أمريكا تمنح الضوء الأخضر لعلاج وقائي واعد ضد فيروس "الإيدز"
حبوب خاصة بمرضى الإيدز في صيدلية بمدينة تورونتو الكندية في 10 آب/أغسطس 2006. © أ ف ب/أرشيف
أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لعلاج وقائي جديد لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، على ما أعلنت شركة "غلياد" المصنّعة للأدوية التي ابتكرته. فيما قد تُحدث هذه الموافقة ثورة في مكافحة مرض الإيدز، علما أنّ إمكانية الحصول على العلاج لا تزال مسألة قائمة خاصة بسبب تكلفته الباهضة.
وافقت السلطات الصحية الأمريكية على استخدام علاج وقائي جديد ضد فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
ويشكل هذا العلاج الذي يحمل اسم "يزتوغو" والمؤلف من حقنتين سنويتين، ثورة صغيرة في مجال الأدوية التي تمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية، والمعروفة باسم أدوية "الوقاية قبل التعرض". وينبغي أخذ جرعة يومية من هذه العلاجات التي يُعنى بها الأشخاص غير المصابين ولكن المعرّضين لخطر الإصابة.
ويُوفّر "يزتوغو" وقاية فعّالة أكثر وأقل ضررا، مع حقنتين سنويا فقط، ويمكن تاليا أن يُسهّل بشكل كبير علاج الأشخاص المُعرّضين للخطر، لا سيما في البلدان النامية. كما يساهم هذا العلاج الجديد أيضا في القضاء على الإيدز، بحسب الخبراء.
"يوم تاريخي"
وافاد الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية دانيال أوداي، في بيان قال فيه عن موافقة السلطات على الدواء "إنه يوم تاريخي في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية".
وبحسب المختبر، سيصبح العلاج الجديد مُتاحا حاليا في الولايات المتحدة "للبالغين والمراهقين الذين لا تتخطى أوزانهم 35 كيلوغراما ويحتاجون إلى أدوية الوقاية قبل التعرض أو يرغبون في الاستفادة منها".
ويشار إلى أن مختبرات توفر "غلياد" منذ العام 2022 علاجا مضادا للفيروسات القهقرية وهو "سنلينكا" الذي ابتُكر باستخدام الجزيء نفسه، ليناكابافير. ويُقدّم هذا العلاج للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وهدفه الحد من تكاثر الفيروس في الجسم.
وتُقدّم هذه العلاجات فعالية غير مسبوقة، وقد تُحدث نقلة نوعية في مكافحة الإيدز، وفق الخبراء.
الدواء الأقرب للقاح، ولكن...
وإلى ذلك، أظهرت التجربتان السريريتان اللتان أجرتهما الشركة للعلاج الوقائي، انخفاضا في خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بنسبة تزيد عن 99,9% لدى البالغين والمراهقين، مما يجعله الخيار الأقرب للقاح.
لكن الآمال التي أثارتها هذه النتائج الممتازة، قد تتبدّد بسبب التكاليف المرتفعة للعلاجات. إذ أوضحت الشركة أنّ سعر "يزتوغو" في الولايات المتحدة سيبلغ 28218 دولار سنويا، "وهو سعر يتماشى مع أدوية الوقاية قبل التعرض الموجودة حاليا في الأسواق". إلا أن ناطقا باسم "غلياد" قال الأربعاء "نعمل على جعل يزتوغو في متناول كل من يحتاجونه أو يرغبون في أخذه، ونتوقع تغطية تأمينية واسعة النطاق".
ويذكر أن سعر "سونلينكا"، وهو علاج آخر متوفر في الأسواق، يتجاوز 39 ألف دولار أميركي سنويا.
ويُكلّف "أبريتيود"، وهو أول علاج للوقاية قبل التعرض عن طريق الحقن ابتكرته شركة "فيف هيلثكير" وأجازت بيعه الولايات المتحدة العام 2021، عشرات الآلاف من الدولارات سنويا، ويؤخَذ عن طريق الحقن كل شهرين.
ووفق تقديرات حديثة لعدد من الباحثين نُشرت في مجلة "لانسيت"، يُمكن إنتاج "ليناكابافير" بسعر يتراوح بين 25 و46 دولارا فقط.
الأمم المتحدة: "خفض السعر وزيادة الإنتاج"
ومن جهتها، قالت ويني بيانيما، رئيسة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، في بيان الأربعاء "إذا بقي سعر هذا الدواء الذي يغيّر قواعد اللعبة مرتفعا، فلن يُغيّر شيئا"، وحضّت شركة "غلياد" على اتخاذ قرار صائب.
كما دعت إلى "خفض السعر، وزيادة الإنتاج، وضمان حصول العالم على فرصة للقضاء على الإيدز".
وكانت قد أعلنت "غلياد" العام الماضي عن اتفاقيات مع مُصنّعين لإنتاج وبيع أدوية مكافئة (جنريك) منخفضة التكلفة في أكثر من مئة دولة نامية، وتوفير جرعات إضافية كثيرة.
لكن هذه المبادرات قد تُقوّضها إجراءات إدارة دونالد ترامب التي خفضت التمويل العالمي الذي كان يُفترض أن يدعمها.