الناقلة "صافر".. اشتراط الحوثيين النفط مقابل الصيانة يُهدد اليمن بـ"كارثة عالمية"

أجمع خبراء عسكريون ومراقبون على تمادي المليشيا الحوثية واستنزافها للوقت بغية تحقيق أطماعها التي تأتي امتداداً لمشروع إيران في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أنها لن تتنازل طوعاً عن ذلك المشروع بما فيه سيطرتها على ساحل البحر الأحمر وميناء الحديدة.

ويرى مايكل نايتس، الخبير العسكري المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، في كتابه "آلة حرب الحوثيين: من حرب العصابات إلى أسر الدولة"، أن "الحوثيين أعادوا حكم الإمامة المخلوعة الذي دام ألف عام، ولبّوا الدعوة التي تبناها بدر الدين الحوثي، والمتمثلة في إعادة إحياء الزيدية".

وأضاف، "على الرغم من دحر ميليشيا الحوثي من أجزاء كثيرة من جنوب اليمن وشرقه، وبالرغم من خساراتهم، الا أنه لا يشعر الحوثيون بالهزيمة، مع استمرار سيطرتهم على مدينة الحديدة المشاطئة للبحر الأحمر".

وفي حين وافقت المليشيا الحوثية باتفاق السويد ديسمبر 2018، على "وقف إطلاق النار وسحب جميع قواتها من مدينة الحديدة"، إلا أنها منذ توقيع ذلك الاتفاق لم تنفذ أيا منه، ولا تنوي التنازل عن السيطرة على المدينة وموانئها، بقدر ما تحاول التمدد أكثر واستهدافها للمساكن المدنية والمارة يومياً.

كما أنها لم تتوقف عن محاولة تهريب مواد تدخل في تصنيع المتفجرات والتصنيعات القتالية وغيرها، عبر ساحل البحر الأحمر الذي تسيطر على معظمه، جُلّها يتم تدفقها عبر إيران أو بواسطتها، ما يشكل خطرا على الملاحة الدولية في ذات الوقت، بحسب مراقبين.

النفط مقابل الصيانة

وبحسب مصادر إعلامية، نقلا عن مصادر وصفتها بـ"مطلعة"، اشترطت مليشيا الحوثي الاحتفاظ بالنفط الخام الذي على متن ناقلة النفط "صافر" العائمة في ميناء رأس عيسى الواقع إلى الشمال من مدينة الحديدة، منذ سيطرتها على البلاد في سبتمبر 2014م، مقابل السماح للخبراء الأمميين بالوصول إليها وتقييمها وصيانتها.

ووفقاً للمصادر، أبلغ الحوثيون، المبعوث الأممي أنهم "قد يقبلون السماح لخبراء الأمم المتحدة بزيارة الناقلة صافر في حال وافقت الأمم المتحدة على ترك النفط على الناقلة".

وتحولت الناقلة "صافر" إلى قنبلة موقوتة بعد أن بدأ هيكلها في التآكل، ما يهدد بانفجار نحو 1.2 مليون برميل من النفط الخام المخزون على متنها قرابة سنوات دون صيانة. ما حتم وضع تقييم عاجل للناقلة وإجراء الصيانة اللازمة لها، وتفريغها من النفط بشكل فوري تجنباً لحدوث أي تسرب يؤدي لكارثة بيئية واقتصادية تترتب عليها عواقب متنوعة.

خبراء اقتصاديون أكدوا لـ"خبر"، أن الحوثيين يستخدمون الناقلة صافر ورقة ضغط اقتصادية يجب أن يتمسكوا بها غير مكترثين للعواقب المترتبة، فهم لم يتصرفوا ذات يوم وفقا لمبدأ الدولة ورجالها حتى يستشعروا خطر الكارثة على البيئة والإنسان.

ولعل الصلف الحوثي كشف أوراقهم أكثر أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة خلال فترات تعدد المفاوضات حيال الناقلة.

الإدانات الدولية حيال الرفض الحوثي، وما رافقه من تحذيرات متزايدة منذ انفجار مرفأ بيروت وما نجم عنه من كارثة بيئية وإنسانية صُنفت بالكارثة الأسوأ عالميا، ما يقضي إلى ان استخدام قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن للقوة وإيقاف الكارثة قبل وقوعها أصبح ضروريا، وفقا للخبراء.

وتوقع الخبراء حال تسرّب النفط من الناقلة -لا سمح الله- ستشهد اليمن وبيئة البحر الأحمر كارثة عالمية، وستبقى آثارها لعشرات السنين.