"مبادرة" إيلون ماسك لإنهاء الحرب في أوكرانيا تثير غضب كييف

أثار الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك غضب الأوكرانيين، بعدما تقدم بمبادرة تهدف إلى إحلال السلام في أوكرانيا، تتضمَّن بقاءها محايدة، وإعادة إجراء استفتاءات على انضمام بعض أقاليمها إلى الاتحاد الروسي.

وفي سلسلة تغريدات كتبها ماسك على "تويتر" الاثنين، كشف الملياردير الأميركي المثير للجدل مبادرته لإنهاء الحرب، محذراً من إمكانية تحول الصراع إلى حرب نووية.

وقال إيلون ماسك: "روسيا تقوم بتعبئة جزئية، وستقوم بالتعبئة الكاملة للحرب متى ما تعرَّضت شبه جزيرة القرم للخطر. سيكون الموت على كلا الجانبين مدمراً. عدد سكان روسيا يبلغ 3 أضعاف عدد سكان أوكرانيا، لذا فإنَّ انتصار أوكرانيا أمر غير محتمل في الحرب الشاملة"، مضيفاً: "إذا كنت تهتم بشعب أوكرانيا، فاسعَ للسلام".

مقاربة ماسك

وتضمَّن مقترح ماسك لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا "إعادة إجراء الاستفتاء في الأقاليم التي انضمت إلى الاتحاد الروسي (دونيتسك، ولوغانسك، وخيرسون، وزابوروجيا) ليكون (الاستفتاء) تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى روسيا أن تغادر إذا كانت هذه إرادة الشعب".

أمَّا بالنسبة لشبه جزيرة القرم فاعتبر ماسك أنها "رسمياً جزء من روسيا، كما كانت منذ عام 1783 حتى غلطة خروتشوف"، على حد تعبيره، في إشارة إلى نقل الحكومة السوفيتية في عام 1954 وخلال فترة الزعيم السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف، شبه الجزيرة من الاتحاد السوفيتي الروسي إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية.

كما تضمَّن مقترح الملياردير الأميركي "تأمين إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم، وأن تظل أوكرانيا محايدة".

وكتب ماسك تغريدة أخرى على شكل استطلاع: "لنجرب هذا: يجب أن تقرر إرادة الأشخاص الذين يعيشون في دونباس وشبه جزيرة القرم، ما إذا كانوا جزءاً من روسيا أو أوكرانيا".

واعتبر ماسك أنَّه "من المحتمل جداً أن تكون هذه هي النتيجة في النهاية. السؤال هو فقط كم عدد من سيموت حتى ذلك الحين"، محذراً من أنه "من الممكن، وإن كان أمراً مستبعداً، أنْ تكون نتيجة هذا الصراع حرباً نووية".

انتقادات أوكرانية

وأثارت مقترحات ماسك غضب الأوكرانيين، حيث ردَّ عليه ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بأنَّ مقترحه يتضمَّن محاولة لشرعنة "الاستفتاءات الزائفة التي أجريت تحت تهديد السلاح، في ظل ظروف الاضطهاد والإعدامات الجماعية والتعذيب".

وأجاب ماسك: "لا، أنا أقترح إجراء التصويت تحت إشراف الأمم المتحدة أو أي كيان أو بلد يعد الأكثر ثقة بالنسبة لكم".

وفي انتقاد للمقترح أيضاً، كتب زيلينسكي تغريدة على شكل استطلاع بخيارين: "أي إيلون ماسك تحب أكثر؟ الذي يدعم أوكرانيا أم الذي يدعم روسيا".

ودون أن يذكر ماسك صراحة، قال وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا: "أولئك الذين يقترحون على أوكرانيا التخلي عن شعبها وأرضها -على ما يبدو لعدم إيذاء غرور (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين المكسور، أو لإنقاذ أوكرانيا من المعاناة- يجب أن يتوقفوا عن استخدام كلمة (سلام) كتعبير ملطف للسماح للروس بقتل واغتصاب الآلاف من الأوكرانيين الأبرياء، والاستيلاء على المزيد من الأراضي".

أما السفير الأوكراني لدى ألمانيا أندريه ملنك، فيبدو أنَّ مقترح إيلون ماسك أخرجه عن طوره الدبلوماسي ليرد على الملياردير الأميركي: "اغرب عن وجهي. هذا ردي الدبلوماسي جداً عليك".

وفي تغريدة ساخرة قال الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا: "عزيزي إيلون ماسك، عندما يحاول شخص ما سرقة عجلات سيارتك من طراز تسلا، فهذا لا يجعله المالك القانوني للسيارة أو العجلات. على الرغم من أنه قد يدعي أنَّ كليهما (العجلات والسيارة) صوت لمصلحته".

فيما تحدّث مغردون على "تويتر"، عن تراجع أسهم شركة "تسلا" بنسبة 9% تقريباً بالتزامن مع اقتراح إيلون ماسك خطة سلام في أوكرانيا، فيما اعتبر آخرون مساعي ماسك الدبلوماسية مجرد محاولة لصرف الانتباه عن الهبوط الكبير لأسهم الشركة.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، تراجعت أسهم شركة السيارات الكهربائية بعد بيعها سيارات أقل من المتوقع في الربع الثالث من العام، مع التأخر في عمليات التسليم نتيجة للعقبات اللوجستية.