هجوم انتحاري دام بالتزامن مع تصويت الباكستانيين في الانتخابات التشريعية

توجه الباكستانيون الأربعاء إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية. ورغم الإجراءات الأمنية شهدت مدينة كويتا (جنوب غرب) هجوما انتحاريا داميا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا قرب مركز اقتراع.
 
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها الأربعاء في باكستان لانتخابات تشريعية يبدو حزب بطل الكريكت العالمي السابق عمران خان مرشحا للفوز فيها، فيما تصاعدت المخاوف الأمنية إثر تفجير انتحاري أودى بحياة 30 شخصا على الأقل عقب حملة شهدت اتهامات للجيش بالتدخل فيها.
 
وجرح أكثر من 30 شخصا في التفجير الذي وقع في مدينة كويتا (جنوب غرب) وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية". وهو ثاني تفجير انتحاري ينفذه التنظيم المتطرف في ولاية بلوشستان هذا الشهر، وقد أدى الأول إلى مقتل 153 شخصا.
 
وقال المسؤول المحلي في كويتا هاشم غيلزاي إن المهاجم "كان يحاول دخول مركز الاقتراع، وعندما حاولت الشرطة منعه فجر نفسه".
 
ويحق لنحو 106 مليون ناخب الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي تهدف لتحقيق انتقال ديمقراطي نادر للسلطة في الدولة التي تملك السلاح النووي، والتي حكمها الجيش لنحو نصف تاريخها الممتد 70 عاما.
 
لكن الانتخابات وصفت "بالأكثر قذارة" بسبب اتهامات واسعة للقوات المسلحة بالتلاعب بصناديق الاقتراع، ويعتقد أن خان - الذي حقق الفوز لباكستان في بطولة العالم للكريكت عام 1992 - هو المستفيد فيها. وشهدت الحملة الانتخابية صعود أحزاب دينية متطرفة.
 
وانحصرت المنافسة بشكل كبير بين "حركة الإنصاف" التي يتزعمها خان، وحزب "رابطة باكستان الإسلامية-نواز" بزعامة رئيس الوزراء المعزول نواز شريف، والذي يقود حملته شهباز، شقيق نواز شريف. وأدلى خان بصوته في باني غالا، أحد أحياء العاصمة إسلام أباد. وقال لوسائل الإعلام "حان الوقت لهزم أحزاب أخذت البلاد رهينة لسنوات".
 
وقالت سيدة الأعمال مريم عارف التي كانت أول الناخبين الذين دخلوا مركز اقتراع في مدينة لاهور (شرق) إنها تعتزم التصويت لحزب الرابطة-نواز "لأنه يخدم باكستان". وبعد وقت قصير، وصل شهباز شريف الذي دعا الباكستانيين "للخروج من منازلهم... وتغيير مصير باكستان" قبل أن يدلي بصوته ويرفع بيده شارة النصر.
 
وتم نشر 800 ألف عنصر الشرطة والجيش في أكثر من 85 ألف مركز اقتراع في أنحاء البلاد، وسط مخاوف أمنية بعد سلسلة هجمات دامية في الأسابيع الأخيرة للحملة الانتخابية، أدت إلى مقتل أكثر من 180 شخصا بينهم ثلاثة مرشحين.
 
وفي وقت سابق الأربعاء، قتل شرطي وجرح ثلاثة آخرون في هجوم بقنبلة يدوية على مركز اقتراع في قرية كوشك في بلوشستان. وفي بلدة سوابي بشمال غرب البلاد، قتل موظف في "حركة الانصاف" في تبادل إطلاق نار مع حزب منافس، بحسب الشرطة.