سائقون إيرانيون على الحدود العراقية: "نخزن الطعام لعائلاتنا خوفاً من القصف"

بنجوين (العراق) (أ ف ب) - بالقرب من معبر بشماخ الحدودي العراقي الذي كان يوماً مزدحماً، يخزن السائق الإيراني فاتح كميات من الأرز والسكر والشاي، وهي سلع أساسية يشهد بلاده نقصاً متزايداً فيها.

ينتظر فاتح - الذي نستخدم له اسمًا مستعارًا كباقي الأشخاص في هذا التقرير - مع عشرات السائقين الآخرين بفارغ الصبر لعبور الحدود من إقليم كردستان العراق إلى إيران، حيث يحملون ليس فقط بضائعهم التجارية، بل أيضاً مواداً أساسية لعائلاتهم بعد أيام من الهجمات الإسرائيلية.

تحدث مراسلو وكالة فرانس برس مع ما لا يقل عن 30 إيرانياً بالقرب من المعبر. رفض الجميع الظهور على الكاميرا، وفضل القلائل الذين وافقوا على الحديث عن الأوضاع في الداخل عدم الكشف عن هوياتهم خوفاً من تبعات ذلك في إيران.

يقول فاتح: "نعاني من نقص في الأرز والخبز والسكر والشاي". ويضيف السائق الأربعيني أن الوقود أصبح أيضاً مشكلة كبرى، حيث تقف السيارات في طوابير طويلة لساعات أمام محطات الوقود على أمل ألا تنفد الكميات.

تنتظر فاتح رحلة طويلة لنقل شحنة من الإسفلت إلى ميناء بندر عباس الإيراني على بعد 1700 كيلومتر، قبل أن يعود إلى مدينة مريوان الغربية حيث تقيم عائلته والتي لم تتعرض للقصف حتى الآن.

لكنه يوضح: "يمر طريقي بالقرب من منشأة نطنز النووية"، في إشارة إلى أحد مواقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض التي استهدفتها إسرائيل عدة مرات منذ بدء حملتها الأسبوع الماضي.

شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً يوم الجمعة استهدف المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة والعلماء. وتزعم أن هجماتها تهدف إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.

أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال بحسب الأرقام الرسمية، بينما ردت إيران بإطلاق صواريخ أسفرت عن مقتل 24 شخصاً على الأقل في إسرائيل بحسب مكتب رئيس الوزراء.

يتصل آرام (28 عاماً) بزوجته باستمرار للاطمئنان على عائلته بعد اضطرارهم لمغادرة منزلهم إثر استهداف موقع عسكري قريب في مدينة سنندج. يقول: "عائلتي بأمان لكنهم اضطروا للانتقال للعيش مع أقاربنا في القرية".

وتؤكد زوجته أن العديد من العائلات القاطنة قرب المنشآت العسكرية نزحت أيضاً. ويُرجع هذا الأب لطفلين سبب النقص الحاصل إلى "الشراء بدافع الذعر" من قبل المواطنين الذين يسارعون لتخزين المواد الأساسية.

من داخل إيران، يروي تاجر السيارات شوان (35 عاماً) كيف استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع عسكرية قرب مدينته بوكان. يقول عبر تطبيق مراسلة: "الناس في حالة صدمة وحيرة، لا يعرفون ما يجب عليهم فعله".

ويشير إلى "أزمة خبز حادة" حيث يقف الناس لساعات أمام المخابز، مضيفاً: "أحياناً يذهب أربعة أفراد من عائلة واحدة للبحث عن الخبز في المخابز". كما يؤكد صعوبة الحصول على الأرز والزيت، وتأخر صرف رواتب العديد من الموظفين.

تشرح الخياطة أفين (38 عاماً) من مدينة سقز شمال غرب إيران أن الحرب "أثارت الذعر بين السكان" رغم أن قنابلها لم تصل مدينتهم. وتقول: "بعض العائلات غادرت مع أطفالها إلى القرى".

وتخشى مثل غيرها من تفاقم الأزمة، موضحة أن "معظم المؤن تأتي من طهران" التي تشهد هجرة جماعية وتعاني من شح في المواد، مما أوقف الحركة التجارية في مدينتها.