مونديال روسيا: هل تسبب النجم الفرنسي الجديد كليان مبابي بإحالة ميسي ورونالدو إلى "التقاعد"؟

إنه لأمر عجيب أن يتزامن بروز نجم جديد في سماء كرة القدم مع أفول نجمين عالميين بسطا سيطرتهما المطلقة على اللعبة منذ عشر سنوات. فقد تفجرت السبت على الأراضي الروسية وأمام الملأ قدرات مهاجم فرنسي شاب اسمه كيليان مبابي (19 عاما)، ما تسبب في إحالة الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي (31 عاما) والعبقرية البرتغالي كريستيانو رونالدو (33 عاما) إلى الاعتزال دوليا.
 
خطف أضواء مونديال روسيا، واستلم شعلة النجومية، ولم يبق سوى التساؤل: هل تسبب المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي بإحالة أسطورتي كرة القدم العالمية ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو إلى "التقاعد"، بمعنى الاعتزال دوليا؟
 
ما حدث السبت في النسخة 21 من كأس العالم سيظل يوما بارزا في تاريخ كرة القدم الحافل بالإثارة والعجائب. فمن تذكر بروز البرازيلي بيليه في مونديال 1958 بالسويد ولم يكن قد أتم بعد عامه الـ17، وبروز الأرجنتيني مارادونا في مونديال 1982 بإسبانيا في سن 22، لا شك أنه سيذكر أيضا تفجر قدرات كيليان مبابي الخارقة للعادة في 30 حزيران/يونيو بمدينة كازان بروسيا.
 
من بيليه ومارادونا إلى مبابي مرورا بميسي ورونالدو
 
تألق مهاجم المنتخب الفرنسي، المولود في ضاحية بوندي بباريس في 20 كانون الأول/ديسمبر 1998 من والد كاميروني وأم جزائرية، خلال مباراة "الديوك" أمام الأرجنتين في ثمن النهائي وسجل هدفي التقدم (3-2) ثم الفوز النهائي (4-2) بعد أن حصل على ركلة جزاء حولها زميله وصديقه أنطوان غريزمان لهدف التقدم 1-صفر.
 
تألق فقاد فريقه إلى دور الثمانية حيث سيواجه الأوروغواي الجمعة المقبل، وفي الوقت ذاته اختفى من كان ينتظره الجميع: ليونيل ميسي. فاشتعلت شمعة مبابي لتنطفئ شمعة ميسي، فسطع نجم كليان ليأفل نجم ليونيل.
 
وكان العبقرية الأرجنتيني، والذي خسر نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا صفر-1، قد أعلن الاعتزال دوليا في أعقاب خسارة بلاده في نهائي بطولة كوبا أمريكا 2016 على يد تشيلي للمرة الثانية على التوالي. إلا أنه تراجع عن قراره بعد أسابيع، مبررا: "حبي لوطني وهذا القميص عظيم جدا".
 
هل يكتفي "البولغا" بكوبا أمريكا؟
 
لكن ميسي، الملقب بـ"البولغا" (البعوضة) والبالغ من العمر 31 عاما، قد يقترب لا محالة من وضع حد نهائي لمسيرته الدولية. فهل يرضى لاعب من نوعه أن ينتظر أربع سنوات لخوض منافسات كأس العالم من جديد، أي في قطر-2022، ويكتفي بالمشاركة في كوبا أمريكا؟ هذا غير معقول خصوصا عندما تسمى ليونيل ميسي، وبعد أن اشتركت في النجومية العالمية المطلقة (مع كريستيانو رونالدو) طوال عشر سنوات، وتقاسمت معه كل جوائز الكرة الذهبية منذ 2008!
 
ولم يودع ميسي مونديال روسيا وحده، بل اصطحب معه غريمه البرتغالي بعد خسارة زملاء رونالدو أمام الأوروغواي في ثمن النهائي 1-2. وبعد أن سجل أربعة أهداف خلال الجولتين الأولى (ثلاثة أمام إسبانيا وهدف أمام المغرب)، أهدر مهاجم ريال مدريد ركلة جزاء أمام إيران في المباراة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية.
 
وكان ميسي أيضا قد أضاع ركلة جزاء الأرجنتين أمام إيسلندا (1-1)، ما يؤكد تراجع نفوذ هذين اللاعبين في منتخبي بلديهما.
 
هل ينتظر "سي إر 7" حتى مونديال 2022؟
 
ورغم أنهم فازوا بكأس الأمم الأوروبية 2016، إلا أن البرتغاليين أخفقوا في عهد نجمهم الحالي في كأس العالم، ما قد يدفع بـ "سي إر 7" إلى الاعتزال.
 
وبالتالي، يبدو الطريق معبدا أمام المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي تصدر عناوين الصحف في سوق الانتقالية الصيفية 2017 عندما انتقل من موناكو لباريس سان جرمان مقابل 180 مليون يورو، أي ثاني أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم بعد زميله في الفريق، البرازيلي نيمار (220 مليون يورو).
 
وما من شك أن قيمته تضاعفت بعد مباراة السبت أمام الأرجنتين، نظرا لقوته البدنية والذهنية، فضلا عن سرعته الفائقة وخفيته الخرافية.
 
علاوة مزياني