باحثون في استخبارات التهديد الالكتروني يكشفون لجوء مليشيا الحوثي لشركة كندية لمساعدتهم في الانترنت

كشف تقرير صادر عن شركة "ريكورد فيوتشر"، المتخصصة في استخبارات التهديدات الإلكتروني، الاربعاء 28 نوفمبر 2018، عن قيام مليشيا الحوثي الإرهابية باستخدام شبكة الانترنت في اليمن لغربلة المعلومات وتسخيرها لصالحهم الخاص لمراقبة مستخدمي شبكة المعلومات العنكبوتية وحجب كل ما هو ضدهم.

وقال التقرير الذي أعده باحثون من شركة "ريكورد فيوتشر"، المتخصصة في استخبارات التهديدات الإلكترونية، يستخدم المعارضون في الحرب الأهلية شبكة الانترنت لمنع الوصول إلى المعلومات وجمع المعلومات الاستخبارية، بل وحتى من خلال استخدام نظام العملة الرقمية المشفرة.

وأضاف التقرير، بينما تركزت الأنظار نحو الحرب في اليمن على الدمار المادي المدمر، ظهر صراع آخر في الخلفية: حرب من أجل السيطرة على الانترنت في البلاد.

وأشار إلى أن ذلك بدأ عندما اجتاح المتمردون الحوثيون العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014. ولم يستولوا فقط على مقر السلطة، ولكنهم استولوا على البنية التحتية الرئيسية للانترنت في البلاد، مما سمح لهم بغربلة المحتويات والمعلومات على الانترنت، ومراقبة ورصد حركة المرور على شبكة الانترنت، وحتى من خلال استخدام نظام العملة الرقمية المشفرة، وفقاً لتقرير جديد من شركة الأمن السيبراني "ريكوردر فيوتشر".

وقال: في يونيو من هذا العام، أدخلت الحكومة اليمنية مزود خدمة الانترنت الجديد في اليمن، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة وبمعدات صينية، وأطلق عليها اسم "عدن نت". ومع إطلاقها، افتتحت حكومة عبد ربه منصور هادي في اليمن جبهة صغيرة جديدة ضد الحوثيين.

ومن جهته قال جريج ليسنيويش، محلل استخبارات سيبراني في شركة "ريكوردر فيوتشر" وأحد مؤلفي التقرير "في خضم الحرب اليمنية، تتنافس الفصائل أيضا على التحكم في الوصول إلى الانترنت".

وبحسب التقرير فإنه في حين أن التحكم بالانترنت في منطقة نزاع كان يتطلب قدرات الجيش المتقدم، فقد أدى انتشار تكنولوجيا المراقبة والوعي المتنامي بالانترنت إلى جعل الجماعات المسلحة حتى في أكثر البلدان فقراً على دراية بالانترنت كسلاح يمكن تسخيره كأداة للحرب.

وأكد التقرير أنه بالنسبة للحوثيين، المدعومين من إيران، فقد وفر لهم التحكم بالانترنت اليد العليا في تشكيل تصورات الحرب. وقال آدم بارون، وهو زميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الذي يكتب تقارير كثيرة عن اليمن: "الحرب الإعلامية هي جبهة أخرى مكملة للحرب الفعلية".

وكشف التقرير أن مليشيا الحوثي لتتمكن من التحكم في الوصول إلى الانترنت في اليمن، لجأت إلى الشركة الكندية "نت سويبر Netsweeper"، التي تبيع التكنولوجيا لتصفية صفحات الويب وحظرها. ومنذ أن استولى الحوثيون على السلطة، قاموا بحجب المواقع التي تنتقدهم وفي بعض الأحيان قاموا بحجب كل من واتساب وفيس بوك وتويتر وتليجرام، من بين مواقع أخرى، بما في ذلك بعض التقارير التي ترصد تحركات قوات الحوثيين.

وأضاف: لا شك أن الرقابة على الانترنت ليست جديدة على اليمن ولا هي فريدة من نوعها بالنسبة للحوثيين. لكن في بعض الأحيان، يبالغ المتمردون الحوثيون في تطرفهم، في ديسمبر من عام 2017، أغلقت مليشيا الحوثي خدمة الانترنت في البلاد بالكامل لمدة 30 دقيقة، في ما قد يكون محاولة لمنع انتشار أشرطة الفيديو التي تظهر الفظائع التي ترتكبها قوات الحوثي.

