خطوة واحدة على نهاية الحوثي لولا خنجر الإخوان المغروس في خاصرة القرار العسكري

يكاد لا يفصل بين اليمن واندلاع حرب عالمية ثالثة سوى خطوة واحدة، على خلفية المراهقة الإعلامية لمليشيا الحوثي الإرهابية التي تدّعي العنترية الصاروخية، في الوقت الذي بيوتها أوهن من خيط العنكبوت، لولا التراخي الحاصل في هرم الدولة والخنجر الإخواني المغروس في خاصرة القرار العسكري.

خمسة أعوام من بناء الإمبراطوريات الاقتصادية والعسكرية على جثث الجياع من أبناء الشعب، يقابلها آلاف المصابين بالتُخمة التي يعود أحد أسبابها إلى العناق المحموم بينهم وأطنان من علب التونا والساردين، والدجاج المذبوح تركياً على الطريقة "الإسلامية".. ناهيك عن الخضار والفواكه، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار آلاف اللترات من "المياه المعدنية"، يقابل ذلك العيش الملكي تحرك لمليشيا الإرهاب الحوثي في محاولة منها لخداع البسطاء والعوام عن إنجازاتها في تطور وحدتها العسكرية ودخولها مرحلة التصنيع للصواريخ والطائرات المسيرة، في مشاهد سحر وشعوذة لا تختلف البتة عن صاحب اختراع علاج الإيدز ولصقة السرة.

خمسة أعوام استطاعت عصابة التهريب والسحل والقتل والانقلاب الأشد وحشية وبشاعة في تاريخ الانقلابات والتصفيات للمعارضين تهرّب وتخزّن آلاف الصواريخ والمواد المتفجرة التي يدفع بها ممولوها الإيرانيون، يلحقها خبراء حاصلون على جوائز حسن نصر الله في التفجير والتدمير والقتل، في الوقت الذي ينحصر دور المليشيا الحوثية بتبني الجريمة أو المساعدة في قتل الضحية، إلا أنها الحقيقة التي يقبل بها العالم حين يريد ذلك ويرفضها حين لا يريد، بالرغم من دموغ الأدلة وتورط الممول والمدرّب، وآخر تلك العمليات الإرهابية تفجير شركة أرامكو السعودية بطائرات مسيرة وصواريخ إيرانية، وتبنٍ حوثي.

بالرغم من هذا أو ذاك، يبدو أن معتادي حمامات الساونا لم ينهوا إجازة التصييف، واتخاذ قرار العودة إلى أحضان صخور اليمن ونتوءاتها، ووعورة جبالها، وصقيع شمالها، لتأدية واجبهم الوطني وإخراج اليمن من عنق المشروع الطائفي الشيعي، وقطع دابر الفتنة التي تسعى أمريكا عبر عشيقتيها المدللتين "الدوحة" و"تل أبيب" استمرار تنفيذ مخطط الابتزاز، والحفاظ على بقاء الحرب إلى أجل غير معلوم، وحتى إعلان حرب عالمية ثالثة إن استدعت الظروف.

تقول القناة 11 العبرية، الثلاثاء 29 أكتوبر / تشرين الاول 2019م، إن إسرائيل أعلنت حالة الطوارئ ورفعت التأهب للدرجة القصوى بجميع سفاراتها حول العالم.

وفي حالة استخفاف بعقول الآخرين تحولت إلى مدعاة للسخرية، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيران بالبحث عن سبل لشن هجوم بصواريخ وصفها بـ"دقيقة التوجيه" على بلاده، من اليمن. بعد أن قال إن معلومات أمنية وصلته تؤكد نصب إيران صواريخ دقيقة فى اليمن قاردة على استهداف إسرائيل.

وقال عضو المكتب السياسي بحزب الشعب الديمقراطي "ناجي بابكر" لوكالة خبر، إن تصريح نتنياهو لا يختلف بسخافة سطحيته واستخفافه بعقول الآخرين، عن تدليس المليشيا الحوثية التي تسوّق نفسها من خلال أكاذيب التصنيع والتطوير للصواريخ والطائرات المسيرة، وهي الأكاذيب التي لا تنطلي إلا على ثلة من العقول الجوفاء.

وأضاف، يدرك "نتنياهو" جيداً أن أمريكا وأدواتها لا تكترث لكذبهم، فقد دُمرت العراق، وزرعت بأوساط أبنائه المذهبية والطائفية ووزعت القتل بالمجان، تحت أكذوبة وجود أسلحة محرمة دولياً... وغيرها، وبنفس المخطط، تسعى اليوم إلى إنهاء بقايا الدولة اليمنية التي يحاول شرفاء أبنائها النفخ في روحها، من خلال حماية كل ما من شأنه تغذية المليشيا الحوثية والجماعات الإرهابية بالأسلحة والمواد المستخدمة في صناعة المتفجرات وتهريب خبراء تصنيع وتدريب، خصوصاً في ظل استمرار سيطرتها على عدد من الموانئ والسواحل اليمنية.

وتساءل مراقبون: هل اليمن أقرب إلى إسرائيل من لبنان الحدودية معها، ناهيك عن الأراضي الحدودية التي سلبها إياها حزب الله اللبناني، الذي تقول مصادر إنه قادر على إدخال كل إسرائيل إلى ملاجئ، وامتلاكه ترسانة صواريخ قادِرة على إصابة أي بقعة في إسرائيل.

وكان نتنياهو قد ألقى كلمة بالقدس المحتلة قال إن إيران ترغب في تطوير صواريخ دقيقة التوجيه يمكنها ضرب أي هدف في إسرائيل ضمن حدود الخطأ التي تصل من خمسة إلى عشرة أمتار فقط، مضيفًا في الوقت عينه إن إيران تأمل في استخدام كل من إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن كقواعد لمهاجمة إسرائيل بقذائف وصواريخ دقيقة التوجيه.