تعنت حوثي واستغلال للهدنة وسط دعوات أوروبية أمريكية لتمديدها لفترة طويلة

89 يوماً من الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مطلع أبريل الماضي وتم التجديد لها بداية يونيو، وسط التزام حكومي بشروط الهدنة مقابل تنصل حوثي يهدد إمكانية تجديدها مرة أخرى.

بموجب الهدنة تم فتح مطار صنعاء واعتماد جوازات السفر الصادرة عن المليشيات، والسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة وتحصيل المليشيات الحوثية لرسومها الضريبية والجمركية القانونية.

وتعاملت مليشيات الحوثي مع الهدنة منذ اليوم لبدء سريانها، بنوع من الانتقائية، ووجدتها فرصة للتحشيد، وتحقيق ما عجزت عن تحقيقه في وقت الحرب، حيث استغلت الهدنة للدفع بتعزيزات عسكرية إلى مختلف الجبهات.

ففي وقت تمت هذه الإجراءات بمجرد الإعلان عن الهدنة إلا أن هناك على الجانب الآخر أموراً ما زالت عالقة بفعل مماطلة المليشيات الحوثية عن تنفيذ التزاماتها للتخفيف عن المواطنين في تعز وبقية المحافظات من فتح المعابر والمنافذ والطرقات وفك الحصار عن المدن.

وتزامناً مع استمرار الخروقات الحوثية للهدنة، أعلنت القوات الحكومية توثيق أكثر من 10.000 خرق للهدنة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإيرانية منذ بدء سريانها في الـ2 من نيسان/ أبريل الماضي.

حيث واصلت مليشيات الحوثي الإيرانية، إرسال التعزيزات العسكرية إلى جبهات القتال، وبناء الخنادق والمتاريس وفتح معسكرات تدريب جديدة وتزايد عمليات التحشيد والتعبئة والتسليح، وإطلاق عدد من الطائرات المسيرة في عمليات إرهابية وتجسسية.

تحركات أممية لتثبيت الهدنة

وبرغم التعمد الواضح من المليشيات لعرقلة الهدنة وتحويلها إلى مكاسب خالصة تتغاضى الأمم المتحدة عن التعنت الذي تبديه مليشيات الحوثي، والتي رفضت لأكثر من مرة المقترحات الأممية ولجوئها إلى خيارات بديلة كفتح طرق ترابية واستحداث نوبات مراقبة ونقاط تفتيش في هذه النقاط ما يؤكد عدم جدية أو رغبة المليشيات في فتح الطرقات في تعز.

الرفض الحوثي يستمر بمساعدة أوروبية أمريكية، حيث تتواصل الضغوط الأوروبية والأمريكية باتجاه تمديد الهدنة لفترة طويلة جديدة، حتى وإن استمر الحصار الحوثي على المدن، والاستهداف المتصاعد على المدنيين في أكثر من مدينة.

ففي الوقت الذي عبر الاتحاد الأوروبي عن أسفه لرفض الحوثيين المقترح الأخير للمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، حول إعادة فتح الطرق، دعا جميع الأطراف إلى القبول بتمديد آخر للهدنة لستة أشهر بعد 2 أغسطس المقبل، وهو تناقض يؤكد مرونة سلبية وتشجيعاً غير مباشر للحوثيين في استمرار رفض فتح الطرقات.

كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن رغبتها في تمديد الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة مطلع شهر أبريل الماضي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين قولهما، إن الأمم المتحدة تدفع الأطراف اليمنية للاتفاق على تمديد الهدنة، التي ستكون الأطول في الصراع المستمر منذ سبع سنوات، مع تزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب.

كما كثّف المبعوث الأممي إلى اليمن تحركاته، للحفاظ على الهدنة، وسط تحذيرات حكومية من انهيارها نظراً لمتاجرة المليشيات الحوثية بمعاناة المدنيين، وعرقلة تنفيذ بنودها.