بنود الاتفاق المطروح بين القاعدة وحلف حضرموت (صحيفة)

استشهد جنديان وجرح ٨ آخرون في وقت متأخر من مساء السبت، جراء اشتباكات اندلعت عند نقطة تفتيش نصبها مسلحو حلف قبائل حضرموت بمنطقة العيون شرق مدينة المكلا محافظة حضرموت.

وذكر لـ"المنتصف" مسؤول محلي - طلب عدم ذكر اسمه - "أن قوة عسكرية تابعة للواء ٢٧ ميكا المتمركز بالريان منعها مسلحو الحلف من التحرك باتجاه الطريق المؤدي إلى وادي حضرموت مأرب صنعاء، مبررين ذلك بعدم السماح بخروجها من المحافظة محملة بالسلاح الثقيل، مشيراً إلى أن اشتباكات اندلعت إثر ذلك بين الجنود ومسلحي الحلف.

وقال، إن الاشتباكات أسفرت عن استشهاد جنديين وجرح ٨ آخرين وأسر 28 جندياً، ومقتل مسلح وإصابة آخر، كما سيطر الحلف على الأسلحة الثقيلة.

وأكد المسؤول، أن مسلحي الحلف احتجزوا جنديين على خلفية اتهامهما بالاشتراك في قتل أحد مسلحيهم خلال الاشتباكات، مضيفاً أنه تم الإفراج عن 28 جندياً في وقت لاحق وانهم استقلوا إحدى الحافلات حاملين أسلحتهم الشخصية باتجاه مأرب.

كما هاجم مسلحون قبليون معسكر اللواء 27 ميكا المتمركز بالريان، مستخدمين القذائف لقصف المعسكر، فيما رد الجنود على مصادر النيران.
وتحدثت معلومات حصلت عليها "المنتصف"، أن اشتباكات متقطعة تدور بين الجانبين من حين لآخر في محاولات متكررة لاقتحام معسكر اللواء 27 ميكا والاستيلاء عليه.

وكانت قيادة حلف قبائل حضرموت، دخلت في تفاوضات مع قيادة المعسكر، يومي الجمعة والسبت، من أجل تسليمه لهم، وجاءت خطوات حلف حضرموت، فيما عناصر القاعدة سيطروا على مدينة المكلا، والميناء والصهاريج النفطية، التي تغذي محافظات حضرموت والمهرة وشبوة.

ويتحجج الحلف بتسليمه معسكرات الجيش، من أجل طرد عناصر القاعدة المسيطرين على المكلا منذ الخميس 2 أبريل الجاري، بينما رفضت قيادات معسكر 27 ميكا، هذا الطلب مطالبين الحلف بالقتال جنباً إلى جنب ضد التنظيم الإرهابي، واستعادة المدينة وتأمينها.

وبحسب مصادر متطابقة، فإن مهاجمة المعسكر جاءت بعد رفض قيادته تسليمه لمسلحي قبائل حلف حضرموت.

ومنذ السبت، يتمركز مسلحو الحلف بالقرب من المعسكر وفي عدد من المناطق، فيما كان قد أعلن استعداده لدخول المكلا وطرد القاعدة.
وفي السياق ذاته، عقد تنظيم القاعدة الإرهابي، عصر السبت، لقاءً جمعه إلى ممثلين لحلف قبائل حضرموت.

وبحسب مصادر "المنتصف"، تمخض الاتفاق بين الطرفين عن ثلاث نقاط تم التوقيع عليها تمثلت بالآتي:

- عدم الاقتتال الداخلي بين حلف قبائل حضرموت وعناصر تنظيم القاعدة.
- تشكيل مجلس كفاءات من ذوي الكفاءة والنزاهة في إدارة المحافظة.
- التصدي لأي هجوم داخلي أو خارجي يمس أمن وسلامة حضرموت سيما من الحوثيين.

ورفض كبار "الجهاديين السابقين في أفغانستان" في اللقاء تسمية أنفسهم بـ"القاعدة" أو "أنصار الشريعة"، حيث أعلنوا أنهم لم يرفعوا راية القاعدة ولم يعلنوا عن إمارة ويعتبرون أنفسهم من أبناء حضرموت ولهم الحق في الدفاع عن محافظتهم من المد الحوثي.

ونوقش في اللقاء تشكيل لجنة من حلف قبائل حضرموت لاستلام معسكر 27 ميكا بالريان بعد إسقاطه بيد القاعدة، إلاَّ أن القاعدة رفضت دخول طلائع حلف القبائل بعتادهم إلى المكلا، وأنهم مستمرون في مكوثهم حتى يتم القضاء على الحوثيين، وأن وجهتهم القادمة وادي حضرموت لتطهيره والسيطرة عليه.

وفي سياق ذات صلة، عقد الإرهابي خالد باطرفي، القيادي في تنظيم القاعدة لقاءً مع عدد من الشخصيات الاجتماعية بالمكلا في مسجد القصر الرئاسي بالمدينة.

وأفاد مصدر حضر اللقاء بأن باطرفي طرح عدة نقاط على مشايخ المكلا، تمثلت بالتالي:

- إلغاء أي تسمية تميز بين أبناء حضرموت كتسميات (القاعدة - الحلف - أنصار الشريعة) كونهم جميعاً من أبناء حضرموت.

- تسليم معسكر الريان بكل معداته وتشكل لجنة مشتركة بين أبناء حضرموت من ثمانية أنفار تقسيم (بالتساوي بين الحلف والقاعدة).
- يمنع منعاً باتاً النهب لأي معدات أو سلاح، وتقوم اللجنة مكلفة بتوزيع السلاح على المواطنين بشكل متساوٍ للدفاع عن أنفسهم في حال حصول أي طارئ.
- في حالة التسليم السلمي لمعسكر الريان، يتم السماح بمغادرة كل الجنود غير المنتمين لحضرموت.. من الشمال خصوصاً.. لعدم ولائهم.. خصوصاً بعد ما حصل في كل من محافظتي عدن ولحج وقاعدة العند.
- تشكيل لجنة لإدارة المحافظة من الموثوقين والمخلصين التي تقترحهم اللجنة؛ لتسيير وتسهيل أوضاع المحافظة.
- سيتم الرد من القيادة خلال مدة زمنية معينة.

الجدير بالذكر أن القاعدة لا يزال فارضاً سيطرته على مدينة المكلا منذ الخميس الماضي، وطالت أعمال نهب واسعة، البنوك والمصارف، والمباني العامة والخاصة، وتمكن المئات من المعتقلين في السجن المركزي بالمكلا من الفرار، إثر اقتحامه من القاعدة. ومن أبرز الفارين، القيادي في التنظيم "خالد باطرفي" وهو أحد الذين هاجموا قيادة المنطقة العسكرية الثانية قبل عام ومتهم بارتكاب العديد من الجرائم الجنائية وقتل الجنود، وتم ضبطه بمحافظة تعز وأرسل إلى حضرموت لتتم محاكمته وإعدامه.