وفق توجيهات إيرانية.. اليمنيون يموتون بصمت إجباري

وسط تكتم شديد من مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً تواصل جائحة كورونا الفتك بعشرات الأرواح البشرية في مختلف مناطق سيطرتها، مكتفية بدفن الضحايا تحت جنح الظلام وبحضور شخصين من أقارب المتوفى، كشاهدين على العملية وتقييد حالة الوفاة ضد مرض عضال تحت تهديد ووعيد المليشيا حال تسريب حقيقة النبأ.

وفي آخر المستجدات التي رصدتها وكالة خبر، أكدت مصادر طبية وأخرى محلية تسجيل عشرات حالات الوفاة إثر إصابات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، معظمها كانت في مستشفيي الكويت والجمهوري بصنعاء وأخرى في مشفى جبلة بمحافظة إب.

المصادر كشفت، في وقت سابق، عن نقل عشرات الجثث من مشفى جبلة بواسطة سيارات إسعاف وحراسات أمنية ودفنها في مقابر داخل مدينة إب وضواحيها، فيما رصد سكان محليون بالعاصمة صنعاء عمليات مماثلة وثقتها عدسات الكاميرا وتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

المصادر التي أكدت شهود عدد من حالات الوفاة وعملية دفنها فتحت النار على مليشيا الحوثي عبر منصات التواصل، واتهمتها مباشرة بالتكتم الشديد وفرضها ضغوطا على اهالي المتوفين بعدم تسريب حقيقة الوفاة هروبا من عدم اقرارها بالعجز ومناشدة المنظمات الدولية وبلدان العالم التدخل والمساعدة.

وتمارس المليشيا التكتيم استجابة لتوجيهات ايرانية بهدف الضغط على المنظمات الدولية والبلدان التي تنوي الدعم، لتقديم المساعدات عبرها وتسخيره لمصالحها وقياداتها كما فعلت سابقا بالمساعدات الاغاثية، دونما اكتراث لوضع الشعب الذي يرزح تحت اتون الحرب التي اشعلتها ودخلت عامها السادس على التوالي.

المحامية والناشطة الأمريكية الحقوقية، إيرينا تسوكرمان، كشفت حقيقة المخطط "الايراني الحوثي" وعمل الاخيرة وفق تعليمات صادرة من إيران حول كيفية التعامل مع الإصابات بفيروس كورونا المستجد، في مناطق سيطرتها.

ونبهت "تسوكرمان" في ندوة حقوقية افتراضية، من أن المليشيا تتكتم على الإصابات وتنكر التفشي الوبائي في مناطقها، مؤكدة أن المليشيا تقوم بإعادة سيناريو إيران في اليمن.

وأوضحت أن الكارثة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا في إيران، قضت على حياة كبار المسؤولين والمدنيين في إيران، مشيرة إلى أن تستر مليشيا الحوثي على الوباء نتيجة لتبعيتها لخطى إيران.

المليشيا وبالرغم من تهربها الكبير من الاقرار بالارقام الكبيرة لعدد الاصابات، والاعداد الكبيرة لمن فرضت عليهم الحجر الصحي في احياء متفرقة من صنعاء، وإب والمحويت ومؤخرا بصعدة، كانت قد قامت باغلاقها على مراحل ورشها بعد اكتشاف حالات اصابة، اضطرت بان تعلن على استحياء تسجيل عدد قليل من الاصابات كنوع من التسويف الذي اعتادت عليه، إلا ان ذلك زاد من تفاقم الخطر حين اقتنع المواطنون بطبيعة الوضع واستمروا بمزاولة حياتهم كالعادة دونما الالتزام بالطرق الاحترازية بجدية.

وإثر ما تشهده البلاد من اصابات وحالات وفاة، توقعت الأمم المتحدة الجمعة بان فيروس كورونا ينتشر في أنحاء اليمن حيث ”انهار“ نظام الرعاية الصحية بها ”فعليا“، مضيفة إنها تسعى لجمع تمويل عاجل.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في إفادة بجنيف ”منظمات الإغاثة في اليمن تعمل على أساس أن هناك تفشيا محليا في أنحاء البلد“.

وأضاف ”نسمع من الكثير منهم أن اليمن على الحافة الآن. الوضع مقلق بشدة وهم يتحدثون عن أن النظام الصحي انهار فعليا“.

وتوقع مراقبون بان اليمن ستشهد انفجارا مدويا إثر الجائحة التي تتفشى وسط صمت مريب للجهات التي تسيطر على البلاد حال استمرارها بتماديها وعدم اخذها بعين الاعتبار للوضع الصحي الذي تشهده البلاد.