بايرن.. مرحلة انتقالية حاسمة في انتظار بطل البوندسليغا

نجح فريق بايرن ميونخ في إحراز لقب الدوري الألماني للمرة التاسعة على التوالي. ورغم هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق إلا أن الفريق البافاري يمر بمرحلة انتقالية حساسة تفرض ترتيب العديد من الأوراق.

من غير المعروف على المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ هانزي فليك ترك "مشاريعه" دون إنهائها. الآن، وبعد قيادته للفريق البافاري لإحراز لقب الدوري الألماني (بوندسليغا)، يكون قد وضع نقطة نهاية لتجربة امتدت لموسمين، رغم أنه كان يمني النفس هذا الموسم أيضا  بالذهاب بعيدا في مسابقتي كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.

كيف سيتعامل ناغلسمان مع إرث فليك؟

حقق بايرن ميونيخ رغبته في التعاقد مع المدرب ناغلسمان (33 عاما) الذي يتمتع بسمعة رائعة ليس فقط على الصعيد الألماني بل الأوروبي أيضا. المدير الفني الشاب قد ينجح في كتابة فصل نجاح جديد مع الفريق البافاري، لكن طريقه لن تكون مفروشة بالورود.

وبخلاف سلفه هانزي فليك الذي كان يبدو "خجولا ومتحفظا" خلال لقاءاته مع وسائل الإعلام، يبدو أن ناغلسمان يستمتع بأضواء الإعلام المسلطة عليه، حيث غالبا ما يبدو منتشياً بالاهتمام الإعلامي الذي يحظى به، وهو ما يظهر من خلال مزاحه مع الصحفيين وكذلك تصريحاته الخارجة عن المألوف والتي غالبا ما تحظى بتجاوب كبير على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

حضور ناغلسمان القوي يجعل منه في بعض الأحيان "نجم الفريق الحقيقي"، وهو ما قد يكون له آثار عكسية في فريق يعج بالنجوم ومثقل بالألقاب مثل بايرن ميونيخ. فهناك من يتوقع بعض المشاحنات بين بعض لاعبي بايرن ميونيخ المخضرمين ومدربهم الجديد الذي يتميز بثقة وافرة في النفس يعتقد البعض أنها غرور، كما يقول ناغلسمان نفسه في أحد حواراته مع موقع "بوندسليغا. كوم" العام الماضي.

ويعرف ناغلسمان أن عليه التأقلم مع محيطه الجديد. فإذا نجح في ذلك، فسيكون على موعد مع مرحلة نجاح مهني جديدة، أما إذا دخل في معركة لتكسير العظام مع نجوم البافاري، فإن مهمته في ميونيخ قد تنتهي قبل أن تبدأ.

هل لازال المدير الرياضي يحظى باحترام الفريق؟

كان لاعبو فريق بايرن ميونيخ يودون مواصلة العمل مع هانزي فليك. وبالنسبة للجماهير البافارية، فإن المدير الرياضي حسن صالح حميديتش هو من يتحمل مسؤولية رحيل فليك. فهل يرى اللاعبون الأمر من نفس الزاوية؟ وهل ما زال حسن صالح حميديتش يحظى باحترام الفريق؟

يحظى صالح حميديتش بدعم الرئيس الفخري للنادي أولي هونيس، بالإضافة إلى ثقة الرئيس الفعلي هيربيرت هاينر ورئيس مجلس الإدارة أوليفر كان. رغم ذلك ستكون كل الأضواء مسلطة على صالح حميديتش خلال الأسابيع القليلة القادمة، وهو يعرف تمام المعرفة أنه يجب عليه الحرص على عدم فقدانه لسلطته إن لم يكن ذلك قد حدث بالفعل.

ويرى رئيس نادي بايرن ميونيخ هيربيرت هاينر أن صالح حميديتش هو "الرجل المناسب لبناء المستقبل الرياضي لنادي بايرن ميونيخ". لكن طريقة تدبير "اختلافه مع المدرب هانزي فليك" في الأسابيع القليلة الماضية لم تكن موفقة، بل كان هو من جعل هذا الاختلاف يتفاقم. مما جعل مساعد المدرب ميروسلاف كلوزه يخرج عن صمته المعهود ويقول: "ما يشغل تفكيري هنا هو الطريقة التي يتم التواصل بها". وتابع كلوزه "يجب الحفاظ على الاحترام حتى ولو اختلفت المواقف والآراء".

رحيل آلابا وخلافة أوليفر كان لرومينيغه

جل اللاعبين الذين تعاقد معهم حسن صالح حميديتش لم يقدموا الإضافة المرجوة للفريق ولا يتم إشراكهم ضمن التشكيلة الأساسية للفريق إلا ناذرا. وسيجد المدير الرياضي للنادي البافاري نفسه أمام امتحان جديد عند مغادرة ديفيد آلابا لصفوف الفريق مع نهاية الموسم منتقلا إلى صفوف ريال مدريد. وسيترك رحيل آلابا ذو الـ 28 ربيعا فجوة كبيرة سواء على المستوى الرياضي أو الإنساني بعدما قضى سنوات طويلة يدافع عن ألوان بايرن ميونيخ منذ إقحامه من طرف المدرب الهولندي لويس فان خال وعمره لا يتجاوز الـ 17 عاما.

رحيل آخر سيكون على مستوى رئاسة مجلس إدارة النادي، حيث سيتقاعد كارل هاينز رومينيغه ليترك مكانه لابن النادي أوليفر كان. ومع ذهاب رومينيغه لن يتغير أي شيء في توجهات وتطلعات النادي الأساسية، حيث سيظل الهدف هو التوفر على أفضل اللاعبين في الدوري الألماني وضرورة إحراز لقب الدوري والكأس أيضا، بالإضافة إلى المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا.

وستظهر الأيام القادمة مدى ثقة الجيل القديم في الأجيال القادمة التي تسلمت دفة القيادة. فرومينيغه وهونيس طبعا مسيرة بايرن ميونيخ بوضعه على سكة النجاحات ليصبح على مدار عقود المهيمن الأول محليا ورقما صعبا ووزنا ثقيلا أوروبيا. فهل سينجح هونيس ورفيق دربه رومينيغه في لعب دور المراقب الصامت؟ أم أنهما سيدلوان بدلوهما أو حتى سيتدخلان في حال لم تسر الأمور كما ينبغي في القلعة البافارية؟

وفي ظل كل هذه المتغيرات، تأمل بقية أندية الدوري الألماني إلى تعرض السفينة البافارية إلى مزيد من الاضطرابات، وهو فقط ما قد يمنع ذهاب لقب الدوري الألماني في الموسم القادم للمرة العاشرة على التوالي إلى مدينة ميونيخ.