11 فبراير.. نكبة وطن ووأد شعب

تحل الذكرى الثامنة لما تسمى "ثورة" فبراير، التي كانت الرصاصة التي دمرت اليمن الحبيب أرضاً وإنساناً، وها هم من خرجو إلى الساحات يستعدون للاحتفال لتدميرهم الوطن.

يستقبل اليمنيون هذه الذكرى بمآسٍ وآلام كبيرة، جراء ما أحدثته هذه الفوضى بحقهم وحق وطنهم، فهاهم للعام الثامن يعانون دون أن يعتذر من قاموا بتلك الأحداث، بل ويسمونها -تبجحاً- "ثورة".

11 فبراير، أدخل مليشيا الحوثي الإرهابية إلى قلب العاصمة صنعاء، وهيأ لها نهب واقتحام ألوية عسكرية في محافظة صعدة، بعد أن كانت محصورة في كهوف مران.

وها هي قيادات حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن)، وقيادات مليشيا الحوثي تتبادل التهاني والتبريكات، بنجاح مؤامرتهم التي دمرت اليمن وحققت لهم مرادهم وأجندتهم الأجنبية التي كلفوا للقيام بها.

ويسعون للتضليل الإعلامي والادعاء بأنهم حققوا لليمن وللشعب اليمني إنجازاً كبيراً. وبالحديث عن المنجزات التي حققتها نكبة فبراير، فلا نجد على أرض الواقع سوى الدماء والجوع والتشرد والحرب العبثية المفتعلة من مليشيا الحوثي.

فمن خرجوا للساحات ليطالبوا بالحرية والديمقراطية، حسب زعمهم، نراهم اليوم في السجون أو في المنازل تم قمعهم من قبل حلفائهم في الساحة.. وها هو الموظف اليمني للعام الثالث على التوالي وراتبه مقطوع، ولم نسمع حزب الإصلاح يطالب بخروج ولو مظاهرة واحدة للمطالبة بصرف مستحقات الموظفين، كما كان يصول ويجول في ساحة التغيير بصنعاء ويطالب ويتحدث ويشتم حتى النظام دون أن يتم المساس بهم أو حتى مجرد التعرض لهم.

ومن طالبوا برحيل النظام ليعود المغترب إلى وطنه، ها هم اليوم مشردون في مختلف بقاع الأرض.. امتلأت بطونهم بالأموال وأنشأوا الشركات بدماء الشباب الذين غرروا عليهم واستخدموهم وقوداً ليصلوا إلى مبتغاهم.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه ملايين اليمنيين هذه الذكرى نكبة وطن، ويتحسرون ألماً على وطنهم وكيف كان وأين أصبح، نجد العصابات الدينية نفسها تتبجح لتخرج لتبارك نجاحها بوأد 25 مليون يمني، وإقحام الوطن في أتون حرب عبثية ووصاية دولية.

على الجميع أن يراجع حساباته، ويرى وضع المواطن اليمني ومأساته، وأن يتم توحيد الصف ولملمة الشتات والوقوف يداً واحدة ضد المشروع الكهنوتي الإيراني الإمامي البغيض الذي تجهد عصابة الحوثي لفرضه على الشعب اليمني.