مأرب مرة أخرى

بات واضحاً أن مأرب أنهكت الحوثي، وأن أطراف المحافظة أصبحت مصيدة لقياداته وحشوده الكبيرة.

‏يدرك الحوثي ذلك، ولكنه لا يريد الاعتراف، خوفاً من تهشم الصورة الزائفة التي رسمها لنفسه كجماعة إلهية لا تهزم.

‏وكما أسقطت مأرب صورة الحوثي الذي لا يُهزم أسقطت كذلك صورة الحوثي المعتدى عليه.

وكما أسقطت مأرب صورة الحوثي الزائفة فإنها تمضي اليوم قدماً في تغيير الصورة النمطية لها، كمحافظة نائية بدوية مهمشة، لتتصدر المشهد كعاصمة للمقاومة اليمنية والشرعية الدستورية، ومدينة تبني الجامعات وتقيم معارض الكتب وتنبعث من رمالها قوة السبئيين العظام التي يحاول الكهنة طمس تاريخهم القديم والنيل من تراثهم العظيم، لا لشيء إلا لأن معظم تراث الكهنة تمثل في بناء الأضرحة لأئمتهم الهالكين، دون أن يكون لديهم تراث سبأ أو تاريخ الحميريين...