موجة نزوح كبرى من صنعاء بعد تهديدات وغارات إسرائيلية

أخلت عشرات العائلات مساكنها في الأحياء السكنية المحيطة بمطار صنعاء الدولي، عصر اليوم الثلاثاء، عقب التحذيرات والغارات الإسرائيلية، في موجة نزوح واسعة.

وأفادت مصادر محلية بأن العشرات من العائلات غادرت منازلها، تاركة وراءها كامل ممتلكاتها، وذلك عقب إعلان تحذيري من الاحتلال الإسرائيلي وتداول خريطة تُظهر بوضوح أن منطقة المطار تقع ضمن النطاق المستهدف.

وذكرت المصادر أن العائلات توجهت إلى مناطق متفرقة في صنعاء حيث تقيم أقاربها، وتركت خلفها ممتلكاتها، بما فيها الثمينة، نتيجة عدم قدرتها على نقلها.

وحملت العائلات النازحة قسراً مليشيا الحوثي الإرهابية وإسرائيل المسؤولية عن تهجير السكان، معتبرة ما يحدث جرائم دولية وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.

وفي السياق ذاته، أفادت المصادر بأن العديد من المنازل الواقعة في محيط المطار تعرضت لأضرار نتيجة شدة الغارات وضغط الانفجارات، مشيرة إلى أن الأضرار طالت الأبواب والنوافذ بشكل رئيس.

وأكدت أن تحطم النوافذ والأبواب بسبب الضربات يجعل المنازل عرضة للسرقة، فيما لا تزال المخاوف قائمة من العودة إلى تلك المساكن.

وتصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية، بدعم أمريكي، عقب إطلاق مليشيا الحوثي صاروخًا أول أمس سقط في محيط مطار بن غوريون، وأدى إلى إحداث حفرة.

وأشار خبراء عسكريون إلى أن إيران، التي تقف خلف هذه العمليات وتطلقها من الأراضي اليمنية، تسعى للانتقام من الشعب اليمني بسبب رفضه لذراعها في البلاد (مليشيا الحوثي)، مدركة أن الرد الإسرائيلي سيستهدف البنية التحتية اليمنية.

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنت، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت ميناء الحديدة، ما أدى إلى تعطيل 70% من قدراته التشغيلية، بالتزامن مع غارات أخرى أخرجت مصنع أسمنت باجل عن الخدمة بالكامل.

ويأتي ذلك بعد أيام من قيام الطيران الأمريكي بتدمير ميناء رأس عيسى في المحافظة ذاتها، بسبب استخدامه من قبل مليشيا الحوثي لتفريغ سفن محملة بالمشتقات النفطية، واستخدام عائداتها في تمويل عملياتها العسكرية.

ورغم المزاعم الأمريكية بالسعي إلى تقويض القدرات العسكرية للحوثيين، فإن الضربات الجوية تركزت بشكل كبير على البنية التحتية، وسط موجة استنكار وإدانات واسعة للولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، ومليشيا الحوثي.