراس السجون في حالة تأهب قصوى للتعامل مع أي ظهور لحالات مصابة بالفيروس، إضافة لاتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية لحماية المساجين من التعرض للفيروس، وقد يسمح لبعض السجناء بالإفراج المبكر المؤقت.

وفي حصيلة رسمية جديدة في البلاد، بلغ عدد الوفيات 19 حالة في أكبر عدد وفيات خارج الصين، وأصيب قرابة 140 شخصا بالفيروس بينهم نائب وزير الصحة.