إيران.. خطر يداهم الشرق الأوسط من بوابة اليمن الشمالية (فيديو)

تستغل مليشيا الحوثي الإرهابية "ذراع إيران في اليمن"، تأخير عملية الحسم واستعادة العاصمة اليمنية صنعاء والنظام الجمهوري، لتبث سمومها الطائفية والمذهبية المتزايدة من يوم إلى آخر.

وفي حين كان الإنكار هو لسان حال مليشيا الحوثي تجاه إدانتها بالولاء لإيران والمذهب الشيعي الاثنى عشري الذي يدعو إلى الكراهية ضد المسلمين ككل في مختلف أصقاع الأرض، ما إن سيطرت على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014م، إلا وبدأت تفعّل برامجها الطائفية وتكثف من دوراتها المذهبية والعقائدية.

وفي زحام القرائن التي أثبتت تورط إيران وتكريسها لتثبيت المذهب الشيعي في اليمن التي عاش أبناؤها طيلة عقود في تعايش خالٍ من المذاهب والطوائف، تداول ناشطون، اليوم السبت، مقطع فيديو ظهر فيه معلم يلقن أطفال مدرسة ريفية هتافات شيعية واثنى عشرية.

المقطع الذي رصده محرر وكالة "خبر"، ظهر فيه أطفال أغلبهم يرتدون الزي المدرسي في أحد الفصول الدراسية، يُبيّن أن أعمارهم بين السابعة والثامنة، وملابسهم تشير إلى أنهم ينحدرون من ضواحي محافظات شمالي البلاد، فيما يرى متخصصون أنهم على الأرجح من محافظتي "صعدة، حجة".

ووفقاً لمتخصصين، لم يكن تلقين المعلم لطلبته عفوياً البتة ليس من ناحية اختياره للنص فحسب، بل من تشديده على الأطفال بانتظام ضرب راحة اليد على الصدر.

وكان قد تضمن الهتاف (يا طير خبّر بالخبر/ ان فاطمة استشهدت/ ولم يعرف لها قبر/أئمتي اثنى عشر/ أولهم الحيدره وآخرهم المنتظر).

وكشفت البرامج الحوثية إشراف إيران المباشر على تنفيذها، بعد أن أصبحت مستنسخة بالكامل، واستهدفت المنابر التعليمية بدرجة أساسية "جامعات، مدارس، معاهد، مراكز دينية، مساجد، وغيرها"، فضلاً عن تنفيذها في سياق خارطة برامجية طائفية في غاية الدقة، استخدمت التضليل والتشويش خطاً دفاعياً بوجه كل من ينتقدها أو يعارضها عن بُعد، فيما حملات الاعتقال والتنكيل حليف المعارضين المتواجدين في مناطق سيطرتها.

وبحسب مراقبين محليين لوكالة خبر، دشنت تلك البرامج بأبرز حدث غيّر مجريات التاريخ وهو ولادة النبي "محمد"، صلى الله عليه وسلم، إدراكاً من الحوثيين بأن ذلك الحدث ليس محل اعتراض أي مسلم، إلا أنها في الغالب كانت تسعى إلى تحقيق مآرب أخرى، أعقبتها سلسلة فعاليات اتجهت نحو الطائفية العميقة.

وأضافوا، إن مليشيا الحوثي اتخذت من مولد رسولنا الكريم غطاءً، فسخرت في البداية مبالغ مهولة من خزينة الدولة لتلك الفعالية كانت تتجاوز المائة مليون ريال، ومن خلالها فعلت بقية برامجها الطائفية فأقامت فعاليات الإمام علي، والإمام زيد، والحسين بن علي، ويوم الغدير، وغيره.

من يوم إلى آخر ومن عام إلى آخر أخذت تنشط تلك البرامج، وبدأت تمتد إلى إقامة فعاليات مناصرة لقيادات عسكرية ومرجعيات شيعية إيرانية، إلا أنها في ذات الوقت لم تكتف بتمويل تلك الأنشطة من خزينة الدولة فحسب التي أصبحت حصرياً على قياداتها وأنشطتها، بل امتدت إلى البسطاء وقامت بفرض جبايات وإتاوات مالية وعينية على كبار التجار والمستثمرين بينها شركات الهاتف المحول، لتطال المواطنين البسطاء الذين بالكاد يوفرون قوتهم اليومي جراء حربهم العبثية بحق الشعب.

التحذيرات المحلية والدولية بدأت تتزايد بالتزامن مع نشاط فعاليات المليشيا طائفياً ومذهبياً وعقائدياً، ولكن ذلك لم يلق آذاناً صاغية من المجتمع الدولي الذي وجد ضالته في هذه الجماعة وحربها ليجعل منها مورداً تتدفق من خلاله ملايين الدولارات تحت مزاعم عدة، أبرزها الجانب الإنساني ومكافحة الأوبئة، وهي بذلك تقدم الفتات لا أكثر.

وبعد سنوات من استحياء المليشيا الحوثية وعدم الاعتراف بعمق العلاقة والولاء لإيران والانتماء الواحد للمذهب الشيعي المعادي للمسلمين، ظهرت في أكتوبر الماضي، واعلنت وصول الضابط في الحرس الثوري الايراني المصنف ضمن قائمة الإرهاب في الخزانة الأمريكية والمطلوب للقضاء اليمني بتهمة التجسس، المدعو "حسن إيرلو" على اعتباره سفيراً لإيران في اليمن.

وصول إيرلو لم يكن مجرد خبر، بل شكل حضوراً وتحركاً قوياً، وأصبح حاضرا في مقدمة الفعاليات والأنشطة والزيارات الميدانية الحوثية، ما اعتبره محللون رسالة إيرانية صريحة مضمونها "نحن هنا".

وفي 3 يناير الجاري، ومن جامع الصالح، بقلب العاصمة صنعاء، دشن "إيرلو" حضوره الميداني الرسمي بإحياء الذكرى الأولى لمقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، بضربة أمريكية في بغداد 3 يناير/كانون الثاني 2020.

كانت تلك الرسالة كافية لإثبات أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أصبحت تدار إيرانيا عسكريا وسياسيا وثقافيا، وأصبح تحريرها واجبا عربيا قبل أن يكون يمنيا، وإيقاف التمدد الفارسي ومشروعه في منطقة الشرق الأوسط التي لن يكون العالم في مأمن من خطرها، بعد أن أصبح كل يوم جديد يولد قنبلة موقوتة محشوة بفلذات أكباد اليمنيين.