هل تختلف الضربات الأمريكية البريطانية في اليمن عن ضربات التحالف العربي؟
شهدت عدد من المناطق اليمنية، خلال الساعات والأيام الماضية، غارات شنتها مقاتلات أمريكية وبريطانية تحت مسمى "تحالف الازدهار"، بعد سنوات عدة من غارات للتحالف العربي استهدفت مناطق مختلفة في اليمن، وفيما تعتبر الغارات الجديدة بداية لمرحلة جديدة، إلا أن التساؤلات ترتفع عن أوجه الاختلاف بين التحالفين، من حيث الضربات والقدرات.
وكالة خبر أجرت استطلاعاً ميدانياً لمدة أسبوع، في محافظات يمنية عدة تعرضت للضربات الأمريكية البريطانية مؤخراً وسبقها ضربات التحالف العربي، ووصلت للإجابة عن العديد من التساؤلات، بشأن أوجه الشبه أو الاختلاف بين ضربات "تحالف الازدهار" وضربات "التحالف العربي"، في اليمن.
فقد تبين أن الضربات الأميركية البريطانية فعلاً تستهدف مواقع ومراكز للمليشيات الحوثية، وهذه الأماكن المستهدفة سبق أن تعرضت لضربات من التحالف العربي، إلا أن هناك مواقع أخرى كانت الضربات الأميركية البريطانية عليها جديدة، مثل مناطق في محافظة الحديدة.
وعند نزول فريق الوكالة إلى الأماكن المستهدفة في صنعاء وحجة والبيضاء وتعز وصعدة وذمار والحديدة والبيضاء وإب وغيرها، تبين للفريق أن الضربات الأميركية البريطانية استهدفت مباني ومقرات ومراكز تم استهدافها سابقاً من قبل طيران التحالف العربي، وأن النتيجة هي "ضرب المضروب".
يرى مراقبون، بحسب إفادتهم لوكالة خبر، أن الضربات التي شنتها قوات التحالف العربي في اليمن، كان لها دور في تقوية مليشيا الحوثي وإكسابها الوقت للبقاء طويلاً، وأن الضربات الأميركية البريطانية أو التحالف الجديد ليس إلا مكملاً، وهو ما يعني أن هناك رغبة أمريكية وبريطانية في الإبقاء على الحوثيين لفترة أطول، لأن هذه الضربات تعتبر خدمة للحوثيين.
وما يكشف حجم الخدمات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للمليشيات الحوثية، هو إبلاغهم بالأماكن التي سيتم استهدافها، حتى تقوم المليشيات بتفريغها وإخلاء عناصرها منها، في إشارة إلى أن الأهداف مشتركة بين أمريكا وبريطانيا والحوثيين، وقد بين ذلك عدد من القيادات الحوثية بشأن إبلاغهم بالأماكن والطلب منهم بتفريغها.
وأكد المراقبون، أن ما يسمى بـ"تحالف الازدهار" لا يختلف عن "التحالف العربي"، من حيث الضربات والقدرات واستهداف المعسكرات أو المواقع، فهي ذاتها التي يتم استهدافها حالياً، ولكن دخول أمريكا وبريطانيا للواجهة يأتي بعد إعلان السعودية توقفها عن التحالف والدفع باليمنيين للوصول إلى تسوية سياسية، رغم إصرار مليشيا الحوثي على الملشنة والإرهاب، وهذا ما يريده التحالف الأمريكي البريطاني في اليمن.
وأجمع خبراء ومراقبون عسكريون، وآخرون سياسيون، أن القضاء على المليشيات الحوثية ليس من خلال شن ضربات جوية على معسكرات ومناطق ومواقع في صنعاء أو غيرها من المحافظات الأخرى، بل من خلال دعم ومساندة القوات الحكومية والقوات المشتركة وتحريك جبهات القتال، وتوفير ما يلزم من آليات ومعدات عسكرية، وأن تكون أولى الخطوات هو إلغاء اتفاق استوكهولم الذي قيد وأوقف معارك الحديدة التي حولتها المليشيات إلى مركز لدخول الأسلحة الإيرانية وغيرها من الدعم.
وفي تقرير سابق لوكالة خبر، كشفت فيه استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، ومعها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، في تضليل الوقائع والأحداث على الساحة العالمية ببث ونشر الأخبار الكاذبة والانتصارات الوهمية، وبطولات لا وجود لها على أرض الواقع، وكل ذلك بهدف كسب رضا وثقة وتعاطف أبناء الشعب اليمني لصالح الحوثيين، بالإضافة إلى لفت أنظار الجميع في مختلف الدول إلى هذه الجماعة المليشاوية، وبداية لاحتلال المحافظات اليمنية المحررة.