مليشيات الحوثي.. وجرائمها في تجنيد الأطفال

أكدت ‏‎مصادر حقوقية وقوع العشرات من الأطفال المجندين، بعضهم من فئة "المهمشين"، في الأسر لدى قوات الجيش ورجال القبائل في جبهات القتال بمحافظة الجوف (شمال شرق اليمن).

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعشرات الأطفال المجندين بعضهم من فئة "المهمشين" ممن زجت بهم ميليشيات الحوثي للقتال في صفوفها ووقعوا أسرى خلال الأيام القليلة الماضية في جبهة ‎الجوف.

ودعا حقوقيون وزارة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان للاستماع للأسرى الأطفال والضغط على المليشيات الحوثية للكف عن تجنيد المزيد من الأطفال في معاركها العبثية.

ورصدت وكالة خبر مؤخراً انتهاكات حوثية بحق الأطفال والمهمشين في جبهة الساحل الغربي بعد الزج بهم في معاركها الأخيرة، وهم: محسن هريسه (14 عاما) مديرية الحالي، عبدالله دحمان (16 عاما) مديرية الحالي، نايف علي كعتل (22 عاما) من فئة "المهمشين" مديرية الزهرة، احمد بكري ابكر (15 عاما) من فئة "المهمشين" مديرية الزهرة، والذي تم تشييعهم عبر سيارات منظمة ‎الصحة العالمية.

وعلى صلة، أكد "فريق الخبراء الدوليين المعني بحقوق الإنسان في اليمن"، أن مليشيا الحوثي "عسكرت" المدارس في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وأجبرت المدرسين على تلقين الطلاب شعاراتها، وتحريضهم على الالتحاق بجبهات القتال.

وقال الخبراء في أحدث تقرير لهم، إنه منذ مايو 2015 وحتى يونيو 2020، قام المشرفون الحوثيون، ومسؤولو وزارة التربية والتعليم (في حكومة الحوثيين الانقلابية غير المعترف بها دولياً) والمعلمون "المتطوعون" باستخدام التعليم وتلاعبوا به بطريقة استراتيجية وواسعة النطاق كجزء من جهود تجنيد الأطفال.

وأفاد أن هذه الاستراتيجية في 34 مدرسة بمحافظات خاضعة للحوثي: صعدة، صنعاء، تعز، ذمار، عمران، ريمة، حجة، وإب، أسفرت عن تجنيد مئات الفتيات والفتيان، ولفت إلى أن توقف الرواتب لمئة و8 آلاف مدرس منذ نهاية 2016 في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تسبب بدفع المعلمين المؤهلين إلى ترك المدارس بحثاً عن دخل آخر.

وأوضح تقرير فريق الخبراء أن نزوح المدرسين ترك فجوة ملأها الحوثيون بتعيين معلمين ومديرين "متطوعين"، عززوا من جهود الحوثيين لتلقين الطلاب وتجنيدهم من المدارس، وأشار إلى أن المدرسين الذين عارضوا عسكرة المدارس وتحريض الطلاب على العنف، تعرضوا للتهديدات والفصل التعسفي والعقوبات المالية والإدارية والإكراه على النزوح، وبحسب التقرير، شملت الأنشطة في المدارس عرض الأسلحة، وإلزامهم بالاستماع لخطب وكلمات عبر الراديو والفيديو يلقيها كل من قادة الحوثيين والطلاب والمعلمين المرتبطين مع الحوثيين.