إيران.. مظاهرات مشتعلة في بلوشستان وأنباء عن جرحى وقتلى

أدت الاحتجاجات التي اندلعت، يوم الجمعة، في محافظة سيستان بلوشستان، جنوب شرقي إيران، إلى سقوط قتلى وجرحى، وفقا لما نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن نشطاء حقوقيين.

وقالت منظمة العفو الدولية إن ما يصل إلى 10 أشخاص، بينهم أطفال، قد لقوا مصرعهم يوم الجمعة في حملة قمع شنتها قوات الأمن الإيرانية في جنوب شرق البلاد.

وقالت منظمة العفو في عدة تغريدات على تويتر يوم الجمعة إن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية على "متظاهرين سلميين من فوق أسطح منازل مكتب الحاكم وعدة مبان أخرى" في مدينة خاش بمحافظة سيستان بلوشستان.

وتأتي أعمال العنف يوم الجمعة وسط احتجاجات انتشرت في معظم انحاء إيران عقب مقتل الفتاة محساء أميني، وهي كردية تبلغ من العمر 22 عامًا بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق خلال زيارة لها إلى العاصمة طهران.

كما نظمت مظاهرات واسعة النطاق مؤخرًا في زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، في أعقاب حادثة اغتصاب لفتاة من أقلية البلوش السنية على يد قائد الشرطة.

وكانت السلطات المختصة قد أقالت قائد الشرطة في زاهدان الأسبوع الماضي، لكن الاحتجاجات استمرت، حيث قتل يوم الخميس رجل دين شيعي بارز برصاص مسلحين ملثمين في زاهدان، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية والنشطاء، تحولت الاحتجاجات ضد السلطات إلى أعمال عنف يوم الجمعة في عدة مدن في جنوب شرق إيران، بما في ذلك خاش، إذ أظهر مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الحكومية أعمدة من الدخان تتصاعد من أحد المباني بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية.

وقال الناطق الإعلامي باسم منظمة Haalvash، شير أحمد شيراني، وهي جماعة وموقع للدفاع عن حقوق البلوش، تصريحات نقلتها صحيفة إندبندنت "أنه هناك احتجاجات كبيرة للغاية في مدينة خاش حيث 

وتابع: "بدأت قوات الأمن في إطلاق النار على الناس من فوق أسطح المنازل".

وكشف مقطع مصور شابا ميتا مغطى بالدماء، وقيل أنه أصيب بطلقات نارية بينما يصرخ شخص آخر بحزن "الله أكبر!".

وأظهر مقطع آخر منطقة تجارية بأكملها في المدينة تشتعل فيها النيران قال المتظاهرون أن قوات الأمن هي من أضرمتها، في حين حذرت مستشفيات من وجود نقص في كميات الدم الازمة لعلاج الجرحى. 

ولفت شيراني إلى أن العديد من الجرحى والقتلى تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بينما أعربت منظمة العفو عن "القلق البالغ من إراقة المزيد من الدماء وسط تعطل الإنترنت وورود تقارير عن قيام قوات الأمن بجلب المزيد من قوت الأمن إلى مدينة خاش".

وقالت منظمة العفو الدولية إنه يتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تثير على الفور مخاوفها مع سفراء إيران وأن تدعم إنشاء آلية تحقيق مستقلة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

كما غرد المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين (CCITTA) يوم الجمعة أن ما لا يقل عن 16 متظاهرا قتلوا، وأصيب العشرات بعد أن فتحت قوات الأمن الإيرانية النار على المتظاهرين في خاش.

وفي غضون ذلك، نشرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية في البلاد صوراً على تويتر تظهر سيارات متفحمة ومبان مدمرة، مع تعليق يلقي باللوم على "مثيري الشغب" في التسبب بتلك الأضرار.

وقالت وكالة فارس في تغريدة على تويتر إنه خلال "الاضطرابات التي اندلعت يوم الجمعة، قد قتل وجرح عدة أشخاص".

وقالت الوكالة أن العديد من المباني الحكومية وسيارات الشرطة وسيارات الناس الخاصة ومعظم البنوك قد أضرم فيها النار من قبل مثيري الشغب".

وأشارت الوكالة  إلى أن الاحتجاجات وقعت بعد انتهاء صلاة الجمعة في في أحد مساجد الطائفة السنية في مدينة خاش.