ناشطون إيرانيون يكشفون قَتَلَة متظاهري العراق

أكثر من 100 قتيل سقطوا في أنحاء العراق خلال التظاهرات الشعبية التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة، بينما يوجه ناشطون عراقيون وإيرانيون أصابع الاتهام إلى الحرس الثوري الإيراني ومليشياته في العراق.

وكان متظاهرون وناشطون عراقيون أفادوا بأن ملثمين يتبعون لمليشيات "سرايا الخراساني" و"كتائب سيد الشهداء" المنضوين تحت قيادة "الحشد الشعبي"، قد استهدفوا المتظاهرين العراقيين بالرصاص الحي.

من ناحية أخرى، تفاعل مغردون وناشطون إيرانيون مع أحداث العراق بكثافة عبر تويتر، حيث أدان كثير منهم النظام الإيراني وأذرعه المتمثلة في مليشيات الحشد الشعبي، متهمين إياها باستهداف المتظاهرين العراقيين والتدخل في شؤون الدول الأخرى.

يقول المغرد علي جوامردي، "الرصاصة تصيب متظاهرا عراقيا سلميا أمام الكاميرا على يد قناص تابع للحشد الشعبي الذي يتبع النظام في إيران، شباب العراق قرر أن يحرر بلاده واخراج مرتزقة إيران خارج البلاد."

فيما غرد الناشط الإيراني ريان، "المتظاهرون في بغداد يهاجمون مكتب لمنظمة بدر (أحد فروع الحرس الثوري الإرهابية)، والتي يقودها هادي العامري، الشعب العراقي يهاجم بدقة الأماكن التي يجب أن تضرب، الشرط الأساسي حتى يهدأ العراق هو طرد جميع مرتزقة الجماعات الإسلامية".

يقول الناشط شهاب آزادي، "نائب عراقي يقول إن قاسم سليماني (رئيس فيلق القدس بالحرس الثوري) قد شكل غرفة حرب في بغداد، وهو يراقب عن قرب قمع الشعب العراقي على يد ميليشيات الحشد الشعبي وحزب الشيطان وعصائب الحق.. اتركوا سوريا والعراق ولبنان وشأنهم، وفكروا في حال الشعب الإيراني.. يسقط مبدأ ولاية الفقيه".

تقول الناشطة الحقوقية الإيرانية أميرة ذوالقدري، "إعطاء الأدوات الدبلوماسية لجماعات تشبه داعش هو خطأ عالمي كبير. لا تسمحوا لحكومة إيران أن تأتي إلى الأمم المتحدة بلباس الدبلوماسية، وهم يرتدون رداء الإرهاب في العراق، وبقية الدول".

مغردة إيرانية أخرى تدعى سناز تقول: "الحكومة العراقية حجبت جميع وسائل التواصل الاجتماعي.. على الرغم من قمع الحكومة، فإن التظاهرات مستمرة في بغداد والبصرة، وتطلق الميليشيات الإيرانية النار على المتظاهرين بكثافة #ضد_القمع".

"سليماني يساعد أحد مرتزقته في بغداد والذي يدعى حاج حامد، وهناك غرفة عمليات تشكلت هناك لإرهاب الناشطين وقادة هذه التظاهرات، وهناك مجموعة من القناصة يقودهم يشرف عليها هذا المرتزق، من أجل قتل المتظاهرين السلميين" يقول المغرد الإيراني حميد.

هذا المغرد أورد تعليقا لممثل خامنئي في الحرس الثوري، عبد الله حاجي صادقي، والذي صرح مؤخرا بأن "المعركة في العراق حقيقية، وأميركا تريد إنهاء الحشد الشعبي"، ثم يعقب المغرد بقوله "هذا الشخص ينكر أن المجموعات الإرهابية المتصلة بإيران قد قتلت أكثر من 100 مواطن عراقي".

وتقول الناشطة غيتي بيهي "محافظة الديوانية، الشعب العراقي مستمر في الانتفاضة لليوم السادس على التوالي، معركة الشعب مع مرتزقة الحشد ما زالت مستمرة.. مع إراقة دماء العراقيين على يد عملاء إيران في العراق، فإن الشعب لم يعد أمامه سوى التقدم وإنهاء النظام الحالي".

وتسببت المواجهات التي دارت خلال الأيام الأخيرة بين قوات الأمن والمتظاهرين العزل، إلى ارتفاع عدد قتلى الاضطرابات القائمة منذ أسبوع إلى 110 معظمهم محتجون يطالبون بإقالة الحكومة وإصلاحات تشمل نخبتها السياسية.

ويشكل امتداد العنف إلى مدينة الصدر منذ مساء الأحد تحديا أمنيا جديدا للسلطات التي تتعامل مع أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ دحر تنظيم داعش قبل نحو عامين.

وعلى مر التاريخ، كان من الصعب إخماد الاضطرابات في مدينة الصدر التي يقطنها حوالي ثلث سكان بغداد البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة ويعيشون في أزقة ضيقة تفتقر كثير منها لإمدادات ثابتة من الكهرباء والماء ويعاني كثيرون منهم من البطالة.

وكانت الأمور أهدأ يوم الاثنين. وسحب الجيش قواته وسلم مهمة متابعة الوضع الأمني في المدينة للشرطة الاتحادية في دلالة على أن السلطات تريد تجنب الاشتباك مع مؤيدي رجل الدين المعارض القوي مقتدى الصدر الذي طالب الحكومة بالاستقالة.

والاضطرابات التي تفجرت خلال الأسبوع المنصرم أنهت فجأة هدوءا نسبيا على مدى عامين لم يشهده العراق منذ سقوط صدام حسين عام 2003. ويقول كثير من العراقيين وخاصة الشباب إن استشراء الفساد في أروقة الحكومة يحرمهم من الاستفادة من عودة الاستقرار بعد سنوات من الاقتتال الطائفي.

وانتقد كثيرون رد فعل الحكومة العنيف في مواجهة الاحتجاجات ويقولون إن ذلك أجج الغضب الشعبي.

وشاهد صحفيو رويترز مقتل وإصابة محتجين برصاص قناصة من قوات الأمن كانوا يطلقون النار على الحشود من الأسطح، رغم أن وزارة الداخلية تنفي أن القوات الحكومية أطلقت النار مباشرة على المحتجين.

فيما يتهم ناشطون الحشد الشعبي والمليشيات التابعة له والتي تدعمها إيران باستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي.

وانقطعت خدمات الإنترنت على مدى أيام مما تسبب في انقطاع الاتصالات على نحو ساهم في انتشار مشاعر الاستياء. وعادت تلك الخدمات لبضع ساعات مساء الاثنين ونشر البعض تغطية للاحتجاجات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتوقف الخدمة من جديد.