لقاء غير مسبوق  في النجف.. بين البابا والسيستاني

شهد العراق السبت لقاء غير مسبوق جمع بين البابا فرنسيس، الزعيم الروحي لـ1,3 مليار مسيحي في العالم، والمرجعية الشيعية العراقية علي السيستاني في النجف، في واحدة من أهمّ محطات تلك الزيارة البابوية التي تحصل لأول مرة في البلاد.

فبعدما التقى زعماء الطوائف الكاثوليكية الجمعة في بغداد، اجتمع بابا الفاتيكان بالسيستاني البالغ من العمر 90 عاماً والذي لا يظهر في العلن أبداً، في منزله على بعد 200 كلم إلى جنوب بغداد.

وعقد الرجلان لقاء مغلقاً لمدة ساعة بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر، إحدى أبرز المؤسسات التابعة للمسلمين السنة ومقرها مصر.

سنوات من الأزمات

لكن لم يسمح للإعلام بحضور اللقاء الذي بدأ الساعة الثامنة صباحاً (06,00 بتوقيت غرينتش)

وخلال اللقاء شدد السيستاني للبابا على "اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية"، بحسب ما أوضح بيان صدر لاحقاً عن مكتبه.

كما أشار المرجع العراقي إلى أهمية تثبيت قيم التعايش السلمي والتضامن الإنساني.

إلى ذلك، تطرق إلى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من المآسي في الوطن العربي، وحثّ القوى العظمى على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة.

من جهته، شكر البابا فرانسيس السيستاني لرفع صوته دفاعًا عن الضعفاء.

يشار إلى أن الضيف المسيحي كان شدد أمس على ضروة التآخي واحياء السلام وحث على وقف الاقتتال.

"فلتصمت الأسلحة"

كما دعا إلى "التصدي لآفة الفساد" و"تقوية المؤسسات"، وحثّ على وقف "العنف والتطرف والتحزّبات وعدم التسامح".

ومن بلد دمرته الحروب لسنوات، أطلق نداءه، راجيا أن تصمت الأسلحة.

يذكر أن هذه المرة الأولى التي يزور فيها بابا الفاتيكان البلاد منذ تأسيس الجمهورية العراقية. ويتوقع أن تستمر زيارته التي بدأت أمس الجمعة، حتى يوم الاثنين، تتخللها زيارات إلى عدد من المدن أبرزها الموصل، إلى جانب النجف.