تزايد وتيرة الانتهاكات الحوثية بحق منتسبي مهنة المحاماة

تصاعدت وتيرة الانتهاكات الحوثية ضد منتسبي مهنة المحاماة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الموالية لإيران في الآونة الأخيرة.

وفي أحدث الانتهاكات، تعرضت المحامية شيرين المريري، للتعدي العمد والاحتجاز من قبل عضو نيابة جنوب الأمانة صدام الزايدي وتفتيش هاتفها المحمول أثناء القيام بواجباتها المهنية، وفق بلاغ قدمته لنقابة المحامين اليمنيين بصنعاء.

وفي مطلع فبراير الجاري، تعرض المحامي عبدالله عبدالله غدر، في الجلسة المنعقدة يوم السبت 4 فبراير، بمحكمة شمال الأمانة برئاسة القاضي أرحب نجيب الكبير للطرد من قاعة الجلسة، وعند محاولة المحامي إيضاح الأمر للقاضي المذكور اشتــاط غضباً وصراخاً وزاد على ذلك بضرب المنصة وإصدار أوامر للعساكر بإخراجه من قاعة المحكمة.

وقبلها بيوم، اعتدى مسلحون حوثيون على المحامي معاذ عبدالغني الصبري، داخل حرم محكمة غرب الأمانة بصنعاء في ظل تزايد الاعتداءات والانتهاكات بحق المحامين والمحاميات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.

وكشف المحامي الصبري، في بلاغ قدمه لنقابة المحامين اليمنيين، "عن تعرضه للاعتداء والسحل من قبل عدد من الجنود التابعين للسجن المركزي المكلفين باحضار المساجين الى محكمة غرب الامانة في ساحة المحكمة واعتقاله داخل سيارة السجناء"، موضحا "ان حادثة الاعتداء جاءت بعد مرافعته امام القاضي طه نعمان رئيس المحكمة وبطريقة العون القضائي طالبا منه الافراج عن الطفلة البالغة من العمر (8 أعوام) المحبوسة مع والدتها، واستجاب القاضي لذلك وقرر الافراج عنها وتسليمها لاخت والدتها".

وتابع، "وبعد خروجي من قاعة المحكمة تفاجأت بعدد من جنود السجن المركزي بأمر مباشر من قائدهم "سليم الشيخ" بالاعتداء علينا والسحل في حرم المحكمة واقتادوني الى داخل الشاحنة الخاصة بالمساجين وقيدوا حريتي لمدة ساعتين، طالبين مني إعادة الطفلة إلى السجن بعد أن أمر القاضي بالإفراج عنها رغم عمل مذكرة لهم من قبل رئيس المحكمة الى مدير السجن بانه تم تسليمها الى احد اقربائها من اجل اخلاء مسؤوليتهم".

وأضاف، "لكنهم استمروا باحتجازي حتى حضور الاستاذ محمد منيب وعدد من المحامين وانقاذنا من تعسف وهمجية هؤلاء الجنود، الأمر الذي يعد اهانة لكل المحامين".

والسبت 28 يناير، اقتحمت عصابة مسلحة مكونة من 15 شخصا مكتب المحامي أمين الباروت بصنعاء، وقامت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح، بطريقة همجية مما تسبب بشج في رأسه حتى سالت منه الدماء، ثم لاذوا بالفرار الى جهة غير معلومة.

وتأتي هذا الاعتداءات بعد نحو شهر من عقد لقاءات بين وزارة العدل ومجلس القضاء التابع لمليشيا الحوثي من جانب ونقابة المحامين من جانب آخر تعهدت خلالها ذراع إيران بمعالجة الإشكالات والحد من الاعتداءات والانتهاكات التي تزايدت في الآونة الاخيرة بحق المحامين والمحاميات في مناطق سيطرة الانقلابيين.

ويرى مراقبون ما يتعرض له القضاة والمحامون جناحا العدالة من الاعتداءات والانتهاكات يقوض من قيامهم بواجبهم القانوني والحقوقي، وهو مؤشر على انهيار أحد ركائز العدالة في ظل عدم قبول ميليشيات مسلحة بالأعمال النظامية والمدنية والحقوقية.