الحوثي يكرّر سيناريو يونيفيل لبنان في اليمن

لطالما صمت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران آذاننا وهي تتغنى بالسيادة ورفض الأجنبي والوصاية منذ سنوات، وغررت على عشرات الآلاف من أبناء القبائل الذين أوهمتهم أنها تحارب "الأمريكان وإسرائيل والغزاة"، وتقودهم إلى محارق حربها العبثية خدمة لأجندة خارجية.
 
ففي الوقت الذي ادعت فيه مليشيا الحوثي أنها تحارب من وصفتهم بالغزاة والأمريكان والإسرائيليين في الساحل الغربي، وحشدت من أجل ذلك أبناء القبائل وقادتهم إلى محارق الموت.. خرج زعيم المليشيا يتغنى بالاحتلال وأن عصابته تحارب من أجل سيادة وكرامة اليمن. ومع اقتراب قوات المقاومة اليمنية بتشكيلاتها (حراس الجمهورية - ألوية العمالقة - ألوية تهامة) من استكمال تحرير مدينة وميناء الحديدة، انبرت قوى دولية تطالب بإيقاف معركة الحديدة وتدخلات إجبارية للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لإنقاذ عصابة الحوثي، وإيقاف تقدم قوات المقاومة اليمنية.
 
لم تكتف عصابة الحوثي بالرضوخ والاعتراف بأنها لا تعدو كونها جماعة مأجورة تستغل أبناء الشعب اليمني لتنفذ أجندة خارجية، بل سارعت لعقد صفقات واتفاقيات أدت إلى دخول قوات أجنبية لتتسلم ميناء الحديدة، على غرار قوات اليونيفيل التي دخلت إلى لبنان العام 2006، لتحفظ الأمن عقب مواجهات حزب الله الإرهابي مع الكيان الإسرائيلي.
 
وها هي اليوم مليشيا الحوثي تطبق سيناريو حزب الله الإرهابي في اليمن، فكما أدخل حزب الله قوات أجنبية إلى أراضي لبنان، قامت مليشيا الحوثي بإدخال قوات أممية وأجنبية إلى ميناء الحديدة.
 
ويقف المواطن اليمني المغلوب على أمره اليوم، في حالة من الذهول والدهشة.. كيف لعصابة دمرت اليمن أرضاً وإنساناً في حرب عبثية مفتعلة، تحت مسمى السيادة ورفض الوصاية، أن تقوم بإدخال قوات أجنبية وفرض وصاية على ميناء الحديدة.
 
ويكشف السيناريو الحوثي المؤامرات الفارسية الدنيئة على الشعوب العربية بداية بلبنان والعراق ومن ثم اليمن، فالمستفيد من إقحام الأوطان العربية تحت الوصاية الدولية واستمرار الصراع فيها هو النظام الإيراني وأذرعه المنتشرة فيها.
 
لكن ولحفظ اليمن والحرص على بقائه بلداً عربياً تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وكان له الفضل في منع تحول اليمن إلى عاصمة إيرانية جديدة، كما صرح في وقت سابق قيادات إيرانية في الحرس الثوري.