فبراير 2011.. احتفاء مفضوح بنكبة شعب وضياع دولة
ما يزال الواهمون يغردون خارج السرب، ويحتفون بنكبة وطن ضاق بأبنائه، وفوضى سوداء أضاعت مكاسبهم، وسلمت رقابهم لكهنوت بائد، وأدخلتهم في مستنقع آسن عز الخروج منه حتى اللحظة!!.
ورغم اقتراب العام التاسع من حرب حوثية مدمرة؛ وضياع حاضر اليمن وشعبه البائس ومستقبل اجياله القادمة؛ ما يزال بقايا الربيع التركي المتأمرك يطلقون على فوضى 11 فبراير مسمى ثورة، ويصرون على الاحتفاء بها والتذكير بمآثرها ومنجزاتها السوداء؛ دون ذرة حياء تحفظ ماء وجههم، او مراعاة لحسرات اليمنيين وبكائهم على وطن منهار يحتفي شذاذ الافاق بذكرى نكبته ودفن فرحته الكبرى ومصرع الابتسامة.. تماما كاحتفاء العاق بذبح امه بكلتا يديه، ورقصه على جثتها، متباهيا بجريمته الشنعاء، ومتناسيا دروس الدهر وعظاته الماثلة اليوم!.
ربما هي محاولة ثورجية يائسة لنفخ الروح في جثة هامدة؛ وادعاء حياة في جسد وُلدٍ ميتا مشوهاً،.. اما بالنسبة لليمنيين فلم يعد السواد الأعظم منهم يتذكرون من محنة 2011 سوى انها كانت اكبر خدعة وقعوا في حبائلها، ومفتاح كل المصائب التي أفقدتهم دولتهم وامنهم واستقرارهم، واحرقت مكاسبهم التنموية والديمقراطية والحضارية، واجهضت احلامهم في العيش والنهوض كسائر البشر!!..
ففي مثل هذا اليوم المشئوم من عام2011 لم يخرج المخدوعون لإسقاط دولة او نظام حاكم، بل سقط اليمن الكبير بسقوط ركنه الحصين وتصدع صفه الجمهوري ونسيجه الاجتماعي المتعايش، وانفتح الباب على مصراعيه لفوضى سياسية عاصفة زلزلت البلد؛ وتسلل من بين شقوقها وحش حوثي متربص وبقايا كهنوت بائد، ومكنته من التغول الأعمى وإنشاب مخالبه في رقاب اليمنيين، وإدخال البلد في حرب لا يطقها بشر، ودفع الجميع الثمن.. كل ذلك بسبب الطيش السياسي والانتهازية الحزبية والأطماع السلطوية والحسابات الخاطئة، وتقليد فوضى اقليمية مدمرة صنعت مآسي اليمن والمنطقة، وتاهت بوصلتها، ولم تقدم ولو تجربة واحدة ناجحة.. فبأي آلاء ربكما تكذبان!.
12 عاما من تجربة تهريجية فاضحة فشلت في تونس فشلا ذريعا، وانهارت في مصر العروبة خلال عام واحد، وعبثت في ليبيا حتى اليوم، ودمرت اليمن وسوريا دمارا عظيما كزلزال لا يرحم، فواعجبا كيف يحتفي البلهاء بخيبتهم، وبأي آلاء ربكما تكذبان!.
اثناعشر عاما من حياة اليمنيين وشعوب المنطقة ضاعت هباء منثورا، وسنوات كارثية من الصراع والعبث والتوهان والغرق لم تنتج دولة مدنية حديثة كما روجت شعارات ثورجييها، ولا نموذجا لحكم رشيد، ولا عدالة او حرية او ديمقراطية او تنمية، بقدر ما أنتجت جماعات نفعية تتشبث بالحكم والنهب فقط، وثروات مهدرة واقتصادا منهارا، واوطانا خربة، ومجتمعات متناحرة، وشعوبا تُذبح من الوريد الى الوريد، وجروحا عميقة لن تندمل بمرور الايام، وما يزال الواهمون يمجدون خرائبهم.. فهل اصيب القوم في اخلاقهم؟ ام انها لا تعمى الابصار، بل تعمى القلوب التي في الصدور، ام هي عبرة لمن لا يعتبر.. وما ربك بظلام للعبيد!!