وأوضح خبراء شركة "ريكورد فيوتشر" أن مليشيا الحوثي قامت في يوليو من هذا العام، بقطع كابل الالياف الضوئية في مدينة الحديدة، في مسعى لتحصين الدفاعات الحوثية وحجب تحركاتها في المدينة التي تشهد اشتباكات متواصلة، وتسببت بقطع خدمة الانترنت عن 80 بالمئة من مستخدمي الانترنت.

وأشاروا، في سياق تقريرهم، أن الحديدة تمثل إحدى النقاط الرئيسية في الحرب - سواء في الصراع المادي أو الرقمي. ويُعد ميناء الحديدة نفسه نقطة الدخول الرئيسية للإمدادات الإنسانية وهو أيضا المكان الذي يتواجد فيه اثنان من الكابلات البحرية الأربعة التي تربط اليمن بالإنترنت. بينما يخرج الكابلان الآخران من البحر في عدن، التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.

وأكدوا أنه في حال انتزعت القوات اليمنية المشتركة مدينة وميناء الحديدة من قبضة المتمردين الحوثيين، فإنها ستسيطر أيضاً على جميع كابلات الألياف الضوئية التي توفر الوصول إلى الانترنت للبلاد، مما يحسن قدرتها على التحكم ومراقبة الانترنت.

ويقول ألان ليزكا، وهو محلل أمن سيبراني مخضرم، واحد كاتبي هذا التقرير، "إن تحكم الحوثيين بالبنية التحتية للإنترنت في صنعاء، مكنهم من اعتراض حركة مرور المعلومات على الشبكة والتطفل على العديد من مستخدمي الانترنت في البلاد".

ويقول الباحثون وخبراء الأمن السيبراني، إن سكان صنعاء يخشون بشدة من قدرات التطفل الخاصة بالحوثيين عليهم.

وقال المحلل وخبير الأمن السيبراني ألان ليزكا، إنه جمع أيضا أدلة على أن الولايات المتحدة وروسيا تقومان بنشر أدوات المراقبة الرقمية الخاصة بهما في اليمن، وأنه لاحظ برمجيات خبيثة - وهي نوع من البصمات الرقمية - لأدوات المراقبة المرتبطة بالبلدين على شبكة الانترنت اليمنية.

وفي سياق التقرير قال الخبراء، إن الحوثيين قد مارسوا تقنيات أكثر غرابة ذات صلة بالإنترنت. وعند فحص الإنترنت اليمني، لاحظ الباحثون وخبراء شركة الأمن السيبراني "ريكوردر فيوتشر" عملية استخدام نظام العملة الرقمية المشفرة على أجهزة الخوادم الخاصة بشبكة "يمن نت" التي يسيطر عليها الحوثيون.

ورغم أن شركة الأمن السيبراني "ريكوردر فيوتشر"، قالت انه لا يمكن ربط عملية تعدين العملات الرقمية بشكل نهائي بحكومة مليشيا الحوثيين، لكن وينونا ديسومبر، احد كاتبي هذا التقرير، أشارت إلى "أن إمكانية استكشاف استخدام هذه التكنولوجيا، ستكون متسقة مع تزايد العزلة المتنامية تجاه الجماعة الحوثية".

وقالت ديسومبر: "إن حكومة الحوثيين معزولة من قبل المجتمع الدولي، ويمكن تفسير ذلك بأن الحوثيين يقومون بتعدين العملات الرقمية كوسيلة للحفاظ على نظامها المالي مدعوماً، كما فعلت كوريا الشمالية عندما استخدمت عمليات تعدين العملات الافتراضية للالتفاف على العقوبات الدولية".

وكانت حذرت شركة الأمن السيبراني "ريكوردر فيوتشر" من أن قراصنة يعملون لحساب النظام الكوري الشمالي يستخدمون ويستغلون العملات الرقمية للالتفاف على العقوبات التي تفرضها أجهزة الرقابة الدولية، والمساعدة في تمويل نظام بيونج يونج.