اختيار ترامب سيقع على "امرأة موهوبة ورائعة".. 5 مرشحات لشغل مقعد المحكمة العليا

اقترب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تنفيذ نيته في الدفع ببديل للقاضية الأميركية الراحلة روث بادر غينسبرغ لملء المنصب الشاغر في المحكمة العليا، في وقت وصفت صحفية نيويورك تايمز الأميركية المقعد الخالي بأنه "الجائزة الكبرى" التي دفعت جميع الجمهوريين إلى نسيان خلافاتهم والالتفاف لدعم الرئيس الأميركي، الذي أعلن نيته عن ترشيح سيدة "موهوبة ورائعة جداً" لشغل المقعد.

تتكون المحكمة العليا من ٩ قضاة، يرشحهم الرئيس، ويصوت على اختيارهم مجلس الشيوخ. وتنبع أهميتها من أن قضاتها يظلون في مناصبهم مدى الحياة، وتفصل قراراتهم في قضايا مصيرية تمس حياة الشعب الأميركي بأكمله، مثل قوانين حمل السلاح، والإجهاض، وحقوق الأقليات العرقية والجنسية.

وأضافت الصحيفة أن الديمقراطيين لا يملكون الكتلة التصويتية المناسبة من أجل منع وصول مرشحة الرئيس الأميركي لمنصبها، مما قد يعني ترجيح كفة المحافظين داخل المحكمة الأهم في البلد لفترة طويلة. ومن المنتظر أن يعلن ترامب عن الاسم النهائي السبت القادم، وذكرت تقارير صحفية أن البيت الأبيض يفاضل بين 5 مرشحات، بينهم ٤ قاضيات، فمن هن؟
باربرا لاغوا

القاضية باربرا لاغوا التي تبلغ من العمر 52 عاما، هي ابنة لأبوين كوبيين هربا من اضطهاد الرئيس فيديل كاسترو إلى أميركا. خاضت ابنة ولاية فلوريدا معركة شرسة في شبابها ضد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، حيث ترافعت عن طفل كوبي في الخامسة من عمره أرادت السلطات إعادته إلى بلده بعد أن لقت والدته حتفها خلال محاولة هجرة غير شرعية.

كانت هذه القضية هي بداية سطوع نجم لاغوا بين سكان فلوريدا ذوي الأصول اللاتينية، وتقول "نيويورك تايمز" أن القضية قد ساهمت في خسارة نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل جور انتخابات الرئاسة عام 2000، حيث أثار موقف السلطات حفيظة المصوتين من أصول لاتينية، خاصة أن ولاية فلوريدا من الولايات المتأرجحة بين الديمقراطيين والجمهوريين، وتساهم دائما في حسم النتيجة لأحدهما.

وفي تصريحات صحفية، قال ترامب أنه لا يعرف لاغوا بشكل شخصي، لكنه استقبل الكثير من المكالمات الهاتفية التي تحثه على ترشيحها. وتعد لاغوا أول قاضية من أصل لاتيني بالمحكمة العليا في فلوريدا، ويقول منتقدوها أنها حرمت مئات الآلاف من سكان الولاية من حق التصويت، بعد أن ساهمت في إقرار أحكام تمنع أصحاب السوابق الإجرامية من التصويت في الانتخابات إلا بعد دفع غرامات وتكاليف للمحكمة.

جوان لارسن

تعد عضوة المحكمة العليا في ولاية ميتشيغان المرشحة المفضلة للعديد من الجماعات المحافظة الداعية لتجريم الإجهاض وتحجيم حقوق المثليين جنسيا في الزواج والتبني.

وصفها الرئيس ترامب بالقاضية "العظيمة والموهوبة"، وعملت القاضية التي تبلغ من العمر 52 عاما موظفة مع قاضي المحكمة الدستورية الأسبق أنتونين سكاليا، المعروف بمواقفه المحافظة مثل إقرار عقوبة الإعدام، ورفض قوانين التمييز الإيجابي للنساء والأقليات العرقية، ورفض زواج المثليين. وحين توفى سكاليا في 2016، نعته لارسن وقالت أنه ترك وراءه "فراغا فكريا ضخما".

وطبقا لأسوشيتدبرس، فإن لارسن بدأت حياتها كمتطوعة في الحملة الرئاسية الأولى للمرشح الديمقراطي جو بيدن عام 1988، والذي ينافس ترامب هذا العام على مقعد الرئاسة الأميركية، لكنها تطوعت عام 1996 في الحملة الانتخابية للجمهوري بوب دول، واتخذت مواقف فكرية محافظة بعد ذلك.

آمي كوني بارت

عملت بارت كمحامية ثم أستاذة للقانون الدستوري في جامعة نوتردام الأميركية، وعملت مع القاضي أنتونين سكاليا، مثل المرشحة الأخرى جوان لارسن.

تبلغ بارت من العمر 48 عاما، وتعمل قاضية في الدائرة السابعة لمحكمة الاستئناف، وهي أم لسبعة أطفال. طبقا لصحيفة شيكاغو تربيون، فقد كتبت بارت مايزيد مائتي مقالة على مدار حياتها تعبر عن رأيها في أمور مختلفة. في إحدى هذه المقالات، عبرت عن أن القضاة الكاثوليك عليهم الامتناع عن الحكم في القضايا التي تتضمن حكم الإعدام، إن شعروا أن إقرار هذه العقوبة مناقض لمعتقداتهم الدينية.

ودافعت بارت عن قانون في ولاية إنديانا يحظر الإجهاض بسبب وجود إعاقة في الجنين، ويفرض على المستشفيات دفن الأجنة المجهضة وعدم التعامل معها كنفايات طبية.

وتنتمي بارت للمدرسة التاريخية في تفسير الدستور الأميركي، المعتمدة على البحث عن الظروف التاريخية والقوانين السابقة وقت كتابة الدستور لفهم ملابساته. بناء على ذلك، دافعت بارت عن حق أصحاب السوابق الإجرامية في حمل السلاح، إن كانت جرائمهم ليست عنيفة.

أليسون راشينغ

تعد راشينغ أصغر المرشحات للمنصب، فهي تبلغ من العمر 38 عاما. ولدت راشينغ في ولاية نورث كارولاينا، وعملت مع العديد من القضاة المحافظين قبل أن تصبح قاضية بالدائرة الرابعة لمحكمة الاستئناف.

تقول فوكس نيوز الأميركية أن القاضية صارت معروفة باسم "النجمة الصاعدة" في أوساط الجمهوريين، وأنها "خيار محافظ جيد للدفاع عن الدستور". أما منتقدوها من الليبراليين فيصفونها بأنها "صغيرة السن ومتطرفة"، ويوجهون إليها اتهامات بمعاداة المثليين جنسيا.

 تدربت راشينغ لفترة في "تحالف الدفاع عن الحرية"، وهي جمعية مسيحية محافظة مناوئة لزواج المثليين والإجهاض، ومؤيدة لاستخدام الشعارات الدينية والصلبان في المؤسسات الحكومية.

 كيت كومرفورد تود

قد تكون كيت هي المرشحة الأقل حظا، فهي محامية وليست قاضية.

عملت تود، البالغة من العمر 45 عاما، معاونة لعدد من القضاة المحافظين، وتشير الأسوشيتدبرس إلى أن انعدام خبرتها القضائية قد يجعلها هدفا سهلا للانتقاد حال ترشيحها.  ساعدت تود إدارة ترامب في اختيار القضاة، لكن جهودها في البيت الأبيض ظلت بعيدة عن أعين العامة، مما يصعب مهمة اختيارها، حيث تغيب عنها الشعبية والدعم المتوافر لباقي المرشحات.