مسئول رئاسي يجمل لـ"خبر" مخرجات لقاء الأربعاء بصنعاء وسيناريوهات (المواجهة)..ما الذي يحمله الوفد للحوثي؟

في تطور متسارع لما تشهده الساحة السياسية اليمنية، بعد دعوة زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، الشعب إلى الخروج والتظاهر للمطالبة بإسقاط قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية، وكذا إسقاط الحكومة الحالية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي قال إنها أصبحت "حبيسة الأدراج"، أقر اجتماع موسع، عقده الرئيس عبدربه منصور هادي، تشكيل وفد رئاسي رفيع المستوى لزيارة محافظة صعدة، ومقابلة الحوثي لبحث عدد من النقاط الخاصة بشأن التصعيد الميداني من قبل الجماعة.

وقالت المصادر لوكالة "خبر" للأنباء: إن الرئيس عقد اجتماعاً بكبار قيادات الدولة من مدنيين وعسكريين ومنظمات مجتمع مدني واأحزاب وتنظيمات سياسية، وألقى خطاباً أحاط من خلاله الحاضرين بكافة جوانب التطورات على الساحة الوطنية.

ووصف مسؤول في الرئاسة اليمنية في إفادة لوكالة "خبر" للأنباء، الوضع الذي يمر به البلد بـ"أن اليمن على مفترق طرق"، مشيراً إلى أن الرئيس أكد أن يده ممدودة لجميع الأطراف، خاصة وأن البلد انتهى من مرحلة حوار ضم جميع الأطياف والمكونات.

وقال لوكالة "خبر" للأنباء، مستشار الرئيس هادي للدراسات الاستراتيجية الدكتور فارس السقاف: إن بياناً صادراً عن اللقاء أكد على الحفاظ على الجمهورية والوحدة والديمقراطية، ودعا إلى استكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وبما يهيئ لتشكيل حكومة شراكة وطنية بين كافة الأطراف.

وفد رئاسي


وأشار السقاف إلى أن البيان تضمن مقترحاً بتشكيل وفد، لزيارة محافظة صعدة ومقابلة زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي، ومناقشة عدد من النقاط ذات الصلة بالتطورات الميدانية والتصعيد الذي تبنته الجماعة.

وبحسب المستشار الرئاسي، فإن الوفد المقترح يضم (مدير مكتب رئاسة الجمهورية، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وفارس أبو اصبع، والشيخ سلطان البركاني، النائب البرلماني عبدالعزيز جباري، وعضو مؤتمر الحوار نبيلة الزبير، والدكتور عبدالملك المخلافي، والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، وآخرين).

من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، أن اللجنة مكلفة بلقاء عبدالملك الحوثي لتدارس الموقف بصورة كاملة وما يجب عمله من خلال تغليب مصلحة الوطن العليا ومقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة واحترام إرادة الشعب وتطبيق مخرجات الحوار الوطني التي أجمعت عليها كل الأطياف والقوى السياسية والمجتمعية والشفافية ومنها جماعة الحوثي.

وقالت الوكالة: إن اللجنة مكونة من: الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيساً، يحيى منصور ابو أصبع عضواً، ومحمد قحطان، وسلطان البركاني، حسن زيد، جلال الرويشان، عبدالعزيز جباري، عبدالملك المخلافي، عبدالحميد حريز، مبارك البحار.

وأشارت إلى أن الرئيس التقى أعضاء اللجنة وزودهم بالتعليمات اللازمة في كيفية التعاطي مع الموقف بكل أبعاده ومخاطره، مؤكداً أن اليمن أمام منعطف تاريخي يتهيأ فيه للخروج الكامل من الأزمة التي نشبت مطلع العام ٢٠١١م والولوج في مرحلة جديدة عنوانها الحرية والمساواة والعدالة ونبذ التعصبات القبلية والمناطقية والمذهبية.. مشيراً إلى أن اليمن، على مدى التاريخ، متعايش بسلام ولم يكن هناك أي تمييز أو فرز على أساس طائفي أو مذهبي.

رفض مبكر.. واعتذار


وفي السياق، قالت مصادر مقربة من جماعة انصار الله: إن عبدالملك الحوثي، أبدى رفضه لمخرجات اللقاء الذي شهدته العاصمة صنعاء الثلاثاء، مشيرةً إلى أن معلومات تفيد باعتذاره عن استقبال الوفد، لكن مصادر أخرى أكدت لوكالة "خبر" للأنباء، أن الوفد سيصل محافظة صعدة، الخميس.

