الرئيس صالح يلتقي ضباطاً انضموا إلى "الساحات" في 2011 (فيديو وصور)

التقى الأخ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام، بعدد من الأخوة الضباط الذين انضموا إلى الساحات عام 2011م..

وفي اللقاء قدّم الأخوة الضباط باسمهم ونيابة عن جميع زملائهم، الشكر والتقدير والعرفان للأخ الزعيم علي عبدالله صالح، واعتذارهم على الانضمام إلى الساحات في ذلك الوقت، حيث أكدوا أن انضمامهم وزملائهم إلى الساحات، حينها، كان يحمل أهدافاً وطنية، ولم يكونوا يعرفون بأن المؤامرة على الوطن كانت تحاك من قِبل بعض القوى التي كانت تقود ما يسمّى بالثورة لاستهداف الوطن ومقدراته، والتي كانت نتائجها عكس ما كان يأمل الشباب وكل من انضوى في تلك الاعتصامات والتي تسببت في الوصول إلى الوضع المأساوي والكارثي الذي تعيشه بلادنا وشعبنا في الوقت الراهن، وما تتعرّض له من عدوان وخراب وتدمير وقتل للأبرياء نتيجة تهوّر تلك القوى السياسية التي كانت تقف وراء تلك الاعتصامات والاحتجاجات غير المبررة، والتي لم يكن لها أي سند موضوعي، الأمر الذي جعل بعض الانتهازيين وطالبي الشهرة والمال يركبون الموجة لتحقيق مآربهم وأهدافهم الخبيثة الرامية إلى تحقيق المزيد من المكاسب والجاه والثروة، غير مكتفين بما حققوه من ثروات طائلة على حساب الشعب والوطن وما نهبوا من ممتلكات عامة وخاصة، وما ارتكبوا من مظالم في حق الأبرياء من أبناء الشعب، وأرادوا بانشقاقاتهم وممارساتهم الخارجة عن الدستور والنظام والقانون والثوابت الوطنية الاستيلاء على كل مقدرات الشعب، وإشاعة الفوضى والعنف وأعمال التخريب والتقطعات في الطرق العامة، وإقلاق الأمن والاستقرار، وتخريب وتعطيل مشاريع الخدمات العامة والضرورية للمواطنين، وتسببوا في زيادة معاناة الناس وباعوا ضمائرهم وأنفسهم للخارج مقابل حفنة من المال المدنّس، سائرين في المخطط التآمري على الوطن والشعب والنظام الوطني الديمقراطي.

وقد رحّب بهم الأخ الزعيم علي عبدالله صالح، شاكراً لهم موقفهم هذا وشجاعتهم، ومشاعرهم الوطنية الفياضة.. متمنياً لهم التوفيق والنجاح، مؤكداً لهم ولكل أبناء شعبنا بأن الحقد والانتقام لم ولن يكون من سمات الوطنيين الأحرار والذين اقتحموا الصعاب وتحملوا المشاق والعناء من أجل النهوض بالوطن وتقدمه وازدهاره، ومن أجل أن ينعم المواطن بالأمن والاستقرار والطمأنينة على نفسه وعرضه وماله وأرضه، والتمتع بالحرية الكاملة والاستفادة من خيرات وطنه، وأنه مهما أخطأ الإنسان.. سواءً في حق نفسه أو في حق وطنه أو في حق الآخرين، فإنه في النهاية لابد أن يصحح أخطاءه، وليس عيباً الرجوع عن الخطأ، بل العيب الاستمرار فيه.

وقد تحدث في اللقاء الأخ العميد جميل المعمري نيابة عن الحاضرين وعن كل من غُرّر بهم وانخرطوا ضمن تلك الاعتصامات والتحقوا بالساحات.. مؤكداً أنهم اليوم وبعد سنوات الفوضى والخراب والعدوان يقفون أمام الأخ الزعيم وبكل شجاعة وشرف.. يقدمون اعتذارهم وأسفهم على ما بدر منهم في ذلك اليوم الذي خرجوا فيه عن المؤسسة العسكرية والأمنية وأعلنوا تضامنهم مع جزء من الشعب، ظناً منهم أن ما حدث كان تعبيراً عن إرادة شعب، ولكن اتضح لهم أن ما حدث كان مؤامرة على إرادة هذا الشعب وعلى أمنه واستقراره وسيادته.

مضيفاً: وبذات الشجاعة التي خرجنا فيها نقف اليوم أمامكم وبشجاعة كاملة لنقدم لشخصكم صادق اعتذارنا عما بدر منا.. ومن خلالكم لكل شعبنا ولكل زملائنا ورفاق سلاحنا في المؤسستين العسكرية والأمنية، وليشهد بذلك كل أبناء شعبنا والرأي العام المتابع لمسارنا وتداعيات أحداثنا.

وخاطب الزعيم القائد قائلاً:
لقد أثبتم أنكم أصدق القادة والزعماء في حرصكم على تسليم السلطة طواعية حقناً للدماء ودرءاً للفتنة التي لم نكن نعلم أن هناك من يخطط ويدبّر لإشعالها وإدخال الوطن في فتنة واقتتال لا يخدم إلّا أعداء الأمة والوطن.

موضحاً.. أن اعتذارنا اليوم لشخصكم كرئيس سابق للجمهورية اليمنية، وقائد عسكري كان له شرف الإسهام الخلّاق في بناء مؤسساتنا العسكرية والأمنية، هاتين المؤسستين اللتين تقفان اليوم مع اللجان الشعبية في خندق الدفاع عن شرف الوطن وسيادته وكرامة مواطنيه.. هاتين المؤسستين اللتين تحمّلتا، على مدار العام والنصف، عدواناً بربرياً غاشماً يمتلك قدرات تفوق ما لدينا من قدرات وإمكانات في العتاد والعدّة كماً وكيفاً، ناهيك عن تحالف دولي أطبق بعدوانه وحصاره على شعبنا..

ومع ذلك تقف مؤسساتنا العسكرية والأمنية واللجان الشعبية وبقدراتها المتاحة لتواجه هذا العدوان داخل الأراضي التي يسيطر عليها بعد أن تمكنت قواتنا من اختراق تحصيناته الدفاعية.

هذا بحد ذاته يعكس ويجسّد عظمة وقدرة قواتنا التي لنا شرف الانتماء إليها والتي علّمتنا وتعلمنا منها الشجاعة والقيم والأخلاقيات التي دفعتنا لنقف أمامكم وبكل شجاعة لتقديم اعتذارنا بعد أن أدركنا فداحة المؤامرة التي تم استغلالنا واستغلال مطالب شعبنا وشبابنا من أجل أهداف قوى الفساد والإفساد التي اتخذت من معاناة الشعب ذريعة لتحقيق المزيد من المكاسب الرخيصة.

ناهيكم عن ارتباط هذه القوى بمحاور إقليمية ودولية نسجت مؤامراتها بحق شعبنا وكل شعوب المنطقة وذلك تجسيداً لمخططاتها التآمرية؛ من أجل تمزيق النسيج الاجتماعي العربي خدمة للكيان الصهيوني الجاثم على صدور شعبنا في فلسطين ولبنان وسوريا.

وأضاف العميد المعمري قائلاً:
إن وقوفنا اليوم أمامكم هو أيضاً تقديراً وعرفاناً لدوركم البارز والذي لا ينكره إلّا جاحد في بناء اليمن الجديد تنموياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.. وموقفنا هذا هو بعض مما تعلمناه على يديكم في مؤسساتنا العسكرية والأمنية التي كان لكم شرف قيادتها على مدى عقود زمنية.

ومؤسسة عسكرية يتحلى منتسبوها بهذه القيم، كفيلة بأن تصنع الانتصارات مهما كانت إمكانات وقدرات العدو وحلفائه.

نحييكم أيها القائد العظيم، على كل مواقفكم الوطنية الشجاعة، والتي برهنت للجميع، في كل بقاع العالم، أنكم القائد الشجاع الذي يتمترس خلفه كل الشرفاء والأحرار في مواجهة قوى الغطرسة والعدوان..

وهاهم أبناؤك وتلاميذك اليوم يلقنون العدو دروساً في البطولة والفداء ويمرغون أنفه في التراب.. فلترفع رأسك شامخاً أيها الأب والقائد والمعلّم، فأنت رمز للعزّة والكرامة، وفخر لكل أحرار العالم.

هذا وقد حضر اللقاء الاستاذ عبدالقوي الشميري رئيس دائرة التخطيط والدراسات السياسية عضو الأمانة العامة بالمؤتمر الشعبي العام .