القصة الكبيرة وراء "يا بقرة صبي لبن" في الموروث اليمني، وأن النشيد الوطني شيء آخر.. فرصة "العربية" أن تعرف أكثر (فيديو)

"يا بقرة صبي لبن.. صبي لبن.. الخ"، مطلع نشيد شهير جدا، ومن غرر الموروث الشفاهي والشعبي في اليمن،
ارتبط خصوصا بالأطفال، وما من يمني إلا ويحفظه أو على الأقل يعرفه عن تجربة وخبرة شخصية، بما أن الطفولة مرت بالجميع أومر بها، وهي على كل حال وفي سياق آخر غير هذا المجال قصة عميقة صيغت بروحانية ذاكر صالح يحث على ويعلم التعلق بالأذكار واللجوء إلى الله.

لكنه - النشيد- وفي (قناة العربية - أن تعرف أكثر) تحول إلى "النشيد الوطني للجمهورية اليمنية" (..) دفعة واحدة.
هذا ما لا يود يمني على الإطلاق، أن (يعرفه أقل) حتى.

الارتجال والتهويم واستسهال المباشرة المهنية والإعلامية للمواد والتسجيلات ، على نحو ما تتقحمه العربية في غير نشرة وبرنامج وفقرة كما "أنا أرى"، يحيل مهمة وعمل الإعلام إلى "تهريج" بإمكانات كبيرة وألوان صاخبة، كما يذهب ناشطون ومعلقون يمنيون، في مواقع التواصل الاجتماعي،

وبينما اعتبرها البعض وهم يتداولون المقطع المسجل، "آخر نكتة". اعتبرها آخرون "آخر نكسة" بالنظر إلى كبرياء وملحمية النشيد الوطني اليمني؛ بمفرداته الفذة وروحانية وروح الوطني اليمني الموسوعي عبدالله عبدالوهاب نعمان، وألحان قدها من روحه وصميم يمنيته العملاق أيوب طارش عبسي:
"رددي أيتها الدنيا نشيدي
ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكري في فرحتي كل شهيد
وأمنحيه حللاً من ضوء عيدي
رددي أيتها الدنيا نشيدي
رددي أيتها الدنيا نشيدي
وحدتي..وحدتي..يانشيداً رائعاً يملاُ نفسي
أنت عهد عالق في كل ذمة
رايتي.. رايتي..يانسيجاً حكته من كل شمس
أخلدي خافقة في كل قمة
أمتي.. أمتي.. امنحيني البأس يامصدر بأسي
وأذخريني لك يا أكرم أمة
عشت إيماني وحبي أمميا
ومسيري فوق دربي عربيا
وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا"

لكن العربية وهي تبحث عن أية مناسبة لتقويل الطبيعة والعالم أن ثمة يمني في بقعة ما من العالم، فضلا عن الرياض، يؤيد الحرب السعودية على بلاده، فقادتها الخفة هذه إلى حديث فكاهي مؤسف عن صوت بوق سيارة يحاكي "يا بقرة صبي لبن" خاصة الأطفال، باعتباره عزفا يمنيا في المملكة لنشيد اليمن الوطني "تأييدا" لحرب العدوان والوصاية التي تقودها الرياض ضد يمن "لن ترى الدنيا على أرضي وصيا".

ومهما يكن، ولو أرادت العربية أن تعرف أكثر فنحن نمنحها فرصة كاملة؛
لابأس من إيراد وإثبات كلمات النشيد الموروث والقصة العميقة التي بذرت في حقل كلماته وروحانيته التعليمية الإرشادية قرينة الحكمة والمعرفة إلى التعليم من طريق اللعب والترفيه. إذ أن غاية القصة،كما تخلص إليها الأبيات "هللوا يا اصحابنا" والتهليل هو ذكر لا إله إلا الله، وهنا ذروة الحكمة من وراء نشيد سهل ومحبب تتعشقه أنفس وعقول الصغار فتحفظ أن الذكر والتهليل والارتباط الإيماني بالله مرجعية نهائية ومعتمد مطلق.
وسمعنا من أهل علم وصلاح ومعرفة، ما سلف، وأن الكلمات منسوبة إلى أحد كبار أولياء الله في اليمن.

تقول القصة، النشيد، الأغنية:
"يا بقره صبي لبن .. عبدالله سافر عدن
بنت أخته جابت ولد .. سمته عبدالصمد
عبد الصمد يشتي حليب .. والحليب من البقر
والبقر تشتي حشيش .. والحشيش من الجبل
والجبل يشتي مطر .. والمطر من ربنا
وربنا يشتي صلاه .. والصلاه من عندنا
هللوا يا اصحابنا"