الخارجية الأمريكية: أخيراً أدرك السعوديون «ورطتهم» في اليمن وبدأوا يبحثون عن مخرج «سياسي»

نقلت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، عن دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أن الأوضاع الإنسانية المدمرة في اليمن التي مزقتها الحرب أصبحت قاتمة حتى إن المملكة العربية السعودية أصبحت أخيراً جادة حول إيجاد حل سياسي للأزمة.

وقالت آن باترسون، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء: إن "هناك بعض علامات مشجعة" من أن الرياض عازمة على إنهاء الصراع في اليمن، التي أدركت أخيراً أن اليمن باتت مشكلتهم.

وأشارت آن باترسون، أن معظم السعوديين يفهمون أنه لا يمكن للحرب أن تستمر لفترة أطول؛ لأنه ممن الممكن أن يتحول السكان اليمنيون ضدهم وسيكون السعوديون ملزمين بإعادة بناء البلاد التي دمرت".

الرياض تقول إن الحرب على اليمن "قد تنتهي قريباً"

وتأتي هذه التعليقات وسط أدلة جديدة مثيرة للقلق من تصاعد التكلفة البشرية للحرب. وتقدر الأمم المتحدة أن 5600 مدني على الأقل قتلوا منذ بدء الحرب في مارس آذار. ويواجه أكثر من 535،000 طفل يمني سوء التغذية والمجاعة المميتة، وفقاً لليونيسف.

وأكدت باترسون أن المحادثات الرامية إلى إنهاء شهور من القتال في اليمن ستبدأ في جنيف نهاية أكتوبر تحت رعاية الأمم المتحدة. مضيفة: "نحن نتحدث إلى السعوديين في كل وقت عن هذا"، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى السعودية يوم السبت.

ولا تزال المنظمات الإنسانية تدق ناقوس الخطر حول الأوضاع في البلاد، والتي تفاقمت نتيجة للحصار البحري السعودي من السلع والمواد ودخولها إلى اليمن. ويقدر برنامج الغذاء العالمي أن 13 مليون شخص لا يحصلون على غذاء كاف. وتقول الأمم المتحدة 1.3 مليون يعانون من سوء التغذية المعتدل. بينما عدد الضحايا المدنيين منذ آذار 2600 شخص بينهم 502 أطفال، وفقاً للأمم المتحدة.

وقالت صحيفة "فورين بوليسي": إن الوضع بات يسبب إحراجاً للولايات المتحدة، التي ساعدت الحملة السعودية بالدعم اللوجستي والاستخباراتي والدعم السياسي، في وقت دمرت غارات جوية هذا الأسبوع، مستشفى يدعمه أطباء بلا حدود في شمال اليمن، مما تركت ما يصل إلى 200،000 من اليمنيين دون خدمات الرعاية الصحية في المدينة المنكوبة صعدة. ويأتي هذا الحادث بعد بضعة أسابيع فقط من استهداف طائرات أمريكية مستشفى لمجموعة الإغاثة "منظمة بلا حدود" في أفغانستان.

واعترفت باترسون بالخراب الذي طال البلاد، لكنها قالت أن الوضع يتحسن إلى حد ما. مضيفة أن "احتمال وقوع كارثة إنسانية ومجاعة وشيكة يبدو حادة جداً"، وقالت: "تحث الولايات المتحدة السعوديين لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن - وهذا هو أولوية ملحة للغاية".