‏نكبة 11 فبراير.. 12 عاماً على تقويض أركان الدولة اليمنية

يعيش اليمنيون الذكرى الثانية عشرة لنكبة 11 فبراير، على أنقاض وطن، لا صلة له بأحلام وردية رسمها عملاء الخارج قبل أن يتقاضوا ثمنها نقداً، ليقضوا بقية حياتهم في منتجعات عواصم الشرق والغرب وبرفقتهم عائلاتهم، وأما نفقات مدارس أطفالهم، فتكفي لسد رمق مئات آلاف المشردين من منازلهم قسرا..

ما الذي تبقى من نظام وضع الجميع أمامه في عين واحدة، في حقوقهم وواجباتهم. حقوقهم من رواتب شهرية وعليها امتيازات واكراميات، وتعليم مجاني بكامل احتياجاته من كتاب مدرسي ومعمل، ووسائل تعليمية، ورحلات ترفيهية، كذلك الصحة ومتطلباتها، والطرقات، ودعم أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وتثبيت أسعار والاحتياجات الأخرى.

شركاء النكبة

يقول حقوقيون، لو نظرنا فقط إلى حال أكثر من 4 ملايين و200 ألف نازح بحسب احصائية الأمم المتحدة قبل نحو عام، وهي إحصائية غير دقيقة، فبحسب تقرير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين الصادر في فبراير الجاري، هناك أكثر من 3 ملايين نازح يتوزعون في المناطق المحررة، بينما يوجد أكثر من مليون و300 ألف نازح في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومئات الآلاف في جمهورية مصر الشقيقة، فضلا عن عشرات الآلاف موزعين في عواصم عربية وعالمية، لاكتفينا بذلك في إدانة نكبة فبراير ومن ورائها.

الأمين العام المساعد لحزب الشعب الديمقراطي "حشد" ناجي بابكر، يحمل جميع القيادات الإخوانية والشبابية (المخدوعة) مسؤولية آثار نكبة فبراير، وتسليم النظام لشريكها في النكبة (مليشيا الحوثي) قبل تقاضيها الثمن ومغادرتها البلاد بمعية عائلاتها، لقضاء إجازة مفتوحة في عواصم بلدان العالم.

ويضيف بابكر، في حديثه لوكالة خبر: السياسيون والعسكريون الذين غادروا صنعاء وتسليمها للمليشيا الحوثية الممولة إيرانياً، جريمة لا تغتفر، وخيانة وطنية لن يصفح عنهم 30 مليون نسمة أو أكثر يتسولون اليوم الفتات من منظمات خارجية، بعد أن فقدوا كل شيء لديهم حتى آدميتهم التي باتت مصادرة منهم، وتحويلهم إلى قطعان.

إنجازات فبراير

وفي الوقت الذي كان اليمن يحاول الخروج من دائرة بلدان العالم الثالث، عبر نظام حكم رشيد أسس مداميك الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة، برلمانياً، ورئاسياً، عبر صناديق الاقتراع، في خطوة تسيّدت دول المنطقة، وحظيت بإشادات دولية، أصبح اليوم يواجه العبودية بكامل مفاهيمها.

هكذا يقول الإعلامي والناشط علي عميران، مضيفا لـ"خبر": لقد كانت اليمن تنعم بالامن والاستقرار، وتوفير الخدمات، وصرف الرواتب شهريا وفي موعدها، علاوة على حرية الرأي والتعبير الممنوحة للشعب ككل، هذا بالاضافة إلى التعددية السياسية الفردية مقارنة بدول المنطقة.

ويؤكد عميران، أن فوضى 11 فبراير قضت على كل ذلك، وتحولت اليمن إلى دولة فاشلة، مشيرا إلى أن الفوضى تسببت بقتل وتشريد وتهجير الملايين. كما تفشّت الاوبئة مجددا بعد عقود على غيابها، في حين تنفق قيادات الفوضى على مدارس أبنائها في الخارج ما يكفي لسد رمق جوع مئات الآلاف ممن يبحثون في مكبات النفايات عن بقايا طعام.

وبينما تساءل عميران، ماذا حققت نكبة فبراير من إنجازات؟ أجاب بالقول: حرب لثماني سنوات متتالية، طائفية، جبايات، سجون تكتظ بآلاف النساء والرجال، تفخيخ عقول الأطفال، مناهج محرفة وفق منهجيات طائفية.. وغيرها الكثير، بينما من وعدوا الملايين بمستقبل أجمل تركوه وحيدا واكتفوا بمستقبل اجمل لهم وعائلاتهم من ثمن الخيانة، ونهب الثروات، ومع ذلك مستمرون بالتضليل دونما حياء.
 جيوش طائفية

فيما يرى مراقبون، أن أخطر ما أفرزته الحرب هو تشكيل جيوش طائفية ذات أيديولوجيا دينية ومذهبية، وهذه الأيديولوجيا لا تتردد في السحل والتنكيل بحق كل من يعارض أفكار ومخططات مرجعياتها.

وأكدوا، أنه لا يمكن أن يتعافى الوطن في ظل بقاء مثل هذه القوات التي سرعان ما تطفو خلافاتها مع مفاهيم الدولة المدنية الحديثة في كل منعطف تمر به البلاد، مشيرين إلى أنها ستظل عائقا في طريق بناء دولة النظام والقانون، فهي أيضا مجففة لتكاثرها، مستشهدين بما شهدته البلاد خلال 8 سنوات من الاقتتال، ينتهي كل فصل منها بتخادمات وتبادل أدوار ومهام ميدانية وسياسية وفكرية، دونما إحراز تقدم ولو خطوة واحدة.