رسالة الفرصة الأخيرة


واعتبر مستشار رئيس الجمهورية، الدكتور فارس السقاف، أن الوفد الرئاسي المكلف بزيارة صعدة هو بمثابة (رسالة الفرصة الأخيرة)، داعياً جماعة أنصار الله إلى "التعقل وتوخي النتائج الوخيمة لما تقدم عليه من تصعيد وحشد للتظاهرات"، مشبهاً ما يحدث اليوم بما حدث من حصار لصنعاء في الماضي أو ما يعرف بـ"حصار السبعين يوماً".

وأكد السقاف، في سياق حديثه لوكالة "خبر"، أن زيارة الوفد الرئاسي لصعدة، تأتي قبل المهلة التي أعلنتها الجماعة للدولة، مشيراً إلى أنها تحددت في يوم الجمعة، حيث يشترط الحوثيون أن يعلن الرئيس هادي الخميس، إلغاء قرار "الجرعة" وتشكيل حكومة وطنية، لمدة ستة أشهر على الأقل وتكون مهمتها تصريف أعمال، على أن يتم بعدها تشكيل حكومة كفاءات وطنية.

وأكد أن ذلك غير ممكن في هذا الظرف، وأن قراراً لإلغاء الجرعة لن يكون قابلاً للتنفيذ والتراجع، لأن القرار تصحيح للأسعار وهو مطلب وطني ودولي، ولن يكون البديل له إلا الفشل والإفلاس.

وأشار إلى أن الدولة بدأت، فعلاً، باتخاذ خطوات من أجل التخفيف من آثار القرار مثل تفعيل نظام البصمة والتقشف.

وشدد السقاف على مطلب الدولة برفع الاعتصامات والجلوس للحوار من أجل استكمال تنفيذ مخرجات الحوار وبما يخدم المصلحة العامة.

خطة بديلة لـ"الجرعة"


وكشف مستشار الرئيس عن خطة اقتصادية تقدمت بها جماعة أنصار الله "الحوثيين" كبديل لقرار رفع الدعم، وأنها تتضمن عدة نقاط، من أهمها: إيقاف قرار الجرعة لمدة ستة أشهر، وتشكيل لجنة من الخبراء الاقتصاديين لدراسة كافة البدائل المتاحة للقرار.

وبذات الشأن أكد السقاف، لوكالة "خبر" للأنباء، أن الدولة حريصة على المصلحة وهدفها تصحيح الوضع، وأن ذلك محله الجلوس على طاولة الحوار.

وأشار إلى أنه، في حال وجود أخطاء أو أن المسألة تحتاج لتصحيح، فإن ذلك يتطلب بعض الوقت، مشدداً على ضرورة أن يكون ذلك في أسرع وقت.

ودعا السقاف جماعة الحوثيين إلى "تحكيم العقل"، مؤكداً: "لا نريد أن نخسر المكاسب السياسية التي حققناها عبر مؤتمر الحوار".. محذراً من تفجير الأوضاع واللجوء إلى العنف؛ لأنه لن يكون أحد هو الرابح.

وأكد أن رعاة المبادرة سيمنعون بالطرق الدولية والقانونية وعبر مجلس الأمن من إفشال العملية السياسية.

إحياء التسوية


وفي ظل التصعيد المتواصل والحديث عن استثمار الظرف الذي يعيشه البلد من قبل "الحوثيين" أكد رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية، أن من حق أي فصيل سياسي المطالبة واستثمار ذلك، ولكن بالطرق السلمية، مبيناً أن الحل الوحيد لما تمر به اليمن هو إحياء التسوية وإعادة الروح لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

سيناريوهات مرتقبة


ويبدي عدد من الناشطين اليمنيين مخاوفهم حول السيناريوهات التي من الممكن أن يشهدها البلد في حال فشل الوفد الرئاسي المكلف بالنزول إلى صعدة ولقاء زعيم أنصار الله "الحوثيين" من التوصل إلى حلول من شأنها إنهاء حالة التوتر الحاصلة على مشارف العاصمة صنعاء، وتوافد المئات من المعتصمين للخيام التي نُصبت استعداداً للخيارات المفتوحة، وفق خطاب الحوثي، عشية الدعوة للتظاهرات مساء الأحد الماضي.

ويضع البعض عدة أسئلة حول المتوقع – حينها- هل سيتم وقف التصعيد أم ستضطر الدولة إلى المواجهة، أم هل ستُقدِم جماعة أنصار الله على الدخول إلى صنعاء وفرض خياراتها.. وماذا لدى الدولة من إمكانات لمواجهة كل ذلك..؟

ويأتي ذلك في وقت تحدثت فيه قناة "العربية" عن حالة مغادرة لمئات الأسر من العاصمة صنعاء؛ بسبب التصعيد من قبل "الحوثيين" وتزايد المخاوف من تحويل العاصمة إلى ساحة مواجهة – وفق القناة.