أسماء يمنية ملوثة بـ«الإرهاب» خارج قائمة الـ59.. لسان «القاعدة» وصندوقه المالي (2)

خلت قائمة الـ 59 إرهابياً، التي أعلنها البيان المشترك لكل من دول السعودية والإمارات ومصر والبحرين، من أسماء شخصيات يمنية على ارتباط وثيق بالجماعات المتطرفة والإرهابية.
 
وأصدرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قائمة بالشخصيات والكيانات القطرية أو التي تؤويها وتدعمها قطر وتشكل خطراً على الأمن والسلم في الدول الأربع والمنطقة بنشاطاتها الإرهابية، ومنها شخصيات مطلوبة دوليا أو من دول عدة والبعض مفروض عليه عقوبات لدعمه الإرهاب.
 
ولم تشمل القائمة أياً من الشخصيات اليمنية المرتبطة بالجماعات الإرهابية، باستثناء القيادي في جماعة السلفيين عبد الوهاب الحميقاني، والذي سبق وعُيّن مستشاراً رئاسياً بقرار من الفار عبدربه منصور هادي.
 
وتفاجأ الكثير من المحللين بخلو البيان الرباعي بشأن قائمة الشخصيات الإرهابية، من أسماء يمنية ثبت تورطها في تمويل ودعم الإرهاب، بل أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية بعضها على لائحة العقوبات لدعم وتمويل القاعدة بالمال والسلاح.
 
ومن ضمن الشخصيات المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي لم ترد ضمن القائمة، القيادي في الفرع اليمني لجماعة الإخوان، عبد المجيد الزنداني، المقيم حالياً في المملكة العربية السعودية.
 
ويصف خبراء مكافحة الإرهاب الزنداني بـ"لسان القاعدة في اليمن"، وسبق وأن طالب بعضهم الحكومة بما أسموه "حماية المواطنين من التأثر بخطاباته"، واستغلال قرار مجلس الأمن لمنعه من الحركة.
 
وفي خضم الحملة العسكرية للقوات الحكومية على معاقل القاعدة في محافظة أبين تزعّم الشيخ الزنداني جبهة الدفاع عن المتطرفين، عبر دعوة أطلقها للحكومة اليمنية بفتح حوار مع تنظيم القاعدة. معتبرا أن اليمن لن تستقر إلا بالحوار مع التنظيم.
 
وأصدر مجلس الأمن الدولي، في فبراير 2004 قراراً بموجبه أدرج اسم عبدالمجيد الزنداني، في القائمة الموحدة للشخصيات التي لها ارتباط بحركة طالبان وجماعات القاعدة.
 
وطالبت اليمن – حينها-الولايات المتحدة الأميركية عبر رسالة وجهت للسفارة الأمريكية بصنعاء، برفع اسم الزنداني من لائحة ممولي الإرهاب، وبعد يوم واحد رد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية على طلب الحكومة قائلا: "إنه لا يتم رفع الأسماء بطلب من أي حكومة" وان "الزنداني له سجل في دعم الإرهاب، وتم إدراج اسمه بناء على سجله وأعماله"، وأن "القائمة ليست وثيقة سياسية تصلح للنقاش".
 
ويشكل عقد التسعينيات مرحلة التخصيب للتطرف الديني في اليمن، وفرض الزنداني على تلك المرحلة صراعا وجدلا فكريا مع الحزب الاشتراكي، وسوق ثقافة التكفير، فتدافع المجاهدون العائدون من أفغانستان، وأصبحت لغة التطرف هي السائدة.
 
ويستخدم الزنداني، العنصر الرئيس في الجناح الأكثر أصولية في تنظيم الإخوان، والناصح بعودة "الأفغان العرب" خطاباً متطرفاً لتجنيد الأنصار في صفوف القاعدة، فيما التطرف والمجاهرة بدعم الإرهاب وتفقيس المجاهدين والانتحاريين؛ أكثر ملفات السوء التي تحيط به، وله دور مشهود في ذلك.
 
واعتمد كثير من منفذي العمليات الإرهابية، على فتاوى الزنداني وتصريحاته، وسبق وأن أظهرت تحقيقات مع متهمين بالإرهاب – تسلمتها المخابرات الأميركية-أن لهم علاقات "مباشرة وغير مباشرة بالزنداني".
 
 
حميد الأحمر
 
في السياق، أغفل البيان الرباعي بشأن قائمة الشخصيات الإرهابية، أيضاً، اسم القيادي الإخواني ورجل الأعمال حميد الأحمر، على الرغم من أن الثروة المالية التي كونها بطرق غير مشروعة تشكل الحبل السري الذي يغذي التنظيمات المتطرفة بالمال.
 
وقد وظف الأحمر، علاقته بالتنظيمات الإرهابية، في تحريك المتطرفين لتنفيذ سلسلة جرائم اغتيالات، طالت عديد قيادات عسكرية وأمنية وسياسية في العاصمة اليمنية صنعاء ووصلت إلى مدينة عدن.
 
وطبقاً لمعلومات موثقة فإن التحقيقات الأمنية مع منفذي جرائم الاغتيالات، بينت أن خيوط الجرائم تنتهي عند القيادي في إخوان اليمن حميد الأحمر.
 
ويعزز هذا، تصريحات حديثة أطلقها الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح، أكدت وقوف الأحمر، خلف العمليات الإرهابية التي هزت صنعاء، في خضم أزمة 2011 وما تلاها وصولاً إلى عام 2014م.
 
 
الحسن أبكر
 
وبجانب الزنداني والأحمر، أغفل البيان الرباعي بشأن قائمة الشخصيات الارهابية، أيضا، اسم القيادي الإخواني الحسن أبكر، رغم توجيه اتهامات دولية إليه بتمويل ودعم القاعدة في اليمن بالمال والسلاح.
 
وفرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، عقوبات على يمنيين اثنين ومنظمة خيرية، مشيرة إلى أنهم على صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
 
وأعلن مكتبُ مراقبة الأصول الأجنبية التابعة لوزارة الخزانة الأَمريكي، فرْضَ عقوبات على الشيخ القبلي الحسن أبكر من أبرز قيادات حزب الاصلاح في محافظة الجوف، ووضع اسمه في قائمة SDN والتي بموجبها يتم تجميد الأصول والأَمْوَال التي يمتلكها.
 
وعزت الوزارة الأَمريكية عقوباتها على القيادي الاخواني الحسن أبكر إلى ارتباطه بتنظيم القاعدة المصنّف في قائمة الإرْهَـاب الأَمريكية، ودعم التنظيم مالياً.
 
وبالرغم من العقوبات الأمريكية، إلا أن السعودية استمرت في تقديم الدعم المالي والعسكري للقيادي الإخواني الحسن أبكر، في حين تحتضن عبد المجيد الزنداني، الذي يعد الأب الروحي للمتطرفين ويحظى برعايتها الكاملة، وهو ما يفهم لدى المحليين عدم جدية من جانب السعودية في محاربة الإرهاب ومموليه الماليين والفكريين، وتقليم أظافر الجماعات المتطرفة.
 
 
اقرأ المزيد: