مطالب بإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.. حصار وحرب إبادة في "خبزة" البيضاء حصيلتها الأولية 17 شهيداً ومصاباً

وسط صمت دولي وأممي معيب، يرزح نحو 1800 نسمة جلهم مدنيون عزّل، بينهم نساء وأطفال، في قرية "خبزة" بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، تحت حصار حوثي لليوم التاسع على التوالي، وقصف عنيف بمختلف الأسلحة والمسيرات المفخخة لليوم الثالث، ما أدى إلى استشهاد وإصابة نحو 17 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وتضرر واحتراق منازل.

وأكدت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي تشن هجوماً عنيفاً منذ مساء الثلاثاء، على قرية "خبزة" الواقعة في مديرية القريشية في بلاد قيفة برداع، وتستهدف بشكل مباشر المنازل والمزارع وآبار المياه بمختلف الأسلحة الرشاشة الثقيلة والطائرات المسيّرة المفخخة، ما تسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال.

"منظمة إرهابية"

في السياق، قالت مصادر قبلية، لوكالة "خبر"، إن مسلحي المليشيا أغلقوا كامل المنافذ المؤدية إلى القرية ومنعوا وصول الدواء والغذاء، ونصبوا كمائن في مناطق متفرقة لاستهداف أي محاولات قبلية بمد الأهالي بالأدوية لا سيما وهناك جرحى -تحفظت عن ذكر عددهم.

وحمّلت المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية ما يتعرض له المدنيون العزّل على مرأى ومسمع، مشددة على إعادة تصنيف المليشيا الحوثية "منظمة إرهابية".


ودعت المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية إلى تحمل مسؤوليتها واتخاذ موقف صريح إزاء الجرائم الحوثية، وطالبتها برصد وتوثيق جرائم الإبادة الحوثية بحق المدنيين.
 

تقرير أمريكي: اليمن يصرخ وبايدن يتراجع عن وعوده بشأن الحوثيين


في السياق، قالت منظمة سام للحقوق والحريات: إن حصيلة الهجوم الحوثي المسلح ليومي الثلاثاء والأربعاء، على القرية أدى إلى مقتل 10 مدنيين بينهم طفلتان وامرأة وإصابة ما لا يقل عن 7 آخرين، فيما لا يزال عدد من الأهالي مفقودين لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة.

وأوضحت المنظمة، في تقرير لها، الأربعاء، أن مليشيا الحوثي شنّت، الثلاثاء، هجوماً ما زال مستمراً، تم خلاله قصف قرية خبزة التي يقطنها نحو 1800 نسمة، بمختلف الأسلحة الثقيلة، وخاصةً منازل وممتلكات المدنيين.

وبحسب التقرير، احترق وتضرر أكثر من 8 منازل، وعدد من آبار مياه الشرب ومزارع خاصة بالمواطنين، نتيجة القصف الحوثي العنيف. واعتبرت ذلك انتهاكا جسيما للقانون الدولي.

وأكدت أنها وثقت حالة وفاة طفلة تدعى آية صالح محمد (13 عاماً)، نتيجة منع مسلحي الحوثي الأهالي من إسعافها إلى أحد مستشفيات مدينة رداع جراء إصابتها بسقوط حجر على رأسها، وبقت الطفلة تنزف في إحدى نقاط الحوثيين التي منعت السيارة التي تقلها من العبور، حتى فارقت الحياة.

وطالبت منظمة "سام" برفع الحصار عن القرية فوراً ومحاسبة الأشخاص المتسببين بالهجوم على المدنيين.

وأشارت المنظمة إلى أن بداية الحصار على القرية كان بتاريخ 12 يوليو بعد أن ادّعت جماعة الحوثي تعرض نقطة تفتيش تابعة لها لهجوم مسلح أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر على الرغم من أن النقطة تبعد عن القرية أكثر من 5 كيلومترات.
 

منظمات حقوقية تدين المجزرة الحوثية ضد المدنيين في قرية خبزة بالبيضاء


في ذات السياق، كذب مصدر قبلي هذه الرواية الحوثية، وقال: لقد تم ابلاغ مليشيا الحوثي بان لا علم لنا بالرواية او صحتها، وطلبنا منه تقديم اسم أو اسماء محددة لمتهمين ونحن على استعداد لتسليمهم للجهات المختصة إن ثبت ذلك، ولكن الحوثيين يرفضون تقديم اي اسم محدد، وهو ما يؤكد نواياهم المبيتة بشن الهجوم كنوع من العقاب الجماعي على مواقف سابقة رافضة للمليشيا، وفقا للمصدر.

إعدامات ميدانية

وذكرت منظمة سام الحقوقية، أن هذه الانتهاكات التي تتعرض لها القرية ليست الاولى، وأنه تم تسجيل نحو 800 انتهاك منذ اجتياح المليشيا للقرية في 14 نوفمبر 2014، تنوعت بين القتل، الإعدامات الميدانية، الاختطافات، تفجير المنازل وقصف المدارس والمساجد والمراكز الصحية.. إضافة إلى قتل للأغنام والأبقار والمواشي وتعطيل لمصالح الأهالي.

وقالت إن نحو 43 مدنياً بين شيخ وشاب وامرأة وطفل قتلوا بنيران الحوثيين، بينما تسببت بإصابة نحو 86 آخرين، وهجّرت أكثر من 257 أسرة من القرية وتم تسوية 16 منزلاً بالأرض بشكل كامل ودمرت 30 منزلاً بشكل جزئي وتضرر نحو 50 منزلا بأضرار متفاوتة.

كما تضررت مدرسة واحدة، إضافة إلى وحدة صحية كانت عبارة عن منزل لأحد المواطنين تم إفراغه لاستقبال الجرحى المدنيين بالإضافة إلى مسجدين أحدهما دمر بالكامل والثاني تضرر.

وأشارت إلى أن بقية المنازل تعرضت لأضرار متفاوتة ونهب شامل دون استثناء، مشيرةً إلى أنه تم رصد قيام جماعة الحوثي بنهب نحو 8 محال تجارية وحرق 4 مولدات ضخ مياه آبار وتحطيم 3 سيارات بسبب القصف ونهب 7 سيارات أخرى بعد سيطرة الحوثيين على القرية.

وبحسب المنظمة، مارست المليشيا إعدامات ميدانية بحق أبناء القرية، وتوثيق 28 حالة اختطاف لأشخاص تم اختطافهم من نقاط التفتيش في مناطق قيفة ومناطق رداع أو أثناء تواجدهم في المستشفيات.

وتعد هذه الجرائم التي تزامنت مع خروقات الحوثيين للهدنة الأممية التي توشك على الانتهاء في الثاني من أغسطس القادم، امتدادا لجرائم مماثلة شهدتها منطقة حجور بحجة، والعَودْ شمالي الضالع، وعدد من مديريات ذمار، والجوف وشرقي مأرب. في وقت غاب فيه الصوت الأممي المدين لهكذا جرائم، في دلالة واضحة على حجم التخادم بين الطرفين.

للمزيد:

الزعيم القبلي أحمد سيف الذهب: الحوثيون نكثوا بالاتفاق وواصلوا قصف المنازل في "خبزة".. سنقاتلكم جميعًا