مساجد صنعاء خالية من المصلين جراء طائفية الحوثي

خلت أغلب مساجد صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، من المصلين خلال صلاة وخطبة الجمعة خصوصاً مما يعكس حالة الرفض المجتمعي لطائفية الحوثي وفرضه خطباء من سلالته بدلًا عن الخطباء السابقين.

ومنذ انقلاب المليشيا تشكو مساجد صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها من عزوف المصلين منها بعد أن كانت المساجد تشهد اجتماع المصلين من كل أنحاء المنطقة المتواجد فيها المساجد وتكتظ المُصلّين حتى تصل الصفوف في بعضها إلى الشوارع لكن في ظل سيطرة ذراع إيران اختلف الأمر وأصبحت المساجد خالية ولا تتعدى الصفين على الأكثر وهم من كبار السن والأطفال.

وحصلت وكالة خبر، على مقطع فيديو يظهر خطيبا حوثيا على منبر مسجد الإحسان، أحد أكبر مساجد حي "بيت بوس" بصنعاء يلقي خطبة الجمعة رغم ان عدد المصلين داخل المسجد لا يتجاوزون أصابع اليد.

وقال البرلماني عبدالرحمن معزب: "هكذا أصبحت مساجد صنعاء خالية من المصلين، بعد سطوة وسيطرة الحوثيين عليها.. لا اعلم أي نفسية يمتلكها هذا الشخص وغيره، وهو يخطب ويرى المسجد خاليا، نتيجة كُره الناس لهم".

وكتب المواطن محمد الحكيم تعليقا على الفيديو: "اشهد لله ان الجامع كان يمتلئ بالكامل مع الصرح والشارع أيام امام الجامع السابق عبدالحفيظ الهتاري".

ويقول الناشط اشرف الصلولي ساخرا: "الموكيت الأحمر يستمع لخطبة الجمعة" فيما كتب المواطن احمد الربع: "المقاطعة اقل واجب".

وغرد الصحفي وليد العمري في "فيسبوك" قائلا: "لو كنت انا في مكان هذا الخطيب واشاهد عزوف المُصلّين عن المسجد بسببي لقفزت منتحراً من على منبر المسجد، لكن مابش معه احساس، من أين جابوا لنا هذه العينة من الناس".

ويؤكد عبدالكريم الشرفي، "ان خطيب الجمعة يجب ان يراعي اختلاف الانتماءات المذهبية والسياسية للحاضرين.. مش يلخفج في الخطبة واخرها يقلنا ان الله يامر بثلاث وينهى عن ثلاث... وهو قد خالف ذلك حتى في خطبته وجغر معظم المصلين وما روح الواحد منهم الا وقده معكنن".

وتداول ناشطون، مقطعا مرئيا آخر، لمئات المصلين الذين غادروا مسجد "العروة الوثقى" في حي الحصبة شمالي صنعاء، بشمل جماعي بعد صعود خطيب حوثي إلى المنبر لإلقاء خطبة الجمعة بديلا عن الخطيب السابق.

ويشير الكثير من السكان انه منذ سيطرة الجماعة على المساجد فضلوا عدم الذهاب اليها للاستماع لخطباء الحوثي حيث يبقى المصلون في المنازل إلى حين تنتهي خطبة الجمعة ويكتفون بأداء فريضة الصلاة كتعبير عن رفضهم افكار المليشيا المستوردة من طهران وقم وكربلاء.

وعزا مراقبون عزوف المصلين عن المساجد في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة إلى فرض الحوثيين الأفكار العقائدية الدخيلة ذات الصبغة الطائفية على المجتمع اليمني والتي فرضتها الجماعة المسلحة على المساجد، منذ فرض خطبائها والتكبيرات التي تمجد الجماعة وتمدح زعيمها، فضلاً عن تحول منابر المساجد الى منابر لنشر الايديولوجيا والتحريض الطائفي وزيادة ثقافة العنف والكراهية بالمجتمع والدعوة للقتال في صفوف المليشيا.