فيديوهات و"دُمى" ودماء وهمية.. كيف خدعت إسرائيل "حزب الله" وقصفت عشرات المواقع داخل لبنان؟

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، تفاصيل عملية "وهمية" لإجلاء مصابين من الجيش الإسرائيلي خلال استهداف حزب الله اللبناني لمدرعة إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، إنه "في أعقاب إطلاق الصواريخ من قبل مقاتلي حزب الله، فقد تم تنفيذ عملية وهمية لإجلاء جرحى من جيش الاحتلال لمستشفى رامبام"، مشيرةً إلى أن ذلك كان تمرينًا مخططًا له وحربًا نفسية.

وأضافت الصحيفة: "تم طلاء الجنود بالدماء ونقلهم من المروحية في نقالة في مرآة دراماتيكية مخصصة للحروب والعمليات العسكرية"، مشيرةً إلى أن حزب الله راقب عملية الإجلاء وادعى أن هناك 4 ضحايا.

وأوضحت الصحيفة: "هبطت طائرة هليكوبتر بالقرب من الحدود الشمالية، ورفعت جنديين في ظروف غير واضحة، وتم نقلهما إلى مستشفى رامبام ، حيث كانت طواقم الطوارئ تنتظر هبوط الطائرة المروحية وهو مشهد مألوف عن الإصابات الجسيمة في الحروب والعمليات العسكرية في لبنان".

وتداول ناشطون فيديو لعملية الإجلاء التي سربها الجيش الإسرائيلي كانت لدمى غير حقيقية، وهدفت لأن يعلن حزب الله عن إصابات ومكن الجيش من كشف موقع مطلقي النار، وسرعت من تبني حزب الله العملية. في المقابل دك الجيش الاسرائيلي عشرات المواقع التابعة لحزب الله داخل لبنان.

الصحفي في إذاعة "مكان" فراس حامد، نقل عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله، "إن حسن نصر الله طلب وقف النار من خلال الحريري وفرنسا ومصر وواشنطن وأراد أن يخرج باحترامه، وهاجمنا خلال 24 ساعة في سوريا والعراق ولبنان في آن واحد، لأن إسرائيل وضعت على رأس أولوياتها الصواريخ الدقيقة، والروس تم إبلاغهم بالعمليات".

وتقول مصادر صحفية، إن الجيش الإسرائيلي خطط لعملية التمويه منذ أشهر، لكي يفهم حزب الله بأن محاولته لإصابة جنود قد نجحت، والحزب لم ينجح بكشف إخراج مشهد المصابين فأعلن عن إصابات وأكل الطُعم. ولدقة التمويه اُعلن عن تكتيم كامل، وتم زرع تسجيلات كاذبة للجيش في أماكن يصغي لها حزب الله.

وفي سياق حديثه لإذاعة "مكان" باللغة العبرية، قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس: "المناورة الخداعية وعملية نقل المصابين هي تكتيك عسكري بقيادة رئيس الوزراء". كما وصف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بدمية إيرانية ليس إلا.

وقال رئيس الوزراء الاسرئيلي بنيامين نيتانياهو: "عملنا أمس بحزم ومسؤولية. حافظنا على أمن مواطنينا وأيضا على سلامة جنودنا".

وأضاف أن "الشخص الموجود داخل السرداب ببيروت -في إشارة الى حسن نصر الله- يعلم تماما لماذا هو يعيش في سرداب".

وشدد أن بلاده ستواصل أيضا العمل ضد التهديد الذي تشكله الصواريخ الدقيقة.

وكان حزب الله استهدف آلية إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع، فيما رد الجيش الإسرائيلي على الاستهداف بقصف أهداف لبنانية بمئة قذيفة، إلى جانب قصف بالطيران الحربي لأهداف متفرقة، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي.

من جانبه أكد رئيس أركان جيش الدفاع الاسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أن إسرائيل لن تقبل بتعرض مواطنيها وجنودها لاعتداءات، ولن ترضى باستمرار مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله المقام على الأراضي اللبنانية.

وأضاف كوخافي، خلال اجتماعه لأول مرة مع قائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، إن جيش الدفاع على أهبة الاستعداد لمواجهة السيناريوهات كافة.

من جانبه اعتبر القطب في حزب كاحول لافان النائب موشيه يعالون، أن الكشف عن العملية العسكرية الخداعية وعملية إخلاء المصابين الوهمية أمس إنما جاء لأغراض سياسية انتخابية ليس إلا. وقال يعالون، في حديث إذاعي اليوم، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضحي بمصالح مختلفة لا سيما أمنية، بهدف البقاء في الحكم والتهرب من وجه العدالة.