اليمن: عين على مسقط وأخرى على جبهات القتال (تقرير)

ينتظر الشارع اليمني نتاج اللقاءات المرتقبة في العاصمة العمانية مسقط، وبدء جدول أعمال اللقاءات مع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، خاصة بعد وصول وفدي المؤتمر الشعبي العام، وأنصار الله "الحوثيين".

وتعتبر هذه المرحلة من المحادثات مختلفة عن سابقاتها، حيث يأمل الجميع من لقاءات "مسقط" أن توجد حلاً جدياً ينهي 5 أشهر من العدوان، وتوقف سير المعارك والاقتتال الداخلي، واتخاذها بعداً جديداً مع دخول قوات برية إلى الأراضي اليمنية.

وقالت مصادر يمنية لوكالة "خبر"، إن وفد أنصار الله الذي غادر صنعاء، فجر السبت 8 أغسطس آب 2015، متوجهاً إلى مسقط، يتكون من "رئيس المكتب السياسي للجماعة، صالح الصماد، والمتحدث الرسمي محمد عبدالسلام، وأعضاء المكتب السياسي مهدي المشاط، وعبدالملك العجري".

وأضافت، أن دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين سيحضرون اللقاء بين وفدي المؤتمر وأنصار الله، بالمبعوث الأممي الذي أعلن في وقت سابق، استعداد جميع الأطراف قبول اتفاق سياسي ينهي الحرب، بناءً على المبادرة المؤلفة من 7 نقاط التي يحملها.

وبحسب المصادر، فإنه من المقرر أن تناقش لقاءات مسقط التي ستتخللها سرية تامة، مبادرة إنهاء الأزمة في اليمن، والتي تتضمن عدداً من البنود أهمها انسحاب ميليشات أنصار الله من مدينة تعز وضواحيها، وإحلال قوات من الجيش المحايد والشرطة العسكرية والنجدة والأمن العام بدلاً عنها.

وتأتي عملية استئناف الحوار بشأن اليمن، بعد أن كانت، مصادر سياسية عربية ويمنية في العاصمة المصرية القاهرة، أفادت لـ"خبر" للأنباء، في يوليو/ تموز المنصرم، قد أفصحت عن مبادرة مصرية متبلورة، من 11 بنداً تتبنى وقف إطلاق النار، وهدنة دائمة، ووقف العمليات الحربية للتحالف السعودي،
واستئناف الحوار اليمني والعملية السياسية، وانسحاب أطراف الصراع من المدن وإحلال قوات جيش لم تشارك في الصراع محلها.

بالإضافة إلى فترة انتقالية من مدة أقصاها سنة يتولى خلالها مجلس رئاسي من 7 أعضاء إدارة البلاد يرأسه شخصية جنوبية (3 من المحافظات الجنوبية، و2 من الوسطى، و2 من الشمالية) وإعادة تشكيل الهيئة المكلفة بالإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار، وإعادة النظر في المواد الخلافية في مشروع مسودة الدستور والاستفتاء عليه خلال 6 أشهر، وإعادة تشكيل وهيكلة الجيش والأمن وقيادتهما وفقًا لأسس ومعايير وطنية وعلمية وعادلة.
كما تقترح المبادرة مصر وعمان والجزائر رعاة وضامنين لها.

ميدانياً.. واصلت طائرات العدوان السعودي غارات على مختلف مناطق صعدة، والجوف وإب مخلفة عدداً من الضحايا بين المدنيين، فيما سيطر موالون لهادي ومسلحون من الحراك على معسكر "السطرين" التابع للجيش في منطقة مريس بالضالع.

وجاءت السيطرة على المعسكر، السبت، بعد معارك دارت بين الجيش وأنصار الله، والمهاجمين، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تعرض المعسكر لأعمال نهب واسعة من قبل الأهالي بعد انسحاب الوحدات ولجان الحوثيين.

وفي حالة ليست الأولى من نوعها، قصفت طائرات سعودية تعزيزات تابعة لحلفائها من الموالين لهادي والحراك كانت في طريقها من عدن إلى "أبين"، حيث احتدمت المعارك هناك، تزامناً مع تصعيد غير مسبوق للقصف الجوي والبحري، واندلاع اشتباكات في منطقة "دوفس".

وقالت المعلومات، إن معسكر اللواء 15 في زنجبار يتعرض لقصف عنيف من قبل الطيران والبوارج الحربية للعدوان.

وأفاد لـ"خبر"، مصدر ميداني مقرب من أنصار الله بأن "الوحدات العسكرية واللجان الشعبية رصدوا تجمعاً كبيراً لمقاتلي القاعدة ولجان هادي في الطريق الذي يربط "عدن – أبين"، وتم استهدافها ما أدّى إلى سقوط العشرات.

وأضاف، أن الألغام التي زرعت، انفجرت خلال الزحف مستهدفة 4 عربات عسكرية وبداخلها جنود وضباط تابعون للقوات الغازية بالقرب من محطة الغاز التابعة لابن مهدي على طريق العلم، ونتج عنها مقتل 5 من الذين كانوا على متنها"، بالإضافة إلى إصابة قيادي في تنظيم القاعدة يدعى غسان السعدي.

رئيس الصليب الأحمر يقيم الوضع الإنساني

في الأثناء وصل، السبت، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماور إلى صنعاء، لتقييم الوضع الانساني المتدهور، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع "مسؤولين كبار" وفق بيان للمنظمة.

وقالت اللجنة في بيانها: ان زيارة ماور ستتمحور حول "الوضع الانساني الصعب" في اليمن.

وأوضح ماور في بيان قبيل زيارته التي تستمر لـ3 أيام، أن "الكلفة الانسانية لهذا النزاع لم توفر اي اسرة في اليمن حاليا". واضاف "ما يقلقنا بشكل خاص هو الهجمات على المنشآت الطبية وموظفيها. اضافة الى ذلك يجب تسهيل عمليات تسليم الغذاء والماء والدواء وليس عرقلتها".

وتقول الامم المتحدة ان نحو 4 الاف شخص نصفهم من المدنيين قتلوا، و80% من السكان بحاجة لمساعدة وحماية. ويقول الصليب الاحمر ان 1,3 مليون يمني اجبروا على النزوح بسبب النزاع.