الرئيس هادي يؤكد استمرار الصعوبات ويُهاجم الجنوبيين المشاركين بالحوار الوطني

قال رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي: "إن مؤتمر الحوار الوطني خرج قليلاً عن خطته الزمنية نتيجة لبعض الصعوبات التي كانت قائمة وستستمر، ولكن الفشل ليس خيارنا". ووفقاً لعدد من المحللين السياسيين، تتمثل الصعوبات بحل القضية الجنوبية والتوافق حول شكل الدولة ونظام الحكم. وأضاف الرئيس هادي ــ في افتتاح أعمال الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، الثلاثاء، بحضور مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر ورئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اليمن السفير سعد العريفي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ــ أضاف: "إن التراجع للوراء يُعد بمثابة كارثة لن تسامحنا عليها الأجيال القادمة؛ كونه يعتبر تفريطاً بحقها في العيش في دولة العدالة والمساواة ووطن آمن ومستقر وموحَّد". ولفت إلى أن أياماً قليلة تفصل عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة وأن ما تبقَّى من نقاط لم تُحسم لن تكون صعبة على الحل وأن ما تحقق للقضية الجنوبية لم يحققه اتفاق الوحدة عام 90م ولا وثيقة العهد والاتفاق في 94م، وهو ما أعدَّه السياسيون تعارضاً مع مطالب الجنوبيين والحراك الجنوبي الساعي إلى تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية. وفي إطار حديثه عن القضية الجنوبية، ذكر رئيس الجمهورية أن المزايدين والمتاجرين بعدالة قضية الجنوب سيجدون أنفسهم خارج التاريخ وعُرضة لحساب الشعب اليمني بسبب خروجهم عن لحظة الاجتماع، في إشارة منه لأعضاء فريق القضية الجنوبية ومكون الحراك الجنوبي.. مشيراً إلى أن قرارات مجلس الأمن شدَّدت على مبدأ الوحدة اليمنية. واختتم كلمته بالقول: "نلتقي مجدداً في موعد حاسم، موعد آمن به الكثيرون، وعملوا من أجل الوصول إليه، وشكَّك فيه البعض، ووقفوا على مسافة منه متفرجين مترقبين، وصد عنه قلة، وعملوا ـ للأسف ـ على إلغائه من رُزنامة اليمنيين، لكن هيهات، وهو ما اعتبره المحللون تحدياً صريحاً للأطراف السياسية". من جانبه أوضح أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل توافق اليوم على 1600 مخرج تنقسم إلى عشرات الموجّهات الدستورية ومئات الموجّهات القانونية والتوصيات، وسيكون التحدي القادم إخراجها إلى الواقع ووضعها حيز التنفيذ. واستعرض التسهيلات التي بذلتها الأمانة العامة والمهام التي وفَّرتها، وكذا الدعم المادي والمعنوي لأعضاء الحوار، ووضعت رهن إشارة فرق العمل أكثر من ثلاثمائة ورقة عمل، ونحو ثلاثمائة خبير يمني وأربعين خبيراً دولياً، بالإضافة إلى تمكين أكثر من ثلاثمائة من ممثلي المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية من دخول قاعات الحوار كمراقبين".