لقاءات بين الحوثيين والإخوان في إسطنبول برعاية قطرية تركية

كشفت مصادر خاصة عن عقد وفد حوثي برئاسة الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام سلسلة لقاءات مع قيادات بارزة في جماعة الإخوان – فرع اليمن، وقيادات من الفصيل الموالي لإيران في الحراك الجنوبي خلال الآونة الأخيرة، بهدف عرقلة التقدم الذي تحققه المقاومة الشعبية مسنودة بغطاء التحالف العربي.

ووفقا للمصادر، فقد التقى الوفد الحوثي في مدينة إسطنبول التركية التي توقف فيها بعد عودته من العاصمة الألمانية برلين، بقيادي بارز وشيخ قبلي من حزب الإصلاح وبرلماني إخواني من المحسوبين على الجناح المدعوم من قطر.

ويهدف اللقاء الذي تم برعاية وتنسيق من الدوحة إلى بناء تحالف جديد لمواجهة الشرعية والتحالف العربي، ويضم الحوثيين وجماعة الإخوان والتيار الموالي لإيران في الحراك الجنوبي برئاسة فادي باعوم الذي لايزال، وفقا للمصادر، في العاصمة الألمانية عقب لقاء جمعه بالوفد الحوثي.

ويشير متابعون للشأن اليمني إلى أن التدخل القطري يهدف إلى الرد على نجاح الرباعي العربي المقاطع للدوحة، أي محاولة تخريب المشهد اليمني ومنع استقراره لفائدة الشرعية اليمنية المدعومة عربيا، ردا على نجاح المقاطعة ووضع قطر في الزاوية والاتجاه لنسيان أزمتها.

وقالت مصادر لـ”العرب” إن التحركات الأخيرة للوفد الحوثي والتي دشنها بزيارة لطهران الشهر الماضي، مرورا بالدوحة حيث أحيطت زيارته لها بسرية شديدة، جاءت عقب رفض موسكو الوفد ليتجه إثر ذلك في زيارة شملت ألمانيا وتركيا.

وأضافت المصادر أن التحركات الحوثية المدعومة قطريا تهدف إلى تخفيف حالة العزلة الدولية المفروضة على الحوثيين منذ إقدامهم على اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا مطلع ديسمبر 2017، مشيرة إلى أن النظام القطري يقوم بالتواصل مع عدد من القيادات اليمنية المتواجدة في الرياض والقاهرة والمحسوبة على الشرعية لاستقطابها لهذا التحالف.

وأشارت إلى أن حملة الشائعات الإعلامية المنظمة التي أطلقتها وسائل إعلام قطرية وأخرى تابعة للإخوان وتركزت حول وجود ناطق الجماعة الحوثية في العاصمة السعودية الرياض وعقد الحكومة السعودية لمفاوضات سرية مع الحوثيين في مسقط، تهدف إلى التغطية على التحركات المشبوهة التي ترعاها قطر وتركيا وإيران للتقريب بين الحوثيين والإخوان وجناح الوجه الجنوبي فادي باعوم.

ودخلت تركيا على خط الأزمة اليمنية وبشكل واضح من خلال استقبالها للوفد الحوثي وتشجيع بعض قيادات الإخوان المتواجدة على أراضيها للالتقاء مع الحوثيين، وحثهم على البحث عن قواسم مشتركة على قاعدة العداء لدول التحالف العربي.

وقامت الدوحة بدور كبير خلال الفترة الأخيرة لإحياء نسخة ميتة من الحراك الجنوبي لا تحظى بأي شعبية في الشارع اليمني، إضافة إلى دورها البارز في محاولة تطبيع الأوضاع بين قيادات حزب المؤتمر في صنعاء والحوثيين عقب مقتل صالح.

وعملت الدوحة من أجل تحقيق ذلك على استثمار علاقاتها القديمة في اليمن وضخ الأموال من خلال ضابط ارتباط قطري يتواجد في صنعاء بشكل دائم.

وبالتزامن مع التحركات التي تهدف إلى تحشيد القوى اليمنية في الداخل ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية، شرعت قطر عبر الجناح المقرب لها داخل جماعة الإخوان اليمنية في بث الشائعات الإعلامية داخل صفوف الشرعية ومحاولة خلق حالة تباين وهمية بين أطرف التحالف العربي، ودفع عدد من المحسوبين عليها أو من تمكنت من إغرائهم بالمال لإطلاق تصريحات معادية للتحالف العربي من داخل الحكومة الشرعية نفسها.

ويرى العديد من المراقبين أن التحالف العربي وقيادة الشرعية اليمنية باتا على قناعة تامة بمخاطر حالة الاختراق القطري –الإخواني التي أصبحت تقف حائلا أمام استكمال تحرير المناطق التي لا تزال في قبضة الميليشيات الحوثية.

كما أن حالة الازدواج التي يعبر عنها بعض الموالين للشرعية قد تتسبب في خسارة الكثير من المكاسب التي تحققت على الأرض، وهو الأمر الذي أفضى – بحسب مصادر مطلعة – إلى التوافق بين الشرعية والتحالف على عدد من القرارات المهمة التي من المحتمل أن يتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة.

واعتبرت مصادر سياسية خليجية أن التحرك القطري التركي لجمع الحوثيين بالإخوان، يستهدف أي مفاوضات لها معنى ما بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين تحت إطار الأمم المتحدة، بعد رواج معلومات عن محادثات بين السعودية والحوثيين برعاية سلطنة عمان.