76 عملية اغتيال حصيلة ربع عام من صراع الأجنحة الحوثية

تواصل قيادات رفيعة لدى مليشيا الحوثي تصفية الجناح المعارض لمشاريعها التوسعية، بعضهم من ذات السلالة وآخرون ممن استخدمتهم طريقا للوصول إلى مشروعها الطائفي الانتقامي من اليمن ونظامه الجمهوري، ضمن ما يعرف بصراع الأجنحة الذي طفى على سطح مشروعها في السنوات الأخيرة، مسجلة 76 عملية منذ مطلع العام الجاري.

وبحسب مصادر أمنية في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرتها، نجحت 43 عملية اغتيال من أصل 76 عملية، في حين فشلت نحو 33 محاولة، بعضها أسفرت عن وقوع إصابات متفاوتة.

عمليات الاغتيال قُيدت معظمها ضد مجهول، فيما أخرى وجهت المليشيا اتهامات مباشرة لعناصر في مناطق سيطرتها، وقامت بملاحقتها واعتقالها، بحسب اعلام وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرتها، إلا ان ذلك سرعان ما فُقد في اروقتها الامنية والاستخباراتية.

ووفقا للمصادر بلغت عمليات الاغتيال خلال الربع الاول من العام 2021م، والتي استهدفت قيادات حوثية ومشرفين امنيين واجتماعيين وثقافيين وزعامات قبلية، قرابة 76 شخصا، مشيرة إلى انها تضمنت قيادات ميدانية وعسكرية، جميعها لم تخل من قمع واذلال ذوي الضحايا، بطرق ماشرة وغير مباشرة.

روح الانتقامية، هي الاخرى كانت حاضرة في قائمة تصفيات المليشيا الحوثية، خصوصا في ظل ممارستها ضغوطا هدفت منها فرض عمليات تجنيد قسري مورست ضد قيادات ومشرفين حوثيين، في كل من صنعاء، ذمار، إب، عمران، البيضاء، والمحويت ومناطق واقعة تحت سيطرة الجماعة في الضالع والحديدة وتعز.

ومن ابرز جرائم التصفيات الحديثة، محاولة قتل القيادي المدعو منير السماوي المعين من قبل المليشيا مديراً لأمن مدينة البيضاء منتصف الاسبوع الفائت، والتي أسفرت عن مقتل أحد مرافقيه وإصابة آخر، ردا على مقتل مواطن تحت التعذيب بأحد معتقلات مليشيا الحوثي في المدينة.

وفي مدينة إب، (وسط البلاد)، كشفت مصادر محلية عن اغتيال احد قيادات المليشيا، عندما أقدم مسلحون مجهولون قبل اكثر من اسبوع، على قتل قيادي حوثي يدعى أبو حسين الغرباني في منطقة قحزة بالعدين.

وبحسب المصادر، نصب المسلحون كمينا محكما للقيادي الحوثي ومرافقيه في الخط الرابط بين (إب - مدينة العدين - الجراحي الحديدة) وأمطروه بوابل من الرصاص ما أدى إلى مقتله على الفور وعدد من مرافقيه.

وكان القيادي الحوثي "الغرباني" متهما من قبل أهالي قرى بمناطق قحزة ومشورة وغيرها في ذات المحافظة بوقوفه وراء إجبار عشرات العائلات تحت قوة التهديد والسلاح والحرمان من الخدمات والمساعدات على تسليم أطفالهم بالقوة للقتال بصفوف وجبهات المليشيا.

وتلجأ المليشيا الإرهابية إلى التكتم الشديد عبر وسائل إعلامها عن مثل هكذا عمليات استهدفت العشرات من قيادتها ومشرفيها، في حين تعلن عن القليل منها خصوصا التي تتسرب انباؤها إلى وسائل الاعلام ومحاولة ذويها ممارسة ضغوط بالكشف عن الجناة، فضلا عن كونها تستخدم طريقة الصدام بين الجماعات القبلية في مثل تلك العمليات.