عداء حوثي يعيد للأذهان مجزرة مرضى السرطان.. "أطباء بلا حدود" تستغيث لإنقاذ أطفال حجة

دعت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، الساعات الماضية، جميع المنظمات الإنسانية العاملة إلى الاستجابة للحاجات الطبية الهائلة في محافظة حجة (شمال غربي اليمن)، جراء التحديات الصحية الصعبة التي تجاوزت قدرتها في ظل انتشار سوء التغذية وخطر الإصابة بالحصبة.

يأتي ذلك بالتزامن مع تحريض مليشيا الحوثي للأهالي بعدم تطعيم أطفالهم من الأمراض القاتلة، باعتبار اللقاحات صناعة غربية يجب مقاطعتها. ما يشير إلى مجزرة مرتقبة تذكر الأهالي بمجزرة ضحايا الأطفال مرضى السرطان في أكتوبر 2022م.

وقالت المنظمة، في بيان على حسابها في فيسبوك، إن "مستشفى عبس يستقبل عدداً هائلاً من المرضى الذين يقصدونه لتلقي العلاج، وذلك يشكل ضغطا على الخدمات الأساسية ويثقل كاهل طواقم المستشفى. يضطر المرضى في كثير من الأحيان إلى مشاركة الأسرّة، وغالبًا ما تعمل العديد من الأقسام بأكثر من 100٪ من طاقتها".

وأوضحت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود، كارولين دوكارم، "على مر السنوات، كيّفنا دعمنا لمستشفى عبس لمواكبة الارتفاع المستمر في عدد المرضى، لكننا اليوم قد بلغنا الحد الأقصى لقدرتنا على الاستجابة".

وأكدت: "هناك حاجة ملحة إلى مشاركة المزيد من المنظمات الصحية في الاستجابة للحاجات الطبية الهائلة، ودعم توفير خدمات الرعاية الصحية في المنطقة التي تواجه تحديات صحية كبيرة منها انتشار سوء التغذية وخطر الإصابة بالحصبة".

وأشارت إلى أنه في "ظل التداعيات الشديدة للنزاع المستمر على النظام الصحي في اليمن، لا بد من أن تبذل الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية جهودا إضافية لتطوير النظام الصحي وتعزيزه وضمان توفر الرعاية الصحية بتكلفة ميسورة وجودة عالية في مديرية عبس ومحافظة حجة وجميع أنحاء اليمن".

والثلاثاء الماضي، أكد الرئيس الدولي للمنظمة كريستوس كريستو، خلال زيارته للبلاد والانتقال إلى مستشفى عبس العام في حجة: "رأيت هنا العديد من الأطفال المصابين بعدوى الحصبة.. الفريق الطبي أفاد بأن السبب الرئيسي في هذه الزيادة هي الفجوة الكبيرة في اللقاحات الروتينية وانخفاض مستوى التطعيم بين الأطفال"، وفق البيان.
وأضاف رئيس المنظمة: "من الواضح أن هناك حاجة لتوسيع نطاق أنشطة التطعيم..".

وفي وقت سابق، شنت مليشيا الحوثي حملات تحريض واسعة للأهالي على عدم تطعيم أطفالهم من الأمراض الستة القاتلة، مرجعة ذلك إلى أن "اللقاحات غربية".

واستخدمت المليشيا وسائل الإعلام لحملاتها المسعورة، التي قالت مصادر طبية إنها تريد من خلالها إغراق البلاد في الأوبئة والأمراض القاتلة، لتستخدم بعد ذلك ضحايا الكارثة ورقة ابتزاز إنسانية كعادتها.

والعام المنصرم، نفذت وزارة الصحة الحوثية إجراءات عدائية ضد الأطفال، بحقنها العشرات من مرضى سرطان الدم بحقن ملوثة ومنتهية الصلاحية. مما أدى إلى وفاة أكثر من 20 طفلا في اكتوبر 2022م، في مستشفى الكويت بصنعاء، ونقل نحو 30 طفلا آخرين إلى العناية المركزة، في حين اعترفت المليشيا بوفاة 10 اطفال فقط.

وحصلت المليشيا الحوثية على كميات كبيرة من هذه الحقن كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، باعت جزءا منها، وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء، وتوزيعها على المستشفيات، علاوة على السماح بدخول شحنات أخرى على وشك الانتهاء، سرعان ما انتهت صلاحيتها فور دخولها البلاد، ومع ذلك سمحت ببيعها في الأسواق.