شبيغل: مؤشرات على ضلوع موسكو في مقتل شيشاني معارض ببرلين

كشف موقع شبيغل أولاين في تقرير حصري أن المدعي العام الفيدرالي يعتزم تولي التحقيقات الجارية بشأن مقتل شيشاني معارض. وأشار الموقع إلى مؤشرات على إمكانية تورط أجهزة أمنية روسية في الجريمة، ما ينذر بأزمة عاصفة بين البلدين.

بعد نحو ثلاثة أشهر على مقتل رجل من أصل شيشاني يحمل الجنسية الجيورجية في حديقة عامة في العاصمة الألمانية برلين، كشف موقع "شبيغل أولاين" في تقرير حصري أن المدعي العام الفيدرالي بيتر فرانك يعتزم تولي التحقيقات في هذا الملف. ومن المقرر إصدار قرار بهذا الشأن في الأيام القليلة القادمة.

والادعاء العام الألماني يتولى القضايا الكبرى المتعلقة بالإرهاب أو تلك التي تمس بسيادة الدولة وأمنها.

ونشر الموقع الألماني المذكور أن الادعاء العام يتهم أجهزة رسمية روسية بالتورط في جريمة القتل هذه. الأمر الذي يعني أن أعلى جهاز تحقيق قضائي في ألمانيا يعتزم توجيه اتهام رسمي لموسكو بالوقوف وراء جريمة قتل على الأراضي الألمانية، ما ينذر بأزمة ديبلوماسية بين البلدين.

جريمة قتل في وضح النهار

يُذكر أن الضحية اسمه سليم خان خانغوشفيلي، وهو شيشاني الأصل، يبلغ من العمر 40 عاما، يحمل الجنسية الجورجية قُتل بطلق ناري يوم في متنزه صغير بحي موابيت في برلين في 23 أغسطس / آب 2019. وينحدر المشتبه به، الذي تم القبض عليه عقب الجريمة، من روسيا. وتشتبه السلطات الألمانية في أن المتهم (49 عاما)، تعقب الضحية على متن دراجة هوائية، وأطلق عليه النار في الظهر والرأس بثلاث رصاصات أطلقت بسلاح مزود بكاتم للصوت. بينما تحدث شهود عيان عن عملية "إعدام" حقيقية.

وتسببت القضية حينها في صدمة شديدة لدى الأوساط السياسية الألمانية، دفعت بالحزب الديمقراطي الحر (معارضة) بتقديم طلب بتكليف لجنة برلمانية داخلية للنظر في الحالة بدءا من السادس عشر من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

أدلة ضد موسكو

ووفقا لتقرير سابق لمجلة "شبيغل" هناك أدلة تؤكد مشاركة السلطات الروسية بنشاط في خلق هوية مزيفة للمشتبه فيه بارتكاب الجريمة. ومن بين هذه الأدلة وجود إشارات حذف الاسم الذي استخدمه المشتبه فيه من بنك الأوراق الثبوتية الروسية.

وجدت هذه الإشارات أيضا - بعد الكشف عن القتلة المشتبه بهم في حالة الاعتداء على العميل الأسبق للاستخبارات الروسية سيرجي سكريبال - في بيانات عاملين آخرين أيضا بالاستخبارات الروسية.

فبعد ستة أيام من منح المشتبه فيه يوم الثالث والعشرين من حزيران/ يوليو 2019 رقما ضريبيا لهوية مزورة تقدم به للحصول على تأشيرة دخول منطقة شينغن.

وقبل ذلك بقليل كان قد حصل تحت اسمه المزيف هذا على جواز سفر روسي لأول مرة. وعند السؤال عن عنوانه المسجل ببطاقته الضريبية ظهر أن الاسم غير معروف.

وأورد تقرير آخر للمجلة ذاتها، أن رقم الجواز المزيف يدل على وحدة داخل وزارة الداخلية بموسكو، قامت في الماضي بإصدار وثائق لصالح الاستخبارات الحربية الروسية. وهو ما نفته موسكو على لسان متحدث صرح أن "هذه الحالة ليس لها بطبيعة الحال علاقة بالدولة الروسية وهيئاتها".