عشرات الطائرات الأممية المحملة بمواد إغاثية وصلت مطار صنعاء.. والمواطن "شاهد ماشفش حاجة"

وصلت العشرات من الطائرات الأممية مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي، محملة بأطنان من المواد الغذائية والإغاثية خلال الشهرين الماضيين، بحسب مصادر في منظمات دولية.

وكثفت المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة في اليمن رحلات طيرانها إلى مطار صنعاء تحت مزاعم تقديم "مساعدات إغاثية عاجلة" لليمنيين بالتزامن مع تضييق الخناق على مليشيا الحوثي في معركة الحديدة والساحل الغربي.

وقال أحد نازحي الحديدة، الذي اتخذ من مركز الإيواء بمدرسة بغداد في مديرية الوحدة بصنعاء، والتي تكتظ بعدد من الأسر النازحة، لوكالة خبر، إن أسر النازحين لم تتلقَ أي مساعدات إنسانية من أي منظمات دولية، متسائلاً عن مصير "شحنات المساعدات الإغاثية" التي تقول المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة بأن طائرات تابعة لها نقلتها إلى مطار صنعاء الدولي، مؤخراً، بشكل شبه يومي، حيث لاتصل هذه المساعدات إلى المستحقين والنازحين، مشككاً في صحة الأنباء التي تتحدث أن الطائرات تحمل مساعدات إنسانية، مؤكداً "أنها لاتعدو عن كونها مساعدات "عسكرية" لإنقاذ مليشيا الحوثي من مأزق الحديدة وانهيارها هناك" - حد قوله.

وعلى صلة، ذكرت مصادر طبية مسؤولة لوكالة خبر، أن فرقاً تابعة لمنظمة اليونسيف قامت بالنزول قبل أسبوع ونصف تحديداً إلى قرى مديرية بني الحارث، وقامت بتوزيع أقفاص صغيرة تحتوي على "صابون وكلور" لبعض السكان لاتتجاوز نسبة 10 % من إجمالي أهالي كل قرية، معتبرة ما تم ليس إلا من باب المتاجرة بمعاناة الفقراء والمحتاجين وبهدف التقاط الصور والترويج بتقديم المساعدات الإنسانية.

وطبقاً للمصادر، فإن المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والإغاثية تتحصل على منح ومبالغ مالية كبيرة من قبل البنك الدولي من أجل تقديم المساعدات للأسر الفقيرة والنازحين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ولكن ما يقدم ليس إلا جزءاً بسيطاً منها، وما تبقى يظل في خضم المجهول.

الجدير بالإشارة، أن العديد من المواد الغذائية والإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية اكتظت بها الأسواق الشعبية والمحلات التجارية في العاصمة صنعاء، وتحمل عليها شعارات المنظمات الدولية الإنسانية وتباع للمواطنين.

واتهم أحد سكان العاصمة صنعاء، في اتصال هاتفي بمحرر وكالة خبر، مشرفي المليشيا الحوثية بنهب المساعدات الإنسانية المخصصة للنازحين والفقراء والمحتاجين والقيام ببيعها لتجار محليين أو في السوق السوداء.

وقامت مليشيا الحوثي بإنشاء منظمات "إنسانية" محلية تابعة لها في مناطق سيطرتها، وقامت بإدارجها في كشوف المنظمات المحلية المدعومة من قبل المنظمات الدولية الإغاثية التي ترفع إلى وزارة التخطيط والتعاون الدولي الخاضعة لسيطرتها، وهو الأمر الذي يمكنها من الاستيلاء على حصص ضخمة من المساعدات دون أن تقوم بتوزيعها على المستحقين.

كما تقوم مليشيا الحوثي باحتجاز الكثير من المساعدات الإنسانية والإغاثية التابعة لمنظمات محلية ودولية وفاعلي الخير في الخطوط الرابطة بين المدن الرئيسة والمحافظات وعلى مداخلها بعدة ذرائع وتنهب الكثير منها.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيارة تابعة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تشارك في نقل قتلى وجرحى مليشيات الحوثي الإرهابية بجبهة الساحل الغربي ملصق عليها صورة لأحد قتلى المليشيات.

واعتبر مراقب دولي في تصريح مقتضب لوكالة خبر، أن مشاركة سيارة تابعة لمنظمة الصحة العالمية في نقل قتلى وجرحى مليشيات الحوثي هو إسناد طبي أممي للمليشيات الحوثية ودليل جديد لدعم المنظمات التابعة للأمم المتحدة للمليشيا بعد تورطها في الدعم اللوجستي للحوثيين خلال الأربع السنوات الماضية.

ولفت إلى أن ذلك يندرج في إطار الدعم الأممي المتواصل للمليشيا عبر هذة المنظمات التابعة لها والتي تقوم بتغطية وتجاهل جرائم المليشيات الحوثية بